أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ونشرت خراطيم المياه في باريس إذ عكّر العنف صفو التظاهرات التي خرجت من جديد في الذكرى الأولى لمرور عام على انطلاق حراك "السترات الصفراء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقامت مجموعات من المحتجّين الشباب الذين ارتدوا ثياباً سوداء وغطّوا وجوههم، بإضرام النيران في صناديق القمامة والسيارات وألقوا بمقذوفاتٍ على عناصر الشرطة مع اندلاع مواجهاتٍ في شوارع العاصمة الفرنسية أعقبت يوماً من تحرّك سلمي حاشد عبر البلاد.
واعتُقل 105 أشخاص على الأقلّ في حين ندّد رئيس مديرية شرطة باريس، ديدييه لالمون، "بالأشخاص الذين أتوا للتخريب وليس دفاعاً عن قضيّة".
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع أثناء محاولة المتظاهرين تحطيم الزجاج والدخول بالقوّة إلى مركزٍ تجاريّ. وشوهد بعضهم يرمي الحجارة على عناصر الشرطة ويضرمون النيران في عددٍ من المركبات في جنوب شرق العاصمة. وفي وقتٍ سابق، حُطمت نوافذ أحد المصارف والعديد من محطات انتظار الحافلات في المنطقة.
وأشار لالمون أنّ غالبيّة المتظاهرين شاركوا في مسيرة سلميّة في تظاهرةٍ احتجاجية أخرى انطلقت من شمال غرب باريس باتجاه ساحة الباستيل شرق العاصمة الفرنسية.
وجرى منع كافة التظاهرات في أجزاء كبيرة من المدينة بما في ذلك الشانزليزيه والشوارع المتفرعة عنه والقصر الرئاسي ومجلسي البرلمان الفرنسي المؤلف من الجمعية الوطنية العامة ومجلس الشيوخ.
وكانت تظاهرات السترات الصفراء، التي سُميت كذلك بسبب السترات البارزة اللون التي ارتداها المحتجّون اندلعت في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي بسبب قرار الحكومة زيادة الضرائب على الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة. وتحولت التظاهرات إلى حركة أوسع تناوئ الرئيس إيمانويل ماكرون وإصلاحاته الاقتصاديّة.
وفي ذروة هذه التحرّكات في أواخر العام 2018، بلغ عدد المحتجّين 300 ألف محتج تسبّبوا بشلّ البلاد.
ودفعت موجة الغضب المتعاظمة من الظلم الاجتماعي والاقتصادي بالرئيس ماكرون إلى تعديل بعض خططه الضريبية وتخصيص 10 مليارات يورو (8,5 مليار جنيه استرليني) بمثابة إجراءاتٍ لمعالجة مخاوف المحتجّين.
ويُذكر أنّ الحركة فقدت زخمها خلال الأشهر القليلة الماضية وتضاءلت أعداد المحتجّين من عشرات الآلاف إلى بضع مئات في حين دعا قادتها الشعب للعودة إلى الشارع يوم السبت احتفالاً بالذكرى الأولى للتحرّك.
وأتت كاتي نولو، 44 عاماً، إلى باريس من شرق فرنسا للمشاركة في التحرّك قائلة "نراوح مكاننا". وأضافت: "لن نستسلم".
أمّا روزا دريسي التي انضمّت إلى الحراك في يومه الأول فقالت أنّها ما زالت تكابد لتأمين معيشتها براتبٍ لا يتخطّى 800 يورو (684 جنيه استرليني) شهرياً. وأشارت بأنّها تتظاهر في باريس "من أجل حقوق تقاعدها وقدرتها الشرائية. كنّا مبتدئين في البداية. لم نكن نعرف السياسات ولم ندرك كيف نتصرّف في الطرق ولم نعرف كيف نحتجّ" مضيفةً أنّ التحرّك حدّد الآن تكتيكاته.
وعمّت التظاهرات أنحاء البلاد وجرت تحديداً عند الدوّارات حيث قطع المحتجّون السير مع بدء التحرّك ولكن لم تُسجّل أيّ أعمال عنف خارج العاصمة باريس. علماً أنّ السلطات منعت اقتراب المتظاهرين من المواقع السياحية كبرج إيفل وتزامن ذلك مع إقفال عدد من محطات مترو الأنفاق يوم السبت.
© The Independent