توصلت دراسة إلى أن الأطفال الذين نادراً ما يتناولون وجبة الفطور في الأيام التي يذهبون فيها إلى المدرسة، يميلون إلى الحصول على درجات في امتحانات الشهادة الثانوية أدنى من أولئك الذين يأكلون تلك الوجبة في أغلب الأوقات.
وقد وجد الباحثون أن تلامذة المرحلة الثانوية الذين يتناولون وجبة الفطور يحققون بشكل منتظم في امتحانات الشهادة الثانوية نتائج تفوق بدرجتين تقريباً ما يحققه أقرانهم ممن لا يأكلون تلك الوجبة غالباً.
وتأتي النتائج التي توصلت إليها "جامعة ليدز" في وقت يحذر مدراء المدارس من الأعداد المتزايدة للأطفال الذين يحضرون جائعين إلى المدرسة.
ويدعو الأكاديميون، الذين أجروا استطلاعاً شمل مئات التلامذة في المدارس والكليات في "يوركشاير"، إلى تقديم وجبة فطور مدرسية مجانية في كل المدارس الحكومية في إنكلترا.
يشار إلى أن جمعيتي "ماجيك بريكفست" و"فاميلي آكشن" الخيريتين تعملان حالياً على تنفيذ برنامج تموله الحكومة، لتقديم وجبات الفطور في أكثر من 1800 مدرسة في المناطق المحرومة اجتماعياً واقتصادياً.
في المقابل، لا تتوفر في غالبية عظمى من المدارس الحكومية في إنكلترا وجبة فطور مجانية للطلاب الذين لا يتناولونها في بيوتهم، وكذلك أدت التخفيضات في التمويل إلى إلغاء تمويل نوادي الفطور في بعض المدارس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت الدكتورة كيتي أدولفس، الباحثة الرئيسية في كلية علم النفس بـ"جامعة ليدز" إنّ "دراستنا تشير إلى أن طلاب المدارس الإعدادية يتعرضون للضرر إذا لم يحصلوا على وجبة صباحية كي تمنح أدمغتهم التغذية اللازمة لبداية اليوم الدراسي... تعاني المملكة المتحدة من مشكلة فقر غذائي متنامية. وقد وصل عدد الأطفال الذين يحضرون إلى المدرسة يومياً في حالة جوع شديدة تَحول دون تعلّمهم، إلى نصف مليون تلميذ ... لقد بيّنا في السابق أن تناول وجبة الفطور له تأثير إيجابي على إدراك الأطفال. في المقابل، يشير هذا البحث إلى ارتباط سوء التغذية بالنتائج الدراسية الأسوأ".
في نفسٍ مُشابِه، ذكر جيف بارتون، الأمين العام لـ"رابطة مدراء المدارس والكليات"، "إن نتائج هذا البحث تدعم الأدلة التي كثيراً ما يراها المعلمون بأعينهم... إذا كان الأطفال جائعين عندما يحضرون إلى المدرسة، يكونوا في حالة لا تسمح لهم بالتعلّم... تبذل مدارس عدّة قصارى جهدها لمعالجة هذه المشكلة عِبْرَ تقديم وجبات فطور مجانية، لكن، بحسب هذا البحث، فإن الدعم المالي المتاح للمدارس كي تقدم ذلك التموين، منقوص ويحتاج إلى توسيع كبير".
وأضاف، "نحن بحاجة أيضاً إلى بذل مزيد من الجهد كمجتمع لمعالجة الأسباب الجذرية المتصلة بفقر التلاميذ بواسطة توفير مزيد من الدعم للأُسَر الضعيفة".
في سياق متصل، ذكر بول وايتمان، الأمين العام لـ"نقابة قادة المدارس" أن "قادة المدارس يرون أن كثيراً من الأطفال يصلون إلى المدرسة جائعين وغير قادرين على التعلم... إن تناول وجبة مغذية يعتبر أمراً حيوياً لرفاهيتهم وتعليمهم. نود أن نرى زيادة استحقاقات الوجبات المدرسيّة المجانية ونوادي الفطور... وإضافة إلى ذلك، لا يعمل كل الأطفال الذين يستحقون وجبات مدرسية مجانية، على المطالبة بها فعليّاً. وحاضراً، لا يحصل وجبة مدرسية مجانية واحد من بين كل عشرة أطفال مؤهلين للحصول عليها... كذلك يؤدي اعتماد نظام التسجيل الآلي للوجبات المدرسية المجانية إلى حصول مزيد من الأطفال على الدعم الذي يستحقونه، إضافة إلى زيادة تمويل تمويل التلاميذ لدعم تعليمهم".
© The Independent