شهدت أسعار الذهب والفضة بالأسواق المصرية خلال الأسبوع المنتهي تقلبات عدة، تزامناً مع اضطراب المعدن الأصفر عالمياً، وهو ما أرجعه الخبراء إلى "الضبابية الشديدة في موعد انتهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين"، فضلاً عن اتجاه الفيدرالي الأميركي إلى "عدم خفض معدلات على أسعار الفائدة مجدداً".
ارتفاع ثم هبوط بالأسعار
وعالمياً، بدأ الأسبوع الماضي بارتفاع في سعر أوقية الذهب من 1468 دولاراً أميركياً الجمعة الماضية إلى 1471.90 دولار أميركي حتى مساء الإثنين الماضي، ليعاود الارتفاع في الثلاثاء بنحو دولارين ونصف الدولار تقريباً مسجلاً 1474.30 للأوقية، قبل أن يفقد نحو 4 دولارات كاملة مساء الخميس، مسجلاً 1470.35 دولار أميركي للأوقية من الذهب، وهو ما انعكس على أسعار الذهب المصري، إذ تأثرت الأسعار بالتذبذب العالمي متراوحة بين الارتفاع والتراجع.
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة "سبائك" المتخصصة في متابعة أسواق الذهب، يعتقدُ معظم المحللين أن المستويات الحالية للذهب "جيدة للشراء على المديين المتوسط والبعيد"، لكن على المدى القصير أوصوا بـ"ضرورة الترقب والحذر".
وأضاف التقرير، "الأونصة تتحرك أسبوعياً في نطاق عرضي بمقدار 20 دولاراً على الأقل، ومن الممكن في أي لحظة أن يتّجه الذهب عكس التوقعات".
ولفت التقرير إلى أن الأسبوع قبل الماضي كان شاهداً على ذلك، إذ كانت الأونصة عند 1446 دولاراً، وخلال جلستين لامست 1474 دولاراً، مشيراً إلى أن أجندة الأسبوع المقبل تحمل كثيراً من المواعيد المهمة في أوروبا وأميركا، ولها تأثير في معطيات الاقتصاد العالمي بما فيها الذهب والدولار.
أسعار الذهب في التراجع
وقال الدكتور وصفي واصف رئيس الشعبة العامة للمجوهرات والذهب بالاتحاد المصري للغرف التجارية، "أسعار الذهب عيار 21 (الأكثر رواجاً عند المصريين) بدأت الأسبوع بنحو 654 جنيهاً (نحو 40 دولاراً أميركياً) لترتفع في منتصف الأسبوع إلى 661 جنيهاً (نحو 41 دولاراً أميركياً)، وكذلك الفضة شهدت أيضاً ارتفاعاً بالقدر نفسه تقريباً".
وأضاف واصف، في حديثه مع "اندبندنت عربية"، "مع تناقل أنباء تحمل قُرب اتفاق يُنهي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين وإعلان البنك الفيدرالي الأميركي نيته عدم إجراء خفض جديد على أسعار الذهب بدأت أسعار الذهب في التراجع".
وتوقع رئيس الشعبة العامة للمجوهرات والذهب، "ارتفاع الأسعار في مصر خلال الأسبوع المقبل بعد تأجيل الاتفاق بين أميركا والصين إلى شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل"، مشيراً إلى أن "أسواق الذهب في مصر تتأثر بالأسعار العالمية، إلى جانب سعر الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري".
لا حاجة لخفض جديد لأسعار الفائدة
ويرى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، أنه "لا توجد حاجة على الأرجح إلى مزيدٍ من خفض معدلات الفائدة، ما لم تتغير الظروف الاقتصادية بشكل كبير"، مستبعداً اتخاذ قرار مماثل للشهر الماضي، عندما خفّض المركزي الأميركي معدل الفائدة للمرة الثالثة على التوالي لتتراوح بين 1.50% و1.75%.
وأضاف محضر الفيدرالي الصادر عن اجتماع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، "معظم صنّاع السياسة النقدية يرون أن التحرَّكات الأخيرة كافية لدعم آفاق النمو المعتدل، وسوق عمل قوية، والسيطرة على التضخم بالقرب من المستهدف البالغ 2%".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع الفيدرالي، "من المرجّح أن يظل موقف السياسة النقدية دون تغيير ما دامت المعلومات الواردة حول الاقتصاد لم تسفر عن إعادة تقييم أساسي للتوقعات الاقتصادية".
وعلى صعيد الحرب التجارية العالمية حذَّر خبراء تجارة من أن الانتهاء من اتفاق المرحلة قد يتأخر إلى العام المقبل بسبب الموقف الأميركي الداعم احتجاجات هونغ كونغ، حسبما أفادت وكالة أنباء "رويترز".
الحرب التجارية بين القوتين العظميين بالعالم تؤثر على احتمالات النمو العالمي، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يميل إلى "زيادة الرسوم الجمركية على واردات صينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري".
وكانت الصين أعلنت الخميس الماضي، أنها تُجري مناقشات عميقة مع الولايات المتحدة حول المرحلة الأولى من اتفاق التجارة واحتمال إزالة الرسوم الجمركية رغم المؤشرات المتناقضة حول الجمود التجاري.