فيما أشارت تقارير صحافية، إلى تقدم المباحثات التي تجريها الولايات المتحدة الأميركية والصين بشأن النزاع التجاري القائم منذ أكثر من 16 شهراً، تحولت أسواق الأصول والملاذات الآمنة إلى الخسائر مع عودة المستثمرين إلى المخاطرة والتخلي عن شراء الأصول الآمنة بقيادة الذهب الذي تكبد خسائر عنيفة خلال الساعات القليلة الماضية.
وقالت صحيفة "جلوبال تايمز"، التي تديرها صحيفة الشعب اليومية الرسمية التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، إن الصين والولايات المتحدة قريبتان جدا من إبرام اتفاق المرحلة واحد التجاري، لتفند بذلك تقارير "سلبية" لوسائل إعلام.
وأشارت الصحيفة التي تدعمها الدولة الصينية، نقلا عن خبراء مقربين من الحكومة الصينية، إلى أن بكين أيضا ما زالت ملتزمة بمواصلة المباحثات بشأن المرحلة الثانية أو حتى المرحلة الثالثة من اتفاق مع الولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الذهب يواصل تراجعه إلى 1465 دولارا
في سوق المعادن والأصول والملاذات الآمنة، تراجعت أسعار الذهب عالمياً خلال تعاملات اليوم الاثنين، مع تجدد التفاؤل التجاري بشأن اقتراب توقيع الصفقة التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم. حيث استفاد المعدن الأصفر من تعبير الولايات المتحدة والصين رغبتهما في توقيع الصفقة التجارية الجزئية قبل حلول نهاية العام الحالي، ما عزز الطلب على الأصول الخطرة.
وتشير تصريحات حديثة لرئيسي الولايات المتحدة الأميركية والصين، إلى أنه من المقرر توقيع المرحلة الأولى من الصفقة التجارية في أقرب وقت ممكن، وهو الأمر الذي أفقد الذهب جاذبيته كملاذ آمن.
وينظر إلى الذهب كأصل آمن يلجأ له المستثمرون في أوقات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، وهو ما دفعه لتحقيق مكاسب 13% خلال العام الحالي حتى الآن لكنه تعطل أخيراً عن مسيرة الصعود تلك مع بعض التهدئة ومكاسب الأسهم.
وانخفض سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم شهر فبراير (شباط) بنحو 0.4% أو ما يعادل 5.30 دولار ليهبط إلى 1465.20 دولار للأوقية. كما هبط سعر التسليم الفوري للمعدن النفيس بأكثر من 0.2% أو ما يوازي 3.36 دولار ليسجل 1458.57 دولار للأوقية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجعت الفضة بنسبة 0.3% إلى مستوى 16.95 دولار للأوقية، بعد أن لامست أدنى مستوى في أسبوع.
في المقابل، صعد البلاديوم بنسبة 0.7% إلى مستوى 1787.36 دولار للأوقية، بعد أن بلغ في وقت سابق أعلى مستوياته منذ الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. كما صعد البلاتين بنسبة 0.5% إلى مستوى 895.39 دولار.
خسائر عنيفة للمعدن الأصفر منذ يوم الجمعة
وبدأت خسائر المعدن الأصفر منذ تعاملات يوم الجمعة الماضية، وذلك مع صعود الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، بعدما أظهرت بيانات حديثة أن إنتاج قطاع الصناعات التحويلية ونشاط الخدمات في الولايات المتحدة تسارعا، وهو ما يحد من الطلب على المعدن النفيس.
وفي تعاملات يوم الجمعة الماضية، سجل سعر الذهب للبيع الفوري 1462.71 دولار للأوقية "الأونصة" في أواخر جلسة التداول، منخفضاً بنسبة 0.1%، ومنهيا الأسبوع الماضي على خسارة 0.3 %، بعد أن سجل مكاسب بلغت 0.6%، الأسبوع الماضي. واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب لتبلغ عند التسوية 1463.60 دولار للأوقية.
وأظهر مسح لمديري المشتريات أن إنتاج قطاع التصنيع في الولايات المتحدة نما في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بأسرع وتيرة في سبعة أشهر، وأن نشاط قطاع الخدمات زاد أيضا بأسرع من المتوقع.
وعززت تلك البيانات التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" سيتوقف عن خفض أسعار الفائدة في اجتماعاته القليلة المقبلة.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.57 %، الى 17.00 دولارا للأوقية، لكنها تنهي الأسبوع على ارتفاع. وهبط البلاتين 2.45 %، إلى 892.41 دولار للأوقية. وقفز البلاديوم 0.8 %، الى 1775.20 دولار للأوقية منهيا الأسبوع على مكاسب بأكثر من 4 %، هي أكبر زيادة أسبوعية منذ منتصف سبتمبر (أيلول).
الدولار يصعد مقابل سلة العملات الرئيسة
وقالت مارجريت يانغ يان محللة السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس"، إن تفاؤل التجارة يدفع الأسهم العالمية للارتفاع ورأس المال للابتعاد عن الملاذات الآمنة إلى الأصول المرتفعة المخاطر".
وساعدت أنباء إيجابية بشأن المباحثات التجارية بين واشنطن وبكين الأسهم الآسيوية على التعافي، بينما صعد الدولار مقابل سلة من العملات المنافسة مما يزيد تكلفة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا لحائزي العملات الأخرى.
وارتفعت العملة الأميركية بقوة في تعاملات الجمعة بعدما أظهرت نتائج مسح حديث، أن إنتاج قطاع التصنيع في الولايات المتحدة تسارع في نوفمبر، وأن أنشطة قطاع الخدمات زادت بأكثر من المتوقع. لكن في التعاملات الأخيرة استقر المؤشر الرئيس للدولار، الذي يتبع أداء الورقة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسة عند مستوى 98.233.
وفي تعاملات صباح اليوم الاثنين، استقر الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات الرئيسة، وسط ترقب تطورات الأوضاع التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم. وتركز أداء الورقة الخضراء والعملات التي تركز على التصدير، على الإشارات الإيجابية بشأن اقتراب توقيع المرحلة الأولى من الصفقة التجارية وهو الأمر الذي عزز ثقة المستثمرين.
وفي الوقت نفسه تلقى الجنيه الإسترليني دعماً كبيراً من تعهد رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، بتوقيع صفقة البريكست قبل أعياد الميلاد.
وعلى الصعيد الاقتصادي، كان الدولار تلقى بعض الدعم في نهاية الأسبوع الماضي بعدما أظهرت بيانات النشاط الاقتصادي للولايات المتحدة أنه سجل أداءً أفضل من المتوقع.
وخلال التعاملات المبكرة من جلسة اليوم، تراجع الدولار الأميركي مقابل اليورو بنسبة هامشية 0.08% لترتفع العملة الأوروبية الموحدة إلى مستوى 1.1030 دولار.
في حين زادت العملة الأميركية مقابل نظيرتها الصينية بأكثر من 0.1% مسجلة 108.82 ين، لكنها تراجعت أمام العملة البريطانية بنسبة تزيد على 0.2% ليصعد الجنيه الإسترليني إلى مستوى 1.2863 دولار.
وبالنسبة لزوج العملات (الدولار الأميركي – الفرنك السويسري)، فلم يشهد تغييراً يذكر، حيث سجلت الورقة الخضراء 0.9971 فرنك.
النفط يستفيد من التفاؤل بشأن النزاع التجاري
النفط أيضاً استفاد من التطورات الإيجابية بشأن ملف النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث ارتفعت أسعار النفط في تعاملات صباح اليوم الاثنين.
واستفاد الذهب الأسود في بداية تعاملات الأسبوع الحالي من تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، السبت الماضي بأن الاتفاقية التجارية الأولية مع الصين لا يزال من الممكن توقيعها قبل حلول نهاية العام الحالي.
وفي سياق آخر، ينصب تركيز المستثمرين كذلك على اجتماع منظمة "أوبك" وحلفاؤها من غير الأعضاء والذي من المزمع عقده بداية الشهر المقبل من أجل تحديد مستويات إنتاج النفط لما بعد مارس (آذار) المقبل.
وفي تعاملات مبكرة من جلسة اليوم الاثنين، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم شهر يناير (كانون الثاني) المقابل بنسبة تزيد على 0.4% مسجلاً مستوى 63.66 دولار للبرميل.
كما صعد سعر العقود المستقبلية لخام "نايمكس" الأميركي تسليم شهر يناير (كانون الثاني) المقبل بأكثر من 0.3% مسجلاً مستوى 57.97 دولار للبرميل.
يجدر الإشارة إلى أن أسعار الخام شهدت تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي وسط مراقبة التطورات التجارية بالإضافة لتحذيرات بشأن نمو الاقتصاد العالمي.