فيما يخيم الغموض، حتى الآن، على مستقبل المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، عاد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مجدداً للهجوم على شركة "هواوي" الصينية، بما يشير إلى "تأزم" المفاوضات التجارية التي تترقبها أسواق العالم في الوقت الحالي.
وقال ترمب إن شركة "هواوي" الصينية تشكل خطراً أمنياً، وذلك مع إعلان حلف شمال الأطلسي "الناتو" حاجته إلى تكنولوجيا 5G الآمنة. وحذرت الولايات المتحدة مراراً من استخدام معدات الشركة الصينية، كما منعت شركاتها من التعامل معها على خلفية مخاوف متعلقة بالأمن القومي.
وأضاف الرئيس الأميركي في تعليقات على هامش اجتماعات حلف الناتو أمس الأربعاء "تحدثت إلى إيطاليا ويبدو أنهم لن يمضوا في ذلك، لقد تحدثت إلى دول أخرى ولن تمضي قدماً. أي دولة أحذرها من استخدام معدات هواوي في تكنولوجيا الجيل الخامس لن تفعل ذلك".
وكانت واشنطن وبكين اتفقتا من قبل على توقيع اتفاق "المرحلة الأولى" في إطار اتفاق تجاري لوضع حد للنزاع التجاري الذي بدأ قبل نحو 16 شهراً من الآن. وأعلن البيت الأبيض، في وقت سابق، أن المرحلة الأولى من الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين يجري إعدادها، لكن ليس هناك جدول زمني لموعد الانتهاء منها.
مبيعات قياسية لشركة "هواوي"
في المقابل، وربما قد يشكل صدمة جديدة للرئيس الأميركي، ذكر تقرير لمؤسسة "غارتنر" العالمية أن شركة "هواوي" الصينية استطاعت أن تسجل نمو بنسبة 26% لمبيعات الهواتف الذكية في الربع الثالث من عام 2019، مقارنة بالأرقام المحققة خلال العام الماضي، وذلك ببيع 65.822 مليون هاتف ذكي. وذلك على الرغم من تراجع مبيعات الهواتف الذكية في الأسواق العالمية خلال الربع الثالث من العام الحالي بنسبة 0.4% مقارنة بإجمالي المبيعات خلال نفس الفترة في العام الماضي.
ووفقاً لنتائج أعمال الشركة الصينية، فقد حققت "هواوي" نمواً سنوياً بنسبة 24.4% خلال أول 9 أشهر من العام الحالي، حيث بلغت عائدات الشركة نحو 610.8 مليار يوان صيني (86.63 مليار دولار). كما ارتفع هامش الربح الصافي للشركة الصينية بنسبة 8.7% خلال هذه الفترة. بينما تمكنت الشركة من شحن أكثر من 200 مليون هاتف ذكي خلال العام الحالي.
واشنطن تبحث عن "اتفاق ملائم"
على صعيد الاتفاق التجاري، رفض وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس، تحديد أي موعد نهائي للتوصل لاتفاق تجارة مع الصين، وشن هجوما جديدا على شركة "هواوي" الصينية، مما يزيد من انحسار الآمال في وضع نهاية لحرب تجارية مستمرة منذ 17 شهرا أبطأت النمو العالمي وتسببت في ضرب حركة التجارة العالمية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الوزير الأميركي إن التوصل إلى اتفاق تجارة مع الصين يكون في صالح الولايات المتحدة أهم من التعجل وإبرام اتفاق بحلول نهاية العام الحالي أو حتى العام المقبل، لافتاً إلى أن أكبر اقتصادين في العالم ما زالا بحاجة للعمل على تفاصيل تتعلق بشراء الصين منتجات زراعية وبعض المسائل الهيكلية وآلية إنفاذ، من أجل توقيع اتفاق تجارة مؤقت كان الرئيس دونالد ترمب يأمل إتمامه الشهر الماضي.
وأضاف "النقطة التي كان يحاول توضيحها الرئيس الأميركي في تصريحاته الأخيرة، هي أننا بحاجة لاتفاق ملائم، وسواء جاء في ديسمبر (كانون الأول) الحالي أو في ديسمبر (كانون الأول) المقبل أو أي موعد آخر فإن ذلك أقل أهمية بكثير من التوصل لاتفاق ملائم".
ومجدداً، هاجم الوزير الأميركي شركة "هواوي"، وقال إن الشركة الصينية التي وضعتها الحكومة الأميركية على قائمة سوداء في مايو (أيار) الماضي، تشجع مورديها على انتهاك القانون الأميركي من خلال إبلاغهم بأن ينقلوا عملياتهم إلى خارج البلاد لتفادي العقوبات.
أما نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، فقد أشار إلى أن الرئيس دونالد ترمب مستعد لاستخدام الرسوم الجمركية وفتح أسواق الولايات المتحدة كأداة ضغط بينما يسعى للتوصل إلى اتفاقيات للتجارة مع الصين، وأيضا فرنسا وحلفاء أوروبيين آخرين. وذكر أن الرئيس الأميركي يعتبر "الرسوم الجمركية وسيلة إلى غاية، والغاية هي... التجارة الحرة".
تضارب حول محادثات صينية- أميركية
وفيما كان الرئيس الأميركي قد أشار إلى إمكانية تأجيل الاتفاق التجاري مع الصين إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة في 2020، ذكرت شبكة "بلومبيرغ"، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة والصين يقتربان من اتفاق تجاري. إذ يبحث الطرفان في الوقت الحالي كمية التعريفات الواجب إلغاؤها قبل التوصل إلى الاتفاق، كما أرادت الصين. وهو ما نفاه وزير التجارة الأميركية الذي أكد أنه "لا محادثات تجري على مستويات عالية بين الطرفين الآن"، وأضاف أنه "إذ لم يكن هناك سبب قوي أو اتفاق، سوف تطبق التعريفات الجمركية الأميركية في 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي".
فيما هاجمت مصادر صينية تقرير وكالة "بلومببرغ"، حيث نفت صحيفة "غلوبال تايمز"، التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، ما تناقلته الوكالة، ووصفته بأنه "محض تلاعب بالأسواق".
وسريعاً، ردّت وزارة الخارجية الصينية، وذكرت أن الصين ترفض تحديد أي جدول زمني أو موعد نهائي لصفقة التجارة مع الولايات المتحدة، وتعتزم اتخاذ التدابير المضادة اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة، مشيرة إلى أن أي اتفاق تجاري يجب أن يكون مفيداً ومقبولاً للطرفين.