احتفالاً بذكرى النصر على تنظيم "داعش" الذي أعلنه رئيس الحكومة العراقية السابق حيدر العبادي عام 2017، العراق في عطلة رسمية اليوم، لكنّ هذه الذكرى السعيدة دونها محاذير سياسية وأمنية صعبة، إن لم تكن خطيرة، وتأتي في وقت يواصل فيه العراقيون تظاهراتهم في مدن عراقية عدة.
الدعوة لتظاهرات حاشدة
وصباح الثلثاء، 10 ديسمبر (كانون الأول)، دخل الآلاف من عشائر الفرات الأوسط ساحة التحرير في بغداد، واطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز لتفريق متظاهرين في شارع الرشيد ببغداد، وكانت القوات الأمنية شددت من انتشارها وإجراءاتها في العاصمة بغداد، تزامناً مع الدعوات التي أُطلقت لتظاهرات حاشدة اليوم، من المقرر توافدها من مختلف المحافظات، نحو ساحة التحرير وسط بغداد، للتأكيد على تنفيذ مطالب المتظاهرين ورفض سياسة الترهيب والاغتيالات التي تمارس بحق الناشطين.
في هذا الوقت، حذّر بيان متظاهري ساحة التحرير في بغداد، الكتل السياسية وميليشياتها من محاولة الالتفاف على مطالب المحتجين، ونوّه البيان إلى أن أطرافاً عراقية تسعى إلى تبرير قمع الانتفاضة، كما رفض البيان اختيار الكتل السياسية العراقية لرئيس الحكومة الجديدة، وحذّر من الانجرار إلى مخطط العنف.
وبدأ المحتجون بالتوافد مساء الاثنين، إلى ساحة التحرير استعداداً لانطلاق التظاهرات اليوم، للضغط لتشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت قبل أسبوع من انتهاء المهلة الدستورية.
واليوم، قطع محتجون الطريق المؤدية إلى حقل الرميلة النفطي في البصرة، جنوبي البلاد، وأعلنت القوات الأمنية حالة الإنذار القصوى في المحافظة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تظاهرات... وقتلى؟
وكان زعيم حركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي قال إن التظاهرات التي سيشهدها العراق الثلثاء، ستكون تخريبية وستؤدى إلى سقوط أكبر عدد من القتلى، ويأتي ذلك في وقت كشف مصدر في وزارة الدفاع العراقية عن إصدار قرار يقضى بسحب فصائل الحشد الشعبي من العاصمة بغداد.
وكانت اشتباكات اندلعت بين القوات الأمنية ومتظاهرين في محافظة كربلاء جنوب العراق، وحاول متظاهرون اقتحام مبنى الحكومة المحلية ومجلس المحافظة في حي البلدية وسط المدينة، واستخدمت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما قام متظاهرون بقطع الطريق بين بغداد وكربلاء.
رئيس العراق: لنتعاون جميعاً
وسط هذه الأجواء، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، الكتل السياسية الى اختيار رئيس للحكومة ضمن المدة الدستورية التي تنتهي الاسبوع المقبل، وقال صالح في كلمة وجهها في الذكرى السنوية لعملية تحرير العراق من "داعش" "أدعوكم كما ادعو الكتل السياسية لنتعاون جميعاً من اجل تسمية من نرتضيه ونتفق عليه لتكليفه برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة ضمن المدد والسياقات الدستورية تتكفل بحل المشكلات وتعيد إعادة إعمار البلد والمؤسسات وتنهض بما يطمح اليه شبابنا وشاباتنا وأطفالنا وكهولنا ونساؤنا وكل أطياف المجتمع العراقي، ولتكن ذكرى النصر مثابة من أجل الوحدة والنهوض بإرادة موحدة وعزم أكيد لبناء عراقنا الذي نريد".
وترجح أوساط عراقية أن يتم تكليف مرشح لرئاسة الوزراء نهاية الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل.
ومنذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشهد البلاد تظاهرات تطالب بالإصلاح السياسي ومحاسبة الفاسدين، ووفق مصادر عراقية، قتل خلال قمع التظاهرات ما لا يقل عن 460 شخصاً، وأصيب حوالى 20 ألفاً آخرين.