يصوت مجلس النواب الأميركي اليوم الأربعاء 18 ديسمبر (كانون الأول)، على توجيه قرارين اتّهاميين بحق الرئيس دونالد ترمب الذي وإن وافق النواب على هذا الإجراء، سيصبح ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يحال على المحاكمة أمام مجلس الشيوخ بقصد عزله.
رسالة بيلوسي
وقالت رئيسة المجلس الديموقراطية نانسي بيلوسي في رسالة وجهتها إلى الأعضاء الديموقراطيين، إن "مجلس النواب سيمارس الأربعاء إحدى الصلاحيات الأكثر أهمية التي كفلها لنا الدستور عندما سنصوّت على إقرار توجيه تهمتين ضد الرئيس".
وبعد أقلّ من ثلاثة أشهر على القضية الأوكرانية، سيصوّت المجلس الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، على توجيه تهمتين إلى ترمب، هما "استغلال السلطة" و"عرقلة عمل الكونغرس".
والثلاثاء دارت مناقشات حامية في جلسة للجنة نيابية أثناء وضعها اللمسات الأخيرة على صيغة القرار الاتهامي.
لا أحد فوق القانون
وأضافت بيلوسي في رسالتها "للأسف الشديد، لقد بيّنت الوقائع أن الرئيس أساء استغلال سلطته لمصلحته الشخصية والسياسية، وعرقل عمل الكونغرس لأنه طلب أن يكون فوق المساءلة وفوق الدستور وفوق الشعب الأميركي. في أميركا ليس هناك أحد فوق القانون".
وتابعت "عندما يجتمع المجلس غداً صباحاً للتصويت على القرار الاتهامي، أحضّ كلاً منكم على الانضمام إلي في قاعة المجلس. ناخبونا يعلّقون علينا الأمل في أن نحترم دستورنا وأن ندافع عن ديموقراطيتنا وأن نمضي قدماً بطريقة جديرة بالقسم الذي أديناه لتعزيز دستور الولايات المتحدة والدفاع عنه".
ونظراً إلى الأكثرية التي يتمتع بها الديموقراطيون في مجلس النواب، سيصبح ترمب ثالث رئيس أميركي يخضع لإجراء العزل بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1998.
ولكن يصعب إقالة ترمب من قبل مجلس الشيوخ باعتبار أن الأكثرية فيه من الجمهوريين.
واستقال ريتشارد نيكسون عام 1974 قبل تصويت مجلس النواب مباشرة على توجيه قرار اتهامي إليه بقصد عزله. ولم يُدان جونسون ولا كلينتون في مجلس الشيوخ.
رسالة ترمب
وأتت رسالة بيلوسي بعيد ساعات على اتّهام ترمب رئيسة مجلس النواب بـ"تقويض الديموقراطية"، وكتب في رسالة رسمية من ست صفحات "من خلال متابعة هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة، فإنك تعلنين حرباً مفتوحة ضد الديمقراطية الأميركية"، مضيفاً "التاريخ سيحكم عليك بشكل قاس". وتابع التهمة الأولى "باطلة تماماً، لا قيمة لها ومن إنتاج خيالك".
والرئيس الجمهوري متهم بأنّه جمّد مساعدة عسكرية لكييف بهدف إجبار نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فتح تحقيق بشأن جو بايدن، أبرز منافسيه الديموقراطيين في الانتخابات المقبلة.
وفي رسالته أكد ترمب مجدّداً أن حديثه مع زيلينسكي كان "بريئاً تماماً"، مؤكداً أنه لم يمارس "أي ضغوط" على كييف.
وإذ وصف ترامب التهمة الثانية أي "عرقلة عمل الكونغرس" بأنّها "عبثية وخطيرة"، خاطب بيلوسي قائلاً "أنت غير قادرة على القبول بحكم صناديق الاقتراع خلال انتخابات 2016 الكبيرة".
واعتبر الرئيس الـ45 للولايات المتحدة أن التصويت المرتقب في مجلس النواب "لا يعدو كونه محاولة انقلاب غير قانونية".
سجن نائب مدير حملة ترمب
وفي شأن متصل، حكمت قاضية أميركية على ريك غيتس، نائب المدير السابق للحملة الانتخابية لترمب، بالسجن مدة 45 يوماً وبوضعه تحت المراقبة مدة ثلاث سنوات، بتهمة الكذب على المحقّقين في قضية تدخّل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وغيتس (47 سنة) الذي اعترف في فبراير (شباط) عام 2018 بارتكاب جرمَي الكذب على مكتب التحقيقات الفديرالي "أف بي آي" والاحتيال الضريبي، كان يواجه عقوبة السجن مدة تصل إلى ست سنوات، لكنّه وافق على التعاون مع المحققين في إطار التحقيق الذي كان يقوده روبرت مولر.
وأدّى تعاون غيتس مع المحققين إلى تساهل القاضية الفديرالية آيمي بيرمان جاكسون معه، إذ إنها سمحت له بتوزيع أيام سجنه الـ45 على عطلات نهاية الأسبوع فقط.