تأكيدٌ جديدٌ على ترابط القاهرة والرياض حملته اليوم رسالة تسلَّمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من الملك سلمان بن عبد العزيز.
تعزيز أطر التعاون الاستراتيجي
وقال السفير بسَّام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن الرسالة التي سلَّمها الدكتور عصام بن سعيد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي إلى الرئيس المصري، تؤكد "عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين"، وحرص السعودية على "تعزيز أطر التعاون الاستراتيجي بينهما في مختلف الأصعدة"، ومواصلة مسيرة "العمل المشترك والتنسيق المكثف مع مصر إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية".
وأضاف المتحدث الرسمي، "الرئيس المصري أكد أن العلاقات (المصرية - السعودية) تمثل ركيزةً لاستقرار المنطقة العربية، لا سيما في ضوء الظرف الدقيق الذي تمر به الدول العربية والتحديات المختلفة التي تواجهها".
كما أعرب الرئيس السيسي عن تطلع بلاده إلى استمرار "تطوير آفاق التعاون، والتشاور بين البلدين، ودعم أواصر التضامن العربي".
رسالة الملك سلمان جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة العربية كثيراً من الأزمات، أبرزها التصعيد العسكري على الساحة الليبية، والجمود السياسي بالأزمة السورية، إلى جانب غياب أفق لعودة عملية السلام في القضية الفلسطينية، كما تأتي بعد أسبوع من القمة الخليجية في الرياض التي سبقتها أنباءٌ عن قرب إنهاء أزمة المقاطعة العربية لقطر.
قمة كوالالمبور
من جانبه، أشار السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى "توقيت الرسالة وعقد قمة جمعت 5 رؤساء دول إسلامية في العاصمة الماليزية كوالالمبور".
يقول بيومي "إن تجاهل مصر والسعودية بالقمة يُعدّ تحركاً تركيّاً يهدف إلى خلق جبهة داخل منظمة التعاون الإسلامي لتقويض دور القاهرة والرياض بالعالم الإسلامي".
وأضاف، "لا يمكن معارضة عقد القمة إن كان هدفها تنمية الدول المشاركة على غرار محاولات سابقة لجمع أكبر 8 دول إسلامية اقتصادية قبل نحو 10 سنوات، لكن من الواضح أن هدفها سياسيّ بالأساس"، متوقعاً أن تكون الرسالة "جزءٌ من التنسيق (المصري - السعودي) لمواجهة تلك التحركات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار بيومي، إلى أن تحركات الرياض والقاهرة للتعامل مع قمة كوالالمبور "بدأت قبل القمة، وظهرت نتائجها في اعتذار رئيس وزراء باكستان ورئيس إندونيسيا عن عدم الحضور قبل ساعات من عقد القمة، عقب اتصال هاتفي بين الملك سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان".
ويرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، أن رسالة الملك سلمان "استمرارٌ للتنسيق المصري السعودي في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، في ظل الترابط بين مواقف الدولتين في أزمات المنطقة".
ووصف فهمي "قمة كوالالمبور" بأنها "اجتماعٌ لقادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، خصوصاً أن ماليزيا تضم كثيراً من قيادات وأعضاء الجماعة"، موضحاً "الأهداف المُعلنة مثل دعم سيادة الدول المشاركة وتعزيز التعاون تثير كثيراً من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لعقد القمة".
كانت الرئاسة المصرية أعلنت، اليوم، في بيانٍ، أن الرئيس السيسي طلب نقل تحياته إلى شقيقه العاهل السعودي، مؤكداً الطابع الخاص والأخوي الذي تتسم به العلاقات (المصرية - السعودية) لما تمثله من ركيزة لاستقرار المنطقة العربية، لا سيما في ضوء الظرف الدقيق الذي تمر به الدول العربية والتحديات المختلفة التي تواجهها.
تعليق إماراتي
من جانبه علّق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، على رسالة الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحسابه الرسمي بموقع "تويتر"، قائلاً "رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورد الرئيس عبد الفتاح السيسي يتجاوز في أهميته العلاقات الثنائية بين البلدين، بل يأتي تأكيداً وترسيخاً للتعاون بين محوري العمل العربي المشترك".
وأضاف وزير الدولة الإماراتي، "في ظل الاختراقات الإقليمية، قوة محور الرياض والقاهرة ضرورية لكل العرب".
وكانت كوالالمبور استضافت أمس قمة إسلامية دعا إليها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد كقمة إسلامية مُصغرة، تشارك فيها 5 دول هي: ماليزيا وتركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا، بهدف تسليط الضوء على مشكلات العالم الإسلامي وإيجاد حلول لها، حسب الأهداف المعلنة.