أثار عمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني موجة غضب على الإنترنت بعد زعمه أنّه "يهودي أكثر من" جورج سوروس صاحب الـ89 سنة والناجي من المحرقة اليهودية (الهولوكوست).
وفي مقابلة مع الصحافية أوليفيا نوزي نُشرت في مجلة "نيويورك ماغازين" الاثنين الماضي، زعم السيد جولياني الذي يعرّف عن نفسه حالياً بأنه المحامي الخاص للرئيس دونالد ترمب، أنّ المتموّل المُحسن والمانح التقدّمي الهنغاري الأصل [= سورس] يشغّل عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي و"يسيطر" على ماري يوفانوفيتش.
وتوضيحاً، تعمل يوفانوفيتش موظفة في الخارجية الأميركية، وقد عزلها ترمب من منصبها كسفيرة أميركية في كييف، بعد تنظيم السيد جولياني ومساعديه اللذين جرت إدانتهما [في سياق التحقيق بتصرف ترمب مع رئيس أوكرانيا]، حملة كاذبة ضدها بهدف إقناع الرئيس بأن تلك الموظفة الدبلوماسية المخضرمة تعارضه.
وفي المقابل، استاء السيد جولياني خلال المقابلة الصحافية من فكرة لجوئه إلى تشبيه بالٍ معادٍ للسامية عبر تصويره السيد سوروس محرّكاً للدمى. وذكر السيد جولياني الذي نشأ على الديانة المسيحية الكاثوليكية وارتاد مدارس كاثوليكية في صباه، "لا تقولوا لي إني معادٍ للسامية إذا عارضته، فسوروس ليس يهودياً بالفعل. وأنا يهوديّ أكثر من سوروس".
وتابع السيد جولياني، "أنا أعرف أكثر على الأرجح عن الكنيس [من سورس الذي] لا يرتاد الكنيسة، ولا يذهب إلى الدين... إنه لا ينتمي إلى أي كنيس ولا يؤيّد إسرائيل، بل هو عدو لإسرائيل. لقد انتخب ثمانية مدعين عامين [على مستوى محلي] من دعاة الفوضوية في الولايات المتحدة. إنه إنسان رهيب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك وجّه المدعي العامي الأميركي السابق عن الدائرة الجنوبية في نيويورك، سهامه إلى الرجال والنساء العاملين في المكتب الذي ترأّسه سابقاّ، مع العلم أن ذلك المكتب يحقق في انتهاك جولياني قوانين تمويل الحملات وقانون تسجيل العملاء الأجانب.
وأضاف جولياني، "لا شكّ في أنهم أوغاد إن كانوا يحققون بشأني"، مشيراً إلى أن من يحققون في أمره في مكتبه السابق "حمقى" و"زمرة من الليببراليين النيويوركيين الأغبياء المهووسين بترمب".
وشدّد جولياني على أنه "إذا كانوا يظنّون بأني ارتكبت جريمة، يكونوا مجانين. أنا أنهض بهذا العمل منذ 50 عاماً. وأعرف كيف أتفادى ارتكاب الجرائم. وإذا اعتقدوا أني تخليت عن نزاهتي فلربّما يكونوا قد خسروا نزاهتهم بسبب جنونهم جرّاء كراهيتهم لترمب التي أدّت إلى ارتكابهم أشياء لم أكن لأقبلها أبداً عندما شغلت منصب المدّعي العام". وأضاف السيد جولياني أنّ الدافع المزعوم وراء تحقيقاتهم في أمره يتمثّل في غيرتهم ورغبتهم بالانتقام منه على خلفية خلافات سياسية.
وأضاف، "إنهم أشخاص غير عاقلين وقد أصبحوا الآن غير منطقيين بسبب معاداتهم لترمب"، قبل أن يشير إلى أنّ المكتب استقدم مورين، إبنة مدير "مكتب التحقيقات الفيدرالية" السابق جيمس كومي، كي تشغل منصب مساعدة المدّعي العام الأميركي.
"ألا تعتقدين أنها تشعر بالمرارة؟ أتعلمين ما قلته عن زوجها؟" سأل جولياني الذي نسي لبرهة أنّ السيد كومي والد مورين وليس زوجها. ثمّ استدرك خطأه، وأضاف، "أعتبر والدها وصمة عار. ويخجلني أنني وظّفته. لم أرَ في حياتي شخصاً يدير شؤون "مكتب التحقيقات الفيدرالية" بهذا الشكل".
© The Independent