أعلن المجلس الحاكم في طالبان أنه وافق على وقف مؤقت لإطلاق النار في أفغانستان ممّا قد يعزّز فرص توقيع اتفاقية سلام مع الولايات المتحدة.
وكانت واشنطن قد طلبت وقف إطلاق النار قبل توقيع أي اتفاق سلام من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بإعادة قواتها من أفغانستان إلى الوطن للمرة الأولى خلال 18 عاماً من ميدان نزاع شهد الانخراط العسكري الأميركي الأطول زمناً في تاريخ الولايات المتحدة كله.
وتريد أميركا التي تحتفظ حاليا بنحو 12 ألف جندي في أفغانستان، أن تشتمل أي صفقة سلام على تعهد طالبان بألا تستخدم أفغانستان كقاعدة انطلاق للجماعات الإرهابية لشن عملياتها.
يُشار إلى أن مدة وقف إطلاق النار أو بدء سريانه لم يُحدّدا بعد، ولكن ثمة اقتراحات باستمراره 10 أيام. وما زال المضي بوقف إطلاق النار يستلزم موافقة زعيم طالبان على القرار، ومن المتوقع أن يفعل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان أربعة أعضاء من فريق التفاوض التابع لحركة طالبان اجتمعوا لمدة أسبوع مع مجلسها الحاكم قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار لفترة وجيزة لمراجعة النزاع الأكثر دموية في العالم، حسبما وصفته دراسة حديثة لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" ( بي بي سي).
وعاد فريق التفاوض الأحد الماضي إلى مكتب فريق طالبان السياسي في قطر، حيث يجري مبعوث السلام الأميركي الخاص زلماي خليل زاد محادثات سلام مع الحركة منذ سبتمبر (أيلول) 2018. وبعد مرور عامٍ على المفاوضات، بدا في سبتمبر الماضي أنّ الجانبين على مشارف إبرام اتفاقية سلام، ثم عُلّقت المحادثات مجدداً.
وبعد بضعة أيام، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّ المحادثات "بحكم الميتة من وجهة نظري" وذلك في أعقاب تفجير في كابول أوقع 12 قتيلاً بمن فيهم جنديّ أميركي، وأعلنت طالبان مسؤوليتها عنه.
ولكن نظراً تقلّبه الغريب المعتاد، قام ترمب بزيارة مفاجئة للقوات الأميركية في قاعدة باغرام الجوية والتقى الرئيس الأفغاني أشرف غاني. وخلال اجتماعه بغاني في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) ، أعلن ترمب أنّ "طالبان تودّ إبرام اتفاق ونحن نجتمع معهم ونقول يجب التوصل إلى وقف لإطلاق نار، لكنهم لم يريدوا ذلك في الماضي وهم يريدون وقف إطلاق النار الآن. أعتقد أنّ الأمور ستسير في هذا الاتجاه."
وعاد خليل زاد إلى الدوحة في بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي. واقترح خلال تلك الزيارة وقفاً مؤقتاً لكافة الأعمال القتالية تمهيداً لتوقيع اتفاقية بحسب ما ذكره مسؤولون من طالبان أصروا على عدم الكشف عن أسمائهم لأنّهم ليسوا مخوّلين بالتصريح لوسائل الإعلام.
وتعتبر المفاوضات المباشرة بين الأفغان على جانبي النزاع الدعامة الرئيسية لأيّ اتفاقية سلام. ومن المتوقع إجراء هذه المفاوضات بين الطرفين الأفغانيين خلال أسبوعين من توقيع اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان. وستشمل المفاوضات التي ستكون شائكة على الأرجح جملة من القضايا، مثل حقوق المرأة وحرية التعبير والتغييرات الدستورية ، كما ستقّرر في نهاية المطاف الشكل الذي ستتخذه أفغانستان في مرحلة ما بعد الحرب.
(ساهمت وكالة اسوشييتد برس في كتابة هذا التقرير)
© The Independent