تسببت الضربة الأميركية الجمعة الماضي، في إنعاش سوق الأصول والملاذات الآمنة مع إقبال المستثمرين عليها والتخول بعيداً عن المخاطر التي تحيط بأسواق الأسهم والسندات.
وارتفع الذهب إلى أعلى مستوى في 7 أعوام خلال تعاملات اليوم الاثنين مع إقبال المستثمرين على المعدن الذي يعد ملاذاً آمناً، وذلك جراء تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بينما تجاوز البلاديوم مستوى الألفي دولار ليسجل ذروة قياسية.
وصعد الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 1.5% إلى مستوى 1574.14 دولار للأوقية (الأونصة). وفي وقت سابق من الجلسة ارتفع بنسبة 1.8% إلى مستوى 1579.72 دولار، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) من العام 2013، وارتفع الذهب في التعاملات الأميركية الآجلة بنسبة 1.6% إلى مستوى 1577.20 دولار.
تهديدات "ترمب" تنعش أسواق الأصول الآمنة
وتسببت حالة الضبابية في اتجاه المستثمرين إلى شراء الين وعملات الملاذ الآمن الأخرى، إلى جانب أصول مثل الذهب، إذ ارتفعت العملة اليابانية لأعلى مستوى في ثلاثة أشهر 107.77 ين مقابل الدولار الأميركي في التعاملات الآسيوية، وفي أحدث التداولات زاد الدولار 0.2% إلى 108 ينات.
فيما استقر الدولار أمام سلة من ست عملات رئيسة، ونزل قليلاً مقابل اليورو، وفي أحدث التعاملات ارتفع اليورو بنسبة 0.1% إلى مستوى 1.1167 دولار.
وفي تصريحات حديثة، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على العراق بعدما طالب البرلمان العراقي بخروج القوات الأميركية والأجنبية من البلاد وسط رد فعل غاضب على قتل الولايات المتحدة قائداً عسكرياً إيرانياً بارزاً، ما يزيد مخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقاً.
وما يزيد الضبابية، إعلان إيران أنها ستقلّص بدرجة أكبر التزاماتها في الاتفاق النووي الموقع مع الدول الست الكبرى في 2015.
وسجَّل السعر الفوري للبلاديوم أعلى مستوى على الإطلاق عند مستوى 2020.18 دولار للأوقية، وارتفع في أحدث التعاملات بنسبة 1.4% إلى مستوى 2015.24 دولار.
وقفزت الفضة بنسبة 1.9% إلى مستوى 18.38 دولار للأوقية، بعدما لامست أعلى مستوى فيما يزيد على ثلاثة أشهر عندما بلغت مستوى 18.50 دولار، في حين صعد البلاديوم بنسبة 0.8% إلى مستوى 987.82 دولار.
خسائر متتالية لأسواق الأسهم الأوروبية
على صعيد أسواق الأسهم، فقد واصلت الأسهم الأوروبية خسائرها خلال تعاملات اليوم الإثنين، في الوقت الذي استمرت فيه التوترات التي أعقبت قتل الولايات المتحدة قائداً عسكرياً إيرانياً كبيراً ليقتصر الشراء على الملاذات الآمنة، بينما استفادت أسهم الطاقة من ارتفاع أسعار النفط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع مؤشر أسهم النفط والغاز بنسبة 0.6%، وهو الرابح الوحيد بين القطاعات، ملامساً أعلى مستوى في نحو شهرين، ونزل المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.7%، ويتجه إلى تسجيل أسوأ أيامه في أسبوع، وكان أداء الأسهم الألمانية الأضعف في المنطقة، إذ انخفض المؤشر "داكس" بنحو 1%.
في الوقت نفسه، أظهرت نتائج مسح حديث، أن أنشطة الشركات في منطقة اليورو ظلت قريبة من حالة الركود في نهاية العام الماضي، في حين عوّض تحسن أنشطة الخدمات جزئياً التراجع المستمر للصناعات التحويلية.
وارتفعت القراءة النهائية لمؤشر آي.أتش.أس ماركت لمديري المشتريات، الذي يعد مؤشراً جيداً لسلامة الاقتصاد، إلى 50.9 في ديسمبر (كانون الأول) من 50.6 في نوفمبر (تشرين الثاني)، وبذلك فقد تجاوز تقديرات مبدئية لعدم حدوث تغير عن الشهر السابق، لكنه يظل قريباً من مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش.
وتعافى مؤشر مديري مشتريات قطاع الخدمات ليسجل 52.8 من 51.9 في نوفمبر (تشرين الثاني)، ومرتفعاً أيضاً عن القراءة الأولية البالغة 52.4، لكن مؤشر مديري مشتريات المصانع الذي صدر الأسبوع الماضي أشار إلى انكماش للشهر الحادي عشر على التوالي في ديسمبر (كانون الأول).
ومع تحسُّن قطاع الخدمات سجَّلت الشركات أعلى مستوى للتفاؤل حيال العام المقبل منذ مايو (أيار) الماضي، وقفز المؤشر المجمع لتقديرات الوضع في المستقبل إلى 58.4 من 57.9.