توصّل عدد من العلماء إلى طريقة جديدة للبحث عن الأوكسجين على كواكب بعيدة، ما يمكن أن يساعدهم لاحقاً في اكتشاف أشكال حياة فضائيّة.
وسيكون في مقدور "تلسكوب جيمس ويب الفضائيّ" استخدام هذه التقنية بغية تعقّب الأوكسجين على كواكب في أنظمة شمسيّة بعيدة. ويمكن أن يساعد ذلك بدوره في اكتشاف الكواكب "الحيّة"، التي ربما تعيش فيها كائنات فضائيّة خارج كوكب الأرض.
معلوم أنّ وجود الأوكسجين في الأغلفة الجويّة لكواكب أخرى غير الأرض يمثِّل أحد المؤشرات المُحتملة لوجود حياة على سطح هذه الأجرام. وباختصار، يتشكّل الأوكسجين على سطح الأرض عندما تحوِّل الكائنات الحيّة طاقة ضوء الشمس إلى طاقة كيماويّة، ويعتقد العلماء أنّ هذه العملية عينها يُحتمل أن تشهدها كواكب أخرى بعيدة.
ويأمل العلماء حالياً أن تتيح لهم التقنيّة الجديدة رصد الإشارة نفسها إلى وجود أكسجين، منبعثة من كواكب أخرى، ما يمكِّنهم لاحقاً من اكتشاف الكواكب التي ربما تحتضن حياة غريبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهذا الاختراق التقنيّ، الذي تصفه دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر آسترونومي" Nature Astronomy، يسمح للتلسكوب التابع لـ"ناسا" بالكشف عن إحدى الإشارات التي تصدرها ذرات الأوكسجين عندما تصطدم ببعضها بعضاً. وعند حصول ذلك، تحجب الذرات جزءاً محدّداً من طيف الأشعة تحت الحمراء، وسيكون التلسكوب الجديد قادراً على ملاحظة ذلك، ما يعطي العلماء فكرة عن الغلاف الجوي للعالم البعيد.
صحيح أنّ تقنية على غرار "تلسكوب جيمس ويب الفضائيّ" تمثِّل الأمل الأفضل لدراسة تلك الكواكب، نظراً إلى أنّها بعيدة جداً لدرجة أنّه يتعذَّر إطلاقاً الوصول إليها أو حتى رصد قدر أكبر من تفاصيلها، بيد أنّها تتطلّب تقنيّة أكثر تقدماً تكون قادرة على التعامل مع ضعف إشارات الأوكسجين.
عن ذلك، قال توماس فوشيز، وهو يعمل في "مركز غودارد لرحلات الفضاء" التابع لـ"ناسا" والباحث الرئيس في الدراسة، " كان من المعتقد، قبل أن ننجز عملنا هذا، أنّ الأوكسجين بالمستوى نفسه الموجود على كوكب الأرض غير قابل للكشف بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائيّ.. إشارة الأوكسجين هذه معروفة منذ بداية ثمانينيات القرن العشرين من خلال دراسات تتناول الغلاف الجويّ للأرض، غير أنّها لم تخضع للدراسة أبداً ضمن مجال البحث عن كواكب خارج نظامنا الشمسيّ".
ولكن خلافاً لما سبق، يُحتمل ألا يشكِّل رصد الأوكسجين على أحد الكواكب دلالة أكيدة على استضافته حياة ما. في الواقع، قدّم العلماء تفسيرات بديلة يمكنها أن تكون المسؤولة عن وجود هذا العنصر الكيماوي على كواكب خارج نظامنا الشمسيّ. وعليه، ربما لا يمثِّل الأوكسجين مؤشراً قاطعاً على أنّ العالم البعيد عن الأرض "حيّاً".
© The Independent