أعلنت هيئة الطيران المدني في إيران أن طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية من طراز "بوينغ737" التي تحطمت الأربعاء في طهران استدارت للعودة بعدما واجهت "مشكلة"، في حين ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الحكومة تدرس أسباباً عدة محتملة سببت تحطم الطائرة موديةً بحياة 176 شخصاً من سبع دول. وكان من بين الضحايا 82 إيرانياً و63 كندياً و11 أوكرانياً و10 سويديين وثلاثة ألمان وثلاثة بريطانيين.
وطلب زيلينسكي التوقف عن التكهنات ونظريات المؤامرة والتقييم المتسرع بشأن تحطم الطائرة. كما أعلن يوم الخميس 9 يناير (كانون الثاني) الحالي يوم حداد وطني. وقال إنه سيتحدث هاتفيا مع الرئيس الإيراني حسن روحاني لتعزيز التعاون في التحقيق بشأن سبب التحطم.
وذكر مصدر في الأمن الأوكراني أن بحثاً يجري في تقارير تحدثت عن وجود بقايا صاروخ في موقع تحطم الطائرة.
وفي وقت لاحق الخميس، طلب مساعد وزير الخارجية الأوكراني سيرغي كيسليتسيا أمام مجلس الأمن الدولي "دعماً غير مشروط" للخبراء المكلفين التحقيق حول تحطم الطائرة. وقال كيسليتسيا خلال اجتماع حول موضوع الالتزام بميثاق الأمم المتحدة "أُزهقت 176 روحاً بريئة"، مضيفاً أن "ظروف هذه الكارثة لم تتضح بعد. يعود الآن للخبراء أن يحققوا ويجدوا أجوبة حول مسألة معرفة من تسبّب بحادث التحطّم. يجب من أجل ذلك أن يتلقى خبراؤنا دعماً غير مشروط في تحقيقهم".
كندا تطلب المشاركة في التحقيق
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعت كل من كندا والولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق شامل لتحديد أسباب الحادثة التي وقعت بعد وقت قصير من إطلاق طهران صواريخ باتجاه قواعد عسكرية في العراق تضمّ قوات أميركية، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية في بغداد.
واتصل وزير الخارجية الكندي فرانسوا-فيليب شامبين بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف للتشديد "على الحاجة إلى سرعة السماح لمسؤولين كنديين بدخول إيران لتقديم خدمات قنصلية والمساعدة في تحديد هوية الضحايا والمشاركة في التحقيق في التحطم"، حسب ما جاء في بيان. وأضاف "لدى كندا والكنديين أسئلة كثيرة ستحتاج إلى الإجابة عنها". وتحدث الوزيران في وقت متأخر من مساء الأربعاء لكن البيان صدر الخميس، علماً أن أوتاوا، التي تستضيف جالية إيرانية كبيرة، قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران عام 2012، آخذةً على إيران دعمها لحكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
لندن بدورها طالبت بتحقيق نزيه في حادث تحطّم الطائرة الأوكرانية في إيران، وذلك عقب اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأوكراني. وقال المتحدث المتحدث باسم جونسون إنه أكّد على ضرورة "إجراء تحقيق كامل ونزيه في ملابسات الحادث". وعندما سُئل عن تقارير عن أسباب التحطم أشارت إلى ضربة صاروخية أو عمل إرهابي، قال المتحدث "لا أتكهن لكن التقارير التي سمعناها مقلقة للغاية".
أرادت العودة
وبالعودة إلى التقرير الإيراني المبدئي الذي أصدره المحققون، أقلعت الطائرة الأوكرانية عند الساعة 2,40 بتوقيت غرينتش من مطار الإمام الخميني في طهران متجهةً إلى مطار بوريسبيل في كييف، واختفت عن شاشات الرادار بعد دقيقتين من تحليقها عند بلوغها ارتفاع ثمانية آلاف قدم (نحو 2400 متر). وأضافت هيئة الطيران المدني على موقعها الإلكتروني ليل الأربعاء - الخميس أن "الطائرة التي كانت تتجه في البداية غرباً للخروج من منطقة المطار، استدارت إلى اليمين بعدما واجهت مشكلة وكانت تتجه للعودة إلى المطار وقت وقوع الحادث" الذي أودى بحياة جميع ركابها. إلا أن التقرير المبدئي ذكر أن قائد الطائرة لم يجرِ اتصالاً لاسلكياً يبلغ فيه بحدوث موقف غير معتاد.
وذكر التقرير أن النيران اشتعلت بالطائرة قبل الحادث بقليل، كما ذكر شهود أن النيران كانت ناشبة في الطائرة وهي في الجو. وأضاف التقرير أن المحققين الإيرانيين أرسلوا المعلومات الأولية عن الحادث إلى أوكرانيا والولايات المتحدة والسويد وكندا.
يُذكر أن مسار الطائرة من طهران إلى تورونتو الكندية عبر كييف يشيع استخدامه بين الكنديين من أصل إيراني الذين يزورون إيران في ظل غياب رحلات مباشرة بين البلدين.
خبراء أوكرانيون في طهران
الولايات المتحدة دعت من جهتها إلى "التعاون الكامل مع كل تحقيق حول الأسباب"، وذلك بعدما أعلنت طهران رفضها تسليم الصندوقين الأسودين لشركة بوينغ المصنّعة للطائرة.
ووصل نحو 45 خبيراً في مجال الطيران ومسؤولاً أمنياً أوكرانياً إلى طهران صباح الخميس للمشاركة في التحقيق، بما في ذلك قراءة البيانات الواردة على الصندوقين الأسودين اللذين عثرت السلطات الإيرانية عليهما في موقع الكارثة، بحسب ما أفاد الرئيس الأوكراني.
وقال مسؤول أمني أوكراني إن المحققين ينظرون في سبع فرضيات محتملة بشأن الحادث. وأفاد وزير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أوليكسي دانيلوف لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الفرضيات تشمل أعطالاً تقنية وعمليةً مدبّرة، لكنه أكّد عدم وجود فرضية مرجّحة أكثر من غيرها بعد. وتشمل الفرضيات المطروحة أيضاً اصطداماً بجسم آخر في الجو وصاروخاً من منظومة إيران الدفاعية وانفجار محرّك ناجم عن عطل تقني وانفجاراً على متن الطائرة جرّاء "عمل إرهابي"، بحسب ما كتب دانيلوف على فيسبوك.