تزامناً مع انتشار وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي "كورونا" في الصين، الذي أودى بحياة العشرات على الرغم من الإجراءات المُتخذة في سبيل كبحه، سارع عددٌ من هواة الشراء الإلكتروني في دول الخليج، خصوصاً من المواقع الصينية، إلى سرعة إلغاء طلبات الشراء، خوفاً من احتمالية انتقال الفيروس من خلال المشتريات سواء أكانت ملابس أو أدوات تجميل أو أجهزة إلكترونية.
وتساءل عددٌ من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عن كيفية التعامل مع طلبات الشراء، التي لم تصل حتى الآن وإمكانية إلغائها، وإمكانية انتشار الفيروس من خلال البضاعة، فيما طالب آخرون بإيقاف التسوّق الإلكتروني من الصين لحين القضاء على "كورونا".
وتعدّ مواقع التسوّق الصينية واحدةً من أرخص مواقع التسوّق الموجودة بالعالم، وتختلف من حيث الجودة، إذ شهدت نمواً غير مسبوقٍ في التجارة الإلكترونية، التي بلغ حجمها في الصين إلى 1.14 تريليون يوان (170 مليار دولار) بنهاية 2018، حسب تقرير أصدره "مؤتمر الصين للإنترنت 2018".
كما تعدّ التجارة الإلكترونية سوقاً مفتوحة على مدار الساعة، توفّر الوقت والجهد على هذا النمط العالمي الجديد من التجارة إقبالاً كبيراً من قِبل الخليجيين عموماً والسعوديين على وجه الخصوص، إذ تعدّ السعودية من أعلى 10 دول نمواً في مجال التجارة الإلكترونية في العالم بنسبة نمو تتجاوز 32%، وقد وصل حجم تداولاتها إلى 80 مليار ريال (21 مليار دولار) خلال العام 2018.
الفيروسات تموت خلال دقائق
وعن احتمالية العدوى يقول الدكتور فهد الخضيري، إن الرسائل التي تحذِّر من بضائع الصين بسبب احتمالية انتقال "كورونا" "معلومات خاطئة"، موضحاً "الفيروس في منطقة محددة بالصين، وغالباً لا ينتقل الفيروس من خلال الملابس أو المنتجات الأخرى، وتموت الفيروسات خلال دقائق بمجرد خروجها من المصاب عن طريق العُطاس أو بالاتصال المباشر مع المصاب فقط".
ويؤكد الخضيري، أنه لم يتم تحديد الطرق التي يتم من خلالها انتقال الفيروس "فيروسات لجهاز التنفسي تنتقل بالاحتكاك المباشر مع المصاب أو استنشاق رذاذ الفم عند العطاس أو استخدام أدواتهم الشخصية ومخالطتهم"، مشيراً إلى أنه يجب أخذ كل الاحتياطات من خلال عدم مخالطة الشخص المصاب وفحص القادمين من البلاد التي انتشر فيها المرض.
وأكدت السعودية والبحرين عدم تسجيل أي حالات مصابة بفيروس كورونا الجديد، وأنهما نفذتا عدداً من الإجراءات الاحترازية للتصدي له، فيما أعلنت وزارة الصحة الإماراتية، اليوم الأربعاء، عن تشخيص حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد لأشخاص من عائلة واحدة، قادمين من مدينة ووهان بالصين التي تعد "معقل" فيروس كورونا الجديد، إذ سُجّلت أولى الإصابات في هذه المدينة.
جهود لمنع انتشار الوباء
وكثّفت الصين مبادراتها عبر منع حركة السير في مركز الوباء، وإعلان حالة إنذار قصوى في هونغ كونغ، واتخاذ إجراءات منهجية في وسائل النقل شمالي البلاد وجنوبها، في محاولة لمنع تفشي الفيروس، الذي وصل حالياً إلى أربع قارات.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، ينتشر الوباء بسرعة في الصين، مع تسجيل 1300 إصابة، بينها 41 حالة قاتلة حتى السبت، مقابل 830 إصابة بينها 26 قاتلة في اليوم السابق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت فرنسا، مساء الجمعة، 3 إصابات مؤكدة لديها، قُدّمت على أنها الأولى في أوروبا، حسب ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية.
وكانت القنصلية السعودية في بكين وجّهت نصائح إلى المسافرين المتجهين إلى مناطق ظهر فيها الفيروس، شملت ضرورة ارتداء القناع الواقي، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وتجنّب الاتصال بأشخاص مصابين بأعراض تنفسيّة، وتجنّب الاتصال بالحيوانات "حية أو ميتة" أو المنتجات الحيوانية أو الوجود في أسواق تداول الحيوانات.
كما أوصت المسافرين عند ظهور أعراض الإصابة بعدوى تنفسية بالبقاء في المنزل، وتجنّب الاختلاط بالآخرين، وطلب الرعاية الصحية فوراً بالاتصال بمقدم الخدمة الصحية هاتفياً وإعطاء معلومات متعلقة بالسفر والأعراض، وعدم السفر في أثناء وجود أعراض مرضية، وتغطية الفم والأنف بالمناديل عند الكحة أو العطاس، والمحافظة على تنظيف اليدين وغسلها مدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون أو بالمعقمات، مذيلة التنبيه بأرقام التواصل والطوارئ بالقنصلية.
وتظهر على المصاب بفيروس كورونا الجديد “nCoV – 2019” الأعراض التنفسية الحادة: الحمى والسعال وضيق وصعوبة التنفس.