في الوقت الذي تحذر العديد من المؤسسات الدولية من تداعيات الفيروس الصيني "كورونا"، جاءت بيانات لدراسة حديثة لتؤكد الصدمة، حيث من المتوقع أن يتسبب المرض القاتل في التأثير بشكل سلبي وكبير على نحو 5 ملايين شركة على مستوى العالم، بحسب دراسة أعدتها شركة أبحاث الأعمال العالمية "دان آند برادستريت".
وذكرت الدراسة أن المناطق المتأثرة بالفيروس في الصين تعتبر موطناً لأكثر من 90 في المئة من جميع الشركات النشطة في البلد الآسيوي صاحب ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ونحو 49 ألف شركة في هذه المناطق هي فروع لشركات أجنبية.
وأوضحت أن ما يقرب من نصف الشركات (49 في المئة) التي لها فروع في المناطق المتأثرة تقع في هونغ كونغ، في حين أن الولايات المتحدة تمثل 19 في المئة، واليابان 12 في المئة وألمانيا 5 في المئة، وما لا يقل عن 51 ألف شركة في جميع أنحاء العالم، منها 163 في قائمة أكبر الشركات العالمية من حيث الإيرادات "فورتشن 1000" لديها واحد أو أكثر من الموردين المباشرين أو "من الفئة 1" في المناطق المتأثرة.
وأشارت إلى أن هناك ما لا يقل عن 5 ملايين شركة منها 938 أخرى في "فورتشن 100"، لديها واحد أو أكثر من "الفئة 2" الموردين، وحتى الآن تم تأكيد وجود أكثر من 70 ألف حالة إصابة بالفيروس في الصين، كما أدى إلى وفاة 1770 شخصاً.
كيف تأثرت العلامات التجارية الكبرى؟
وأشارت تقارير حديثة إلى تأثر العديد من كبرى العلامات التجارية الصينية المصنعة للهواتف الذكية، حيث أعلنت الشركات تأثر شحنات هواتفها للربع الأول من 2020 بسبب تأجيل عملية الشحن نتيجة للأوضاع في الصين وإغلاق بعض مصانعها هناك.
ومن المتوقع أن يتم تأخير شحنات Air Pods بسبب فيروس كورونا، فيما كشفت شركة "تسلا" الأميركية أنه سيكون هناك تأخير في عمليات التسليم لسيارات "موديل 3" في بعض أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا، أما شركة "فيسبوك" فقد أعلنت أن هناك تأخيراً في إنتاج نظارات Oculus VR وهي واحدة من الأجهزة القليلة التي تصنعها الشركة الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتوّقع تحليلٌ لشركة الأبحاث "كاناليز"، أن تتراجع مبيعات الهواتف الذكية في الصين بنسبة تصل إلى 50 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث أغلقت العديد من متاجر البيع بالتجزئة لفترة طويلة، ولم يُستأنف الإنتاج بالكامل بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا الجديد، ويأتي ذلك في وقت كان يأمل كبار بائعي الهواتف الذكية الصينيين أن تساعد خطط طرح الجيل الخامس من الصين هذا العام في تحقيق أكبر انتعاش لسوق الهواتف الذكية في العالم بعد سنوات من انخفاض المبيعات.
وأوضح أنه سيتم إلغاء أو تأخير إطلاق المنتجات المخططة للبائعين، بالنظر إلى أن المناسبات العامة الكبيرة غير مسموح بها في الصين، كما "سيستغرق البائعون بعض الوقت لتغيير خرائط طرق إطلاق المنتجات في بلادهم، والتي من المحتمل أن تقلل جميع الشحنات.
فيما جرى إلغاء مؤتمر الجوّال العالمي لعام 2020 الذي كان من المقرر أن يُعقد نهاية الشهر الحالي، لكن قرار الإلغاء جاء بعد انسحاب عددٍ كبير من الشركات بسبب مخاوف من فيروس كورونا، حيث كان يشارك في هذا الحدث نحو 100 ألف زائر كل عام في برشلونة، لكن شركات من بينها أمازون وإنتل وفيسبوك انسحبت بسبب المخاوف من انتشار الفيروس.
الصين تواصل دعم الشركات والاقتصاد الأميركي يتراجع
وحول انعكاس تداعيات فيروس "كورنا" على اقتصاد الولايات المتحدة، قال لاري كودلو، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، إن تفشي الفيروس في الصين ربما يقلِّص الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الأول بواقع 0.2 إلى 0.3 في المئة.
فيما قال نائب محافظ البنك المركزي الصيني، ليانغ تاو، إن بلاده ستساعد الشركات على استئناف الإنتاج في أسرع وقت ممكن، بينما قال نائب رئيس لجنة تنظيم المصارف والتأمين، إن الصين ستسرِّع تقديم القروض والائتمان للمشروعات الاستثمارية الرئيسة، كما ستدعم الشركات الصغيرة والخاصة التي تضررت من انتشار الفيروس.
وبشكل منفصل، توّقع خوان تشانغ نينغ، نائب رئيس الهيئة المنظمة للصرف الأجنبي، أن تحافظ الصين على فائض طفيف في ميزان المعاملات الجارية.
كيف تتأثر اقتصادات الخليج بالفيروس؟
وعلى مستوى تداعيات "كورونا" على دول الخليج، قالت وكالة "ستاندرد آند بورز" في تقرير حديث، إن تفشي الفيروس يمثل مصدراً للمخاطر بالنسبة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، بسبب ارتفاع مساهمة الصين في الاقتصاد العالمي، لكنها توقعت أن يكون الأثر على التصنيفات السيادية محدوداً.
وأشارت الوكالة إلى أن الصين تستأثر بنسب تتراوح بين 4 و45 في المئة من صادرات دول مجلس التعاون، كما توقعت الوكالة أن يؤثر استمرار حظر السفر على حركة السياحة وبخاصة في دبي.
وذكر التقرير أن تراجع أسعار النفط إلى مستوى 40 دولاراً قد يؤدي إلى خفض التصنيف السيادي لسندات دول مجلس التعاون الخليجي بما يصل إلى درجتين، وأشار إلى إن هذا السيناريو الافتراضي يتوقع انخفاضاً مستمراً لأسعار النفط لتصل إلى مستويات الأربعين دولاراً بحلول عام 2040.
ولفتت الوكالة إلى أن النفط يسهم بنحو 81 في المئة في المتوسط، من إيرادات دول المجلس والعراق، مشيرة إلى ضرورة تسريع جهود تنويع مصادر الإيرادات الحكومية بعيدا عن النفط.