فازت الروائية الليبية الشابة كوثر الجهمي بجائزة مي غصوب للرواية الأولى عن روايتها "عايدون"، إلا أنها لم تتمكن من أن تزور لبنان لتلقي الجائزة والمشاركة في الاحتفال الذي كانت ستقيمه دار الساقي للاحتفاء بها، فهي لم تمنح تأشيرة دخول إلى لبنان لسبب سياسي بات معروفاً ويتعلق بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر. وكان المفكّر الليبي محمد عبد المطلب الهوني أوقف في مطار بيروت مع أنه يحمل جواز سفر إيطالياً، وأُجري معه تحقيق دام ست ساعات وسمح له بعدها بالدخول لكونه إيطالي الجنسية، وأبلغ أن أي مواطن ليبي ممنوع من الدخول إلى لبنان ولو كان يحمل جواز سفر أجنبياً.
تدور رواية "عايدون" الصادرة حديثاً عن دار الساقي للكاتبة الليبية كوثر الجهمي في زواريب المجتمع الليبي وتعقيداته لترسم مشهداً لخراب متراكم أسّس للخراب اللاحق. تتغلغل الرواية في الواقع الليبي بسلاسة وشاعرية وتضيء صوراً جديدة وغير معروفة من هذا الواقع، لتطرح مشاكل وقضايا عربية وإنسانية.
تختفي غزالة وابنتها حسناء. تدور الشكوك حول أن تكونا قد اختُطفتا مع اختفاء تمثال "الحسناء والغزالة" من أحد ميادين العاصمة الليبية طرابلس. غزالة، الإعلامية المتحرّرة وصاحبة الشهرة في التسعينات، كانت قد انتقلت وابنتها للعيش مع والدها بعد فقدان زوجها في تشاد. أما حسناء، التي ورثت التمرّد والثورة من والدتها، فلم تجد في "ثورة ليبيا" ما يؤسّس لمستقبل أفضل. "عايدون" هو اللقب الذي رافق العائلة منذُ هَرَب الجدّ إلى سوريا أيام الاحتلال الإيطالي، ثم عاد إلى ليبيا بعد سنوات.
كوثر الجهمي حاصلة على بكالوريوس في الهندسة المدنية. كاتبة ومحرّرة في منصة "فاصلة" للكتّاب الليبيين.
وكانت رواية "عايدون" قد فازت بـ "جائزة مي غصوب للرواية"، في دورتها الأولى للعام 2019. والجائزة تُمنح لكاتب لم يسبق أن نشر كتاباً من قبل. وتألفت لجنة التحكيم من الشاعر والكاتب عباس بيضون، والروائي جبور الدويهي، ورانية المعلم من دار الساقي.
وجاء في تقرير اللجنة: "وردت إلى لجنة التحكيم روايات لافتة بتجديدها وتجريبيّتها، غير أن اللجنة أجمعت على اعتبار رواية "عايدون" لليبيّة كوثر الجهمي، الأولى والفائزة بـ "جائزة مي غصوب للرواية". فالرواية مزيج ناجح من الواقعية والفانتازيا، فوق أنها تخرج من الواقع الليبي لتطرح مشاكل وقضايا عربية وإنسانية. أضف إلى ذلك متانة السرد وقوّة البناء والتركيب".
صدرت الرواية في ذكرى رحيل مي غصوب، الفنانة والكاتبة وأحد مؤسّسي دار الساقي مع رفيق دربها وناشر دار الساقي أندره كسبار.