لم يكن يتوقع أحد أن تُبدد مقتنيات النجم المصري الراحل أحمد زكي بعد نحو ثلاثة أشهر فقط من وفاة نجله الوحيد هيثم، حيث باع رامي عز الدين، الأخ غير الشقيق للممثل الراحل هيثم زكي من والدته الفنانة الراحلة هالة فؤاد بعض المقتنيات التي ورثها عن هيثم بصفته القريب الوحيد من الدرجة الأولى، ومن ثم الوريث الشرعي الأوحد.
بيع الشقة بالمقتنيات
ومن المقتنيات التي باعها رامي عبر محاميه، شقة أحمد زكي في منطقة الهرم، والتي كان يستخدمها الفنان الراحل كمكتب يحتوي على السيناريوهات والأوراق والصور والعديد من المقتنيات النادرة التي كان يستخدمها في عمله.
الأزمة بدأت منذ ساعات عندما تسرب خبر بيع شقة الفنان أحمد زكي لأحد الأشخاص بمبلغ 800 ألف جنيه (51.33 ألف دولار أميركي)، بما فيها كل المقتنيات، لتنطلق بعدها حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب وزارة الثقافة المصرية وأشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بسرعة التدخل لمنع إهدار تاريخ الممثل الراحل.
وزيرة الثقافة تتدخل
وعلى الرغم من أن هذه المطالبات قد تكون غير قانونية لأن منع الوريث الوحيد من البيع يعتبر أمراً غير منطقي، فإن وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، دخلت على خط الأزمة وأجرت اتصالات بمالك الشقة الجديد وطالبته بعدم التصرف في مقتنيات الفنان الراحل، وفي المقابل أبدى المشتري موافقة مبدئية إذا تم عرض المقتنيات في متحف نظير حصوله على مقابل مادي مستمر، في شكل نسبة من أرباح عرض هذه المقتنيات.
وأكدت مصادر بوزارة الثقافة، أنه تمت معاودة التفاوض مع المشتري وجرى الانتهاء بنسبة كبيرة من إبرام اتفاق يقضي بأن يحصل على مقابل مادي من أجل التنازل عن المقتنيات، وسيُحسم ذلك في الأيام المقبلة عبر جلسة ستُعقد بين المشتري ولجنة من الوزارة لاستعادة الأغراض الخاصة بالفنان الراحل، ومن بينها وثائق وملابس خاصة بشخصيات جسدها سينمائياً وصور وسيناريوهات أفلام ومذكرات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نقيب الممثلين ومحامي الوريث
من جانبه، قال نقيب الممثلين أشرف زكي، إن ما جرى لم يكن متوقعاً، موضحاً "كنت قد اتفقت مع محامي رامي عز الدين على ألا يتم بيع مقتنيات أحمد زكي ونجله، وأن تُسلم هذه المقتنيات إليّ بصفتي نقيباً للممثلين في حضور الفنان أحمد السقا، حرصاً منا جميعاً على المحافظة على كل متعلقات الفنان الراحل والتي تعد إرثاً فنياً مهماً لا يمكن التفريط فيه".
تابع "رغم هذا الاتفاق باع المحامي المكتب بكل ما يحتويه إلى أحد الأشخاص، وبناء على ذلك طالبت المحامي بتنفيذ الاتفاق حتى لا أضطر إلى مقاضاته وموكله رامي عز الدين، لأن ما يحدث كارثة وتبديد لقيمة فنية لا تُعوض".
وأضاف "ما يحدث أمر محزن على كل المستويات، لأن شقة أحمد زكي تساوي أضعاف المبلغ الذي بيعت به، بالإضافة إلى قيمتها كإرث فني لا يقدر بثمن".
قائمة الممتلكات
وقالت مصادر مقربة من الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، إن "قائمة الممتلكات التي حصل عليها رامي وتخص هيثم فقط هي حسابين بنكيين كل منهما يزيد على 100 ألف جنيه، ووثيقة تأمين قيمتها 200 ألف جنيه، بخلاف ممتلكات مادية عبارة عن شقة في منطقة المهندسين وأخرى في الهرم، وثالثة في نيو جيزة كان قد سدّد نحو 15 في المئة من ثمنها الإجمالي قبل وفاته، وشاليه في منتجع الجونة السياحي سدد من ثمنه قرابة 20 في المئة، بالإضافة إلى شقة في منطقة بيفرلي هيلز، بجانب ثلاث سيارات، أما الممتلكات التي تخص أحمد زكي وورثها عنه هيثم ثم آلت إلى رامي، فهي مكتب الهرم وشقة المهندسين وسيارتين".
لا تبديد
وردا على حملة الهجوم التي طالت الوريث الشرعي، أوضح محاميه بلال عبد الغني لـ"اندبندنت عربية"، "أنه سيصدر بياناً رسمياً يرد فيه على الاتهامات التي لاحقت موكله"، وأكد "أنه لم يتم تبديد أي شيء من مقتنيات أحمد زكي، ومنها الأوسمة والنياشين الخاصة به، وكذلك مقتنيات شقة الهرم لا تزال موجودة".
وأضاف، "معظم المقتنيات محفوظة في شقة المهندسين التي لم تُبع وبها مقتنيات منها أوسمة ونياشين وشهادات تقدير وجوائز حصل عليها أحمد زكي عن أفلامه وأعماله الفنية، وجميع سيناريوهات الأفلام التي قام ببطولتها، وكذلك سيناريوهات عُرضت عليه ولم يشارك فيها، إلى جانب ملابس لأدوار قدمها في بعض الأفلام، مثل (البيه البواب) و(البيضة والحجر) و(ناصر 56) و(مستر كاراتيه) و(استاكوزا) و(السادات)".