Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غلوريا غاينور تبوح بتحديات وتجارب صادمة في وثائقي جديد

نشأت في عائلة فقيرة تضم 7 أطفال، وتعرضت في سن الـ12 لاعتداء جنسي على يد أحد أفراد العائلة، ومرة ثانية لما كان عمرها 17 عاماً. تتحدث ملكة الديسكو البالغة من العمر 80 سنة عن الحزن والإيمان وكيف تجاوزت كل المحن

تقول بيتسي شيتشتر، مديرة فيلم "غلوريا غاينور: سأنجو": "إنها شخص واجه تحديات صعبة بصورة مباشرة" (الجهة المروجة للفيلم)

ملخص

واجهت غلوريا غاينور صاحبة الأغنية الخالدة "سأنجو" مصاعب جمة في حياتها، لكنها تمكنت من تخطيها تماماً كما توحي أغنيتها بذلك

يعرف جميع محبي موسيقى البوب أن غلوريا غاينور هي صاحبة أغنية "سأنجو" I Will Survive الناجحة، لكن قلة منهم تعرف إلى أي مدى عاشت المغنية كلمات الأغنية بحذافيرها. تقول غاينور، البالغة من العمر 80 سنة وهي تحدثني عبر تطبيق "زوم" من منزلها في نيوجيرسي: "هذا ما جعلني قادرة على أداء الأغنية بهذا القدر من الإقناع... تلك الأغنية هي قصتي".

اليوم أخيراً بدأت تسرد القصة بأبعادها الكاملة، وذلك بفضل فيلم وثائقي جديد مثير بعنوان "غلوريا غاينور: سأنجو" Gloria Gaynor: I Will Survive. يعرض الفيلم الممتد لساعتين تقريباً بالتفصيل كيف تغلبت المغنية على نكسات وصدمات شبه أسطورية. منها: غياب والدها، مقتل أختها، حالات اعتداء جنسي متكررة، زوج يغازل الأخريات، وسقوط شبه مميت على خشبة المسرح أدى إلى إصابتها بالشلل موقتاً وحاجتها إلى عمليات جراحية متعددة. كل هذا إلى جانب عقبات وخيبات أمل أضعفت مسيرتها المهنية وطموحاتها الإبداعية في بعض الأحيان.

تقول مخرجة الفيلم بيتسي شيتشتر: "إنها شخص واجه تحديات صعبة وجهاً لوجه... وهذه [المواجهة] تحولت إلى القصة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتسرد قصة غاينور في الوثائقي بأسلوب يتكشف تدريجاً، حيث تمزج لقطات قديمة مع مقابلات حديثة لدمج صراعاتها الأخيرة مع تلك التي ساعدت في تشكيل شخصيتها. لتوثيق هذه التقلبات الحادة في الحكاية، أمضت شيتشتر وغاينور قرابة عقد من الزمن في تصوير الفيلم. وحتى خلال تلك الفترة الزمنية، واجهت النجمة عقبة كبيرة أخرى. فلما كانت في السبعينيات من عمرها، حاولت اتخاذ منحنى مهني وعر، حيث أرادت غاينور التي يعرفها العالم باسم "ملكة الديسكو" تسجيل ألبوم إنجيلي كامل يعكس إيمانها الذي يمكنني لمس عمقه بوضوح خلال حديثنا. فخلال أقل من ساعة ذكرت الله لا يقل عن 14 مرة. تقول "قال لي الله بكل وضوح ’لا أحد يستطيع منعك من الحصول على ما منحتك سواك أنت‘... أدركت حينها أنني في حاجة إلى تركيز انتباهي إليه والاستماع إلى توجيهاته".

تشعر بأن الله شاء أن تسجل ألبوماً إنجيلياً - على رغم حقيقة أن "لا أحد يريد هذا الألبوم. لا أحد" كما تقول مديرة أعمالها في الفيلم. في البداية، شمل هذا الرفض المجتمع الإنجيلي بأكمله، الذي كان ينظر بعين الشك إلى مغنية صنعت شهرتها في عالم موسيقى الرقص والبوب العلماني. تقول غاينور: "إنهم يشعرون أن الأشخاص الناجحين في مجال آخر يهتمون بكسب المال أكثر من اهتمامهم بالدين... ’إذا سمحنا لهم بالدخول، فهل يمكننا الوثوق بهم؟‘ أنا أفهم هذا الموقف ولكنني لا أستسيغه".

وينعكس تصميم غاينور على تحدي المتشككين في الثقة البادية في صوتها وهي تتكلم وقوة إلقائها. إنها تتحدث بالقوة ذاتها التي تغني بها، وتبدو أصغر بكثير من عمرها الحقيقي. وكلا الأمرين انعكاس لحياة تطلبت قدراً هائلاً من توكيد الذات.

كانت قدوتها هي والدتها كويني ماي بروكتور التي تحملت مهمة تربية سبعة أطفال من دون والدهم (تخلى والدها عن العائلة قبل وقت قصير من ولادة غاينور). كي تتمكن والدتها من تلبية حاجاتهم في منزلهم المتواضع في نيوارك بولاية نيوجيرسي، عملت خياطة وطباخة بلا كلل. تقول غاينور: "كانت ترسلني إلى المتجر لشراء قشور لحم الخنزير المقدد والفاصوليا بمبلغ 25 سنتاً، ثم تصنع خبزاً مسطحاً من الرقاقات الحيوانية لأنها لم تستطع شراء مسحوق لتخمير العجين... كان مذاق الطعام جيداً حقاً لأنها كانت تتحكم بمقدار التوابل".

على رغم علاقات غاينور القوية داخل الأسرة، فإنها تعرضت لتحرش جنسي من قبل خليل والدتها لما كانت في الـ12 من عمرها ومن قبل ابن عمه لما كانت في الـ17. تقول "لم أخبر أحداً بالأمر لأنني كنت دائماً خائفة من أن تعلم أمي بما يحدث... كنت أفكر ’إذا أخبرت والدتي، أو إذا أخبر أحدهم والدتي، فستقتل ذاك الشخص وبعدها سأكون من دون أم أو أب‘".

جعلت الصدمة الناجمة عن تلك الاعتداءات غاينور تعتقد أنها لا تستحق الحب، وهي العقلية التي أثرت بصورة كبيرة على علاقاتها اللاحقة. عثرت على الثقة من خلال الغناء، حيث بدأت لما كانت مراهقة في الستينيات مع فرقة "ذا سول ساتيسفايرز" The Soul Satisfiers المحلية لموسيقى الجاز والآر أند بي. في أوائل السبعينيات، أطلقت فرقتها الخاصة "سيتي لايف" City Life وبدأت تركب الموجة السائدة من خلال عزف موسيقى راقصة جذبت في النهاية انتباه مدير التسجيلات الأسطوري كلايف ديفيس الذي أمن لها عقداً مع شركة "كولومبيا ريكوردز" Columbia Records للتسجيلات. كانت النتيجة أغنية جذابة بعنوان "نحل العسل" Honey Bee لكنها لم تحقق أي انتشار. بعد فترة وجيزة، غادر ديفيس الشركة وترك غاينور من دون أي دعم.

ثم جاء عام 1975، حين قلب عقد جديد مع شركة "أم جي أم ريكوردز" MGM Records الأحوال رأساً على عقب. من ضمن أغنيات ألبومها الأول لصالح الشركة "لا أستطيع أبداً قول وداعاً" Never Can Say Goodbye أعمال وصلت إلى قائمة أفضل 10 أغنيات، من بينها تلك التي يحمل الألبوم عنوانها، والتي أصبحت أول أغنية ديسكو منفردة تحصل على هذا التقدير. قبل أربع سنوات، حققت الأغنية نفسها نجاحاً كبيراً لفرقة "جاكسون فايف" Jackson Five كأغنية حنين حزينة، لكن نسخة غاينور سرعت الإيقاع وأضافت أصوات الطبول العالية التي أسهمت في تحديد ملامح هذا النوع الغنائي. ولجعل الألبوم أكثر ابتكاراً، استعانت الشركة بفني الميكساج الرائد توم مولتون الذي مزج جميع الأغاني الموجودة على الجانب الأول من الألبوم بعضها مع البعض، منتجاً وصلة احتفالية مدتها 19 دقيقة من دون توقف. تقول غاينور: "كان من الرائع قضاء هذا المقدار من الوقت في حلبة الرقص من دون استراحة".

وباتت تسجيلاتها أكثر تميزاً بفضل أسلوبها الصوتي، الذي تفرد بانتباهها إلى لحن الأغنية، حيث كانت تؤدي الأغنيات بلمسة تصريحية. تقول "إذا كنت أغني لحناً سعيداً، أردتك أن تسمع الفرحة... إذا كنت أغني شيئاً حزيناً، أردتك أن تسمع الدموع". كانت النتيجة واضحة في المنحنى العاطفي الذي تتبعته في تلك التشكيلة التي تبلغ مدتها 19 دقيقة، بدءاً بالدعابة المبتهجة في أغنية "نحل العسل"، وحتى الأشواق الجياشة في "لا أستطيع أبداً قول وداعاً".

أكسبتها النتيجة لقب "ملكة صالات الديسكو". تقول المغنية: "سررت بحقيقة وجود انتخابات فعلية من قبل الرابطة الدولية للمنسقين الموسيقيين [دي جيه]... لقد حصلت على لقب ملكة وعملية تتويج!".

على كل حال، بعد مرور عام واحد فقط، جاءت دونا سامر وتفوقت مبيعاتها عليها بسرعة. تقول غاينور بإصرار: "لم ينتبني قط أي شعور بالمنافسة [مع سامر]"، على رغم أنها تضيف بسرعة أنه عندما "سألني أحدهم ذات مرة ’ما هو شعورك تجاه حصول دونا سامر على تاجك؟‘ أجبت ’تاجي موجود في خزانتي!‘".

الشركة التي تعاقدت معها غاينور لم تمنحها الدعم الثابت أو الحرية الإبداعية التي ساعدت سامر على الاستمرار في إنتاج عشرات الأغاني الناجحة والمتنوعة للغاية. فشلت ثلاثة ألبومات لاحقة أصدرت على مدار 3 سنوات في تحقيق أي نجاح. ثم، في عام 1978، تعرضت غاينور لحادث شبه كارثي بعد سقوطها على مسرح في نيويورك أثناء أحد العروض، مما أدى إلى إصابتها بمشكلات معقدة في الظهر استمرت لعقود. بمرور الوقت، كانت فقرات عمودها الفقري تتآكل من الاصطكاك بعضها ببعض، مما جعلها "تشعر وكأن شخصاً ما يربطني بحبل ويمنعني من المشي"، كما تصف في الفيلم. وفي تلك اللحظة الرهيبة وجدت إيمانها، وتقول بضحكة من كان بها خبيراً: "هل تعرف كيف تصبح شديد القرب من الله عندما تقع في مشكلة؟".

كانت غاينور لا تزال ترتدي دعامة لظهرها عندما سجلت أغنية "سأنجو"، لكنها عرفت على الفور أنها كانت ستحقق نجاحاً ساحقاً. وللغرابة، فقد رغبت شركتها المنتجة دفن الأغنية في الجانب الثاني من الألبوم لصالح أغنية تحمل عنوان "بديل" Substitute. بدلاً من أغنية الاستقلالية والتغلب على المحن، كانت كلمات أغنية "بديل" على النقيض من ذلك تعبر عن أفكار امرأة يبدو أنها ستتحمل أي شيء من أجل الحصول على رجلها. لم يقتصر الأمر على كره غاينور الأغنية، بل أصيبت بالذهول لأن الشركة المنتجة لم تعترف بقوة أغنية "سأنجو". تقول "لقد اختار رئيس شركة التسجيلات الأغنيات التي يتضمنها الجانب الأول من الألبوم ولم يرغب أحد في معارضة قراره... لم يكنوا سوى قليل من الاحترام لي ولآرائي".

للالتفاف على قرار الشركة، روج مدير أعمال غاينور وزوجها في ذلك الوقت أغنية "سأنجو" في قاعات الديسكو. هناك، أصبحت رائجة جداً، واضطرت الشركة إلى إصدارها كأغنية فردية. بين عشية وضحاها تقريباً، وصلت إلى المرتبة الأولى في جميع أنحاء العالم. ولكن مع ازدهار مسيرتها المهنية، راح زوجها يبتعد أكثر فأكثر. ومن خلال دوره المزدوج كمدير لأعمالها كان حريصاً على إحيائها حفلات موسيقية بلا هوادة – كي يتمكن من اللهو مع النساء كما يحلو له من دون أن يكتشف أمره، كما تعتقد غاينور التي تقول في الفيلم: "كان يجذب النساء مثل مغناطيس".

بعد مرور عام على انطلاقتها الناجحة، تعرضت مسيرة غاينور المهنية لضربة قوية أخرى بسبب موجة رفض الديسكو، التي تجسدت في حدث سيئ السمعة يعرف باسم "ليلة تدمير الديسكو" Disco Demolition Night. تجمعت حشود كبيرة في استاد في شيكاغو في تلك الليلة لإظهار كراهيتها للديسكو من خلال حرق مئات من أسطوانات أغاني الرقص. انتهت الليلة بأعمال شغب اعتبرها كثر فيما بعد رد فعل عنصرياً ومعادياً للمثليين ضد الثقافات التي كانت جوهرية في نشأة الديسكو. بالنسبة إلى غاينور، كانت رد فعل متعلقة أكثر بالاقتصاد البسيط. وقالت: "لقد تأثرت أرباح شخص ما سلباً بموسيقى الديسكو".

ومع أن زواجها كان متعثراً أيضاً في ذلك الوقت، فإنها حافظت عليه لسنوات خوفاً من البقاء بمفردها. قررت الرحيل في سن الـ65، بعدما أدركت أنها كانت تشعر بالوحدة في زواجها أكثر من الانسحاب منه، ثم حلت بها مأساة حقيقية في يوم عيد الشكر عام 1995، لما كانت أختها في طريقها لشراء صلصة التوت البري عندما دخلت في حديث مع امرأة أخرى كانت أيضاً في طريقها إلى المتجر. وكما توضح غاينور "اقترب منهما شاب كان يركض، وراح يتحدث إلى المرأة الأخرى. واصلت أختي المشي، لكنها استدارت لترى ما يحدث عندما سمعت أصواتهما تعلو. ألقى الرجل بالمرأة أرضاً وركضت أختي نحوهما للتدخل. طرح الرجل أختي أرضاً وداس على رأسها. ماتت وهي تحاول إنقاذ شخص لم تكن تعرفه حتى".

عند الحديث عن الحادثة، ما زالت آثار الغضب والألم بادية على غاينور. لتهدئة جروحها العاطفية وإنقاذ حياتها المهنية في ذلك الوقت، بدأت العمل بصورة رئيسة في أوروبا والمملكة المتحدة، حيث وجدت أن الجماهير متقبلة أكثر من بلدها. تقول "تريد الولايات المتحدة كل ما هو لامع وجديد، في حين أنهم في بلدان أخرى يحترمونك إذا حققت نجاحاً قبل عقود مضت... لا يتعلق التقدير فقط بما تقدمه الآن".

في الوقت نفسه، كانت غاينور تتوق إلى صناعة موسيقى جديدة وإحياء مسيرتها المهنية في بلدها. أثبتت مديرة أعمالها الجديدة، ستيفاني غولد، أنها لعبت دوراً مهماً في تغيير مصير وحظ غاينور. استأجرت غولد، التي لا تزال مديرتها، فرقة كاملة لدعم المغنية في العروض الحية بدلاً من جعلها تعتمد على التسجيلات التي كانت تستخدمها. وناضلت أيضاً لتحقيق حلمها في تسجيل ألبوم إنجيلي. لم تواجه المغنية عقبات كبيرة من المجتمع الإنجيلي فحسب، بل عانت أيضاً من التمييز على أساس العمر الذي يسود صناعة الموسيقى. تقول غاينور: "يولد التمييز من الخوف... نعلم جميعاً أننا سنصل إلى تلك المرحلة، ولكن بطريقة ما نشعر أننا إذا أبعدنا أنفسنا عن كبار السن، فلن يؤثر ذلك علينا".

للتغلب على ذلك، مولت الألبوم بنفسها وشكلت تحالفات داخل المجتمع الإنجيلي. بحلول وقت تسجيلها الألبوم الذي يحمل عنوان "شهادة" Testimony عام 2019، كانت قد تجادلت مع أسماء كبيرة في هذا المجال مثل يولاندا آدامز وبارت ميلارد لتقديم أداء ثنائي معها. في العام التالي، فاز الألبوم بجائزة غرامي لأفضل ألبوم إنجيلي، بعد مرور 40 عاماً على حصول غاينور على آخر جائزة غرامي عن أغنية "سأنجو".

الآن، مع دخول غاينور عقدها التاسع، فإنها تخطو خطوة جديدة. في عام 2021، سجلت أغنية مع كايلي مينوغ في ألبومها "ديسكو" Disco، واستمتعت هذا العام بتحية تقدير من مادونا، التي أدت أغنية "سأنجو" ضمن جولتها الغنائية "سيليبريشن" Celebration. وتجمع حالياً المواد اللازمة لألبوم بوب جديد يتضمن أغنيات كتبها شعراء غنائيون عملوا مع نجوم رائجين مثل مايلي سايرس وتايلور سويفت.

بالنظر إلى كل الدراما التي أوصلتها إلى هذا الصعود، فلا عجب أن تصف غاينور بثقة أغنيتها الأكثر شهرة بأنها "موعد من الآلهة". كما أنها تمتلك قدراً مماثلاً من اليقين من أن "سأنجو" ستواصل ملامسة قلوب الناس عبر القارات والأجيال. وتقول "نمر جميعاً بمواقف وظروف في حياتنا نعتقد أننا لا نستطيع التغلب عليها... تحتفي الأغنية بإصرار الروح الإنسانية على التغلب عليها. وهذا شعور يريد الجميع عيشه".

بدأ عرض فيلم "غلوريا غاينور: سأنجو" في الصالات الأميركية في الـ13 من فبراير وسيصدر في وقت لاحق في المملكة المتحدة

© The Independent

المزيد من فنون