طال وباء فيروس كورونا المستجد عناصر وقادة في القوات المسلحة المصرية، التي دخلت على خط مواجهة تفشي الوباء في البلاد عبر حملة تطهير وتعقيم واسعة للمباني والمؤسسات الحكومية، بالتزامن مع الإجراءات الاحترازية المشددة التي أقرتها السلطات في البلاد.
وخلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، توفي لواءان في الجيش المصري هما، اللواء أركان حرب شفيع عبد الحليم داوود، مدير إدارة المشروعات الكبرى بالجيش، بعد ساعات من وفاة اللواء أركان حرب خالد شلتوت، رئيس أركان إدارة المياه (إحدى إدارات الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة)، حسبما أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش، تامر الرفاعي لـ"اندبندنت عربية".
وتقوم القوات المسلحة منذ مطلع الشهر الحالي بعمليات تطهير وتعقيم وقائي للمؤسسات الحكومية والمواصلات العامة بما فيها خطوط السكك الحديدية. ومن بين ما تم تعقيمه ميدان التحرير ومجمع المصالح الحكومية به، ومحطات المترو، وعدد من الميادين والشوارع الرئيسة والمنشآت والمرافق الحيوية التي يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين بشكل مستمر.
الوباء يطال القوات المسلحة
بحسب المتحدث باسم القوات المصرية، فإن "قادة وعناصر الجيش من أبناء الشعب ولا أحد بعيد عن الإصابة بالوباء"، وأن وفاة اللواءين جاءت في أعقاب اشتراكهما في أعمال مكافحة انتشار المرض بالبلاد، مشيراً إلى ضرورة التزام المواطنين بالتعليمات الاحترازية لمنع تفشي الوباء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما لم يوضح الرفاعي حصراً لعدد الإصابات التي طالت القوات المسلحة، أشار مصدر عسكري آخر إلى وجود عدد محدود من الإصابات وخضوعهم للرعاية والحجر الصحي، وأن بعضهم طاله الوباء بعد مخالطتهم لحالات مصابة بالفيروس.
وذكر المصدر، "هناك حالات ضئيلة لا تزال في مرحلة الاشتباه بالمرض، وحالات ضئيلة أخرى، أثبتت تحاليلها إيجابية المرض، وأن هذا طبيعي جراء الجهد الكبير الذي تبذله القوات المسلحة في الشوارع المؤسسات الحكومية ضمن حملة التعقيم الواسعة التي تجريها".
ونعت القوات المسلحة المصرية في بيان رسمي، "بمزيد من الحزن والأسى ابناً من أبنائها" اللواء أركان حرب خالد شلتوت، الذي وافته المنية بعد إصابته بفيروس كورونا.
وذكر اللواء نصر سالم، مدير إدارة الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة، أن "وجود وفيات من القادة العسكريين في مكافحة كورونا بلا شك يعكس مدى الجهود التي تبذلها القوات المسلحة في تلك اللحظة الدقيقة من عمر الوطن والعالم، وتقدمها الصفوف الأولى لمواجهة أي مخاطر تهدد الوطن"، مضيفاً، "ينبغي أن ينعكس ذلك إيجاباً في الشارع المصري من خلال مزيد من حرص المواطنين على تنفيذ التعليمات الاحترازية لمنع تفشي الوباء".
ومساء أمس، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى مزيد من الالتزام والانضباط للسيطرة على انتشار كورونا، لافتا إلى أن الحكومة ستتخذ إجراءات اقتصادية للتعامل مع الفيروس المستجد. وذكر السيسي أن "الفيروس ينتشر بشكل كبير. ونحتاج من المجتمع أن يساعدنا بشكل أكبر بمزيد من الالتزام والانضباط"، مشيراً إلى أن الدولة المصرية انتبهت لأزمة الفيروس بشكل جيد، وأن هناك تضافراً للجهود لمواجهة هذا الخطر الجسيم".
33 إصابة جديدة
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في آخر إحصاء لها، تسجيل 33 إصابة جديدة بالفيروس ووفاة 4 أشخاص، لتصل الحصيلة الإجمالية إلى 327 إصابة و14 وفاة، فيما ارتفع عدد الحالات التي تم شفاؤها إلى 56 حالة.
وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد مجاهد، إن المصابين "جميعهم من المصريين المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقاً، ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية".
وبحسب مجاهد، فخلال الساعات الأخيرة، خرجت 15 حالة من المصابين بفيروس كورونا المستجد من مستشفى العزل، من ضمنهم 7 أجانب و8 مصريين، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 56 حالة حتى اليوم، من أصل الـ 74 حالة التي تحولت نتائجها معملياً من إيجابية إلى سلبية.