وسط هلع عالميّ من التفشي الوبائي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي أسفر عن وفاة أكثر من 22 ألفاً حتى الآن وإصابة نحو 488 ألف شخص حول العالم، أفادت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، الثلاثاء الماضي، بوفاة رجل من مقاطعة "يونان" الصينية، أثبتت الفحوص أنه "إيجابي لفيروس هانتا".
لا يشكل تهديداً
وحسب ما هو منشور، فإنّ الرجل تُوفِّي بحافلة في أثناء عودته إلى مقاطعة شاندونغ، وأجرت السلطات اختباراً لـ32 شخصاً آخرين كانوا على متن الحافلة، الأمر الذي عزز المخاوف من اندلاع موجة وبائية جديدة، وهو ما نفاه خبراء الصحة وعلوم الفيروسات، باعتبار الفيروس "معروفاً"، و"لا يشكّل تهديداً عالمياً" للصحة العامة.
وذكرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة، أن "هانتا" من عائلة الفيروسات التي تنتشر نتيجة "للاتصال الوثيق بالقوارض" مثل الفئران، وتحديداً عبر البول أو الروث أو اللعاب.
وأوضحت تانيا إليوت، من جامعة نيويورك في لانغون هيلث بمانهاتن، لموقع "ماركت ووتش"، الأميركي، أنّ فيروس "هانتا" موجود بالفعل، "ربما منذ قرون"، ومنتشر أكثر في الصين، ويوجد ما يتراوح بين 16000 و100000 حالة سنوياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن، على عكس فيروس كورونا الذي ينتشر من شخصٍ إلى آخر من خلال السعال أو العطس من شخص مصاب، يأتي فيروس هانتا بشكل أساسي عن طريق "الاتصال المباشر مع الفئران".
وأفاد خبراء لصحيفة "يو إس إيه توداي"، الأميركية، أنه يمكن أن تحمل أنواع معينة من الجرذان والفئران في الولايات المتحدة الفيروس، الذي "لا ينتقل من شخصٍ إلى آخر".
وبين عامي 1993 و2017، شهدت الولايات المتحدة 728 حالة إصابة مؤكدة فقط بفيروس هانتا، وفقاً لبيانات مركز السيطرة على الأمراض.
وبالمقارنة، منذ أواخر شهر يناير (كانون الثاني)، عندما جرى تحديد أول حالة معروفة لفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، سُجّلت 46805 حالات مؤكدة للفيروس الجديد في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لمتتبع جامعة جونز هوبكنز.
لا ينتقل بين البشر
وتوضح مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على موقعها على الإنترنت، "أن فيروسات هانتا لا يمكن أن تنتقل من شخصٍ إلى آخر"، ولفتت إلى أن حالات نادرة في تشيلي والأرجنتين شهدت انتقال العدوى بين الأفراد، وعندما يكون الشخص على اتصال وثيق مع آخر مصاب بنوع من فيروس هانتا، يسمّى "أنديز".
وفي الولايات المتحدة، يسبب الفيروس المتلازمة الرئوية، وهو مرض تنفسي حاد يمكن أن يكون مميتاً. وتشمل الأعراض التعب والحمّى وآلام العضلات والصداع والدوار والقشعريرة ومشكلات في البطن، ويمكن أن يحدث السعال وضيق التنفس لاحقاً، إذ تمتلئ الرئتان بالسائل.
ويمكن أن تحدث الحمّى النزفية المصاحبة المتلازمة الكلوية، التي توجد في الغالب بأوروبا وآسيا، ما يسبب الألم والحمّى والقشعريرة والغثيان واضطراب الرؤية، وتشمل الأعراض الأكثر خطورة الفشل الكلوي الحاد.
وغالباً ما تمثل المناطق الريفية ذات الغابات والحقول والمزارع بيئة جذابة للقوارض، لأنها الأكثر احتواءً للفيروس. فالقوارض تفرز الفيروس في لعابها وبولها وبرازها، والأشخاص المتصلون غالباً ما يصابون بالفيروس عن طريق تنفّس الهواء الملوّث الذي يحتوي على الفيروس عندما يُجرى تقليب بول القوارض أو الروث، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث في أثناء التنظيف داخل المنزل وحوله، إذا كانت به قوارض.
هؤلاء الأكثر عرضة
وتنصح مراكز السيطرة على الأمراض بتوخي الحذر عند فتح أو تنظيف الحظائر والمباني المهجورة، خصوصاً في المناطق الريفية، حيث يمكن أن يتعرّض الأشخاص إلى فضلات القوارض المصابة.
ويمكن أيضاً لعمال البناء والمرافق ومكافحة الآفات الاتصال بهم في أثناء العمل في أماكن الزحف أو المباني التي ربما تكون موبوءة بالفئران، وقد يتعرّض المتنزهون والمخيمون عند التخييم في أماكن مليئة بالقوارض للإصابة.
ويعتقد الباحثون أيضاً أن الأشخاص يمكن أن يصابوا بفيروس هانتا إذا لمسوا شيئاً ملوثاً ببول القوارض أو الروث أو اللعاب، ثم تعرضوا لأنفهم أو فمهم، لذا فإنهم يؤكدون ضرورة غسل اليدين، ويشتبه في أن الناس يمكن أن يمرضوا إذا تناولوا طعاماً ملوثاً بالبول أو الروث أو اللعاب من قوارض مصابة أيضاً. وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتشر الفيروس إذا عضّ أحد القوارض المصابة شخصاً ما.