أفادت عائلة بريطانية من إيست ساسيكس (جنوب شرقي إنجلترا) أن أفرادها كانوا أول المصابين بفيروس كورونا في المملكة المتحدة، وأن الإصابة بالعدوى حصلت في يناير (كانون الثاني) نتيجة زيارة منتجع تزلّج في النمسا يخضع الآن لتحقيق في ما يتعلّق بحالة إصابة مزعومة لم يتم الإبلاغ عنها.
وكان دارين بلاند هو مستشار في تكنولوجيا المعلومات ويبلغ من العمر خمسين سنة، قد سافر إلى إيشغل في النمسا في الخامس عشر من يناير الماضي، مع ثلاثة من أصدقائه من الدنمارك والولايات المتحدة. وقال إنه مرض عندما عاد إلى المملكة المتحدة مع أعراض تتطابق مع تلك التي يسببها فيروس كوفيد-19.
وأضاف أنه نقل العدوى إلى زوجته وأولاده بحيث أصيبت ابنته بارتفاع في الحرارة وبسعالٍ مستمر طيلة فترة مرضها. وإذا تم تأكيد ذلك، فستظهر الحالات أن انتقال عدوى فيروس كوفيد-19 إلى داخل المملكة المتحدة حدث قبل أكثر من شهر من الإبلاغ عن أول حالة إصابة في الثامن والعشرين من فبراير (شباط).
وكانت أولى حالات الإصابة التي سُجّلت في المملكة المتحدة في الحادي والثلاثين من يناير لمواطنَين صينيَّين أصيبا بالفيروس في الخارج.
وقد فتحت السلطات في النمسا تحقيقاً في منتجع إيشغل للتزلج بعد صدور ادعاءاتٍ بأنها فشلت في الإبلاغ عن حالة إصابة بالفيروس عندما مرض أحد العمال هناك في فبراير الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تم الربط ما بين المنتجع ومئات حالات الإصابة بعدوى كورونا في جميع أنحاء أوروبا، بعد إجراء اختباراتٍ على زوار له من أيسلندا والدنمارك والنرويج وألمانيا والنمسا، جاءت نتائجها إيجابية في ما يتعلق بالتقاطهم فيروس كوفيد-19، وذلك بعد رحلاتهم إلى المدينة النمساوية.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتم تأكيد تقارير إصابة العامل في المنتجع بالمرض رسمياً بعد، وقيل أن الاختبارات الإيجابية سُجّلت في أوائل مارس (آذار)، وهي أبعد زمنياً من أن تكون السبب في إصابة البريطاني دارين بلاند بالعدوى.
وما زال من غير الواضح في هذا الوقت نوع المرض الذي عانت منه عائلة بلاند، خصوصاً أن أعراض مرض كوفيد-19 تشبه أعراض داء الأنفلونزا. وقد قال بلاند لصحيفة "ذي تيليغراف" البريطانية إنه زار حانة كيتزلوخ المزدحمة في إيشغل، حيث يُقال إن العملاء يلعبون في داخلها أحياناً لعبة beer pong، التي تقوم على التناوب على بصق كرة الطاولة نفسها في كأس البيرة.
وقال بلاند للصحيفة نفسها: "كان الناس هناك ساخنون ومتعرّقون من التزلج، وكان الندلاء يقدمون لهم مئات الكؤوس على الطاولات". وأشار إلى أنه "لا يمكن الحصول على بيئةٍ أفضل من تلك لانتقال الفيروس". وأكد بلاند أنه عانى في ما بعد من إرهاق وكان يتنفّس بصعوبة أثناء مرضه الذي عانى منه لمدة 10 أيام.
أما سارة زوجة بلاند، فذكرت لصحيفة "ذي تيليغراف" أنها كانت تعاني من درجة حرارةٍ عالية وإرهاق و"احمرار غريب"، بينما كانت ابنتها تعاني من "درجة حرارة مرتفعة ومن سعال مستمر"، وهي الأعراض التي حدّدتها حكومة المملكة المتحدة على أنها مرتبطة بفيروس كورونا.
وإذا تم تأكيد إصابة دارين بلاند بعدوى كوفيد-19، فسيعني ذلك أن الفيروس كان ينتشر من منتجع التزلج النمسَوي في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقاً، ويمثل ذلك تحدياً جديداً للسلطات التي تحاول تتبّع حالات الإصابة.
وكان مسؤولون كبار في قطاع الصحة في بريطانيا قد أكدوا يوم الأربعاء الماضي أنهم بصدد التحقق من دقة مجموعات اختبار الأجسام المضادة لفيروس كورونا التي يمكن استخدامها لتوضيح ما إذا كان الشخص مصاباً بالمرض.
وقد تم تصميم الاختبارات للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس كوفيد-19 في دم الشخص التي ينتجها جهاز المناعة لديه لمحاربة الفيروس، وتشير إلى ما إذا كان هذا الشخص قد طوّر بعض المناعة ضد المرض. ولن تظهر عدة الاختبار ما إذا كان الشخص مصاباً في الوقت الراهن بالعدوى.
ومن المتوقع أن يكون هذا تطوراً مهماً في طريقة تعاطي الحكومة البريطانية مع الوباء، لأنه سيسمح للسلطات بفهمٍ أفضل لمدى انتشار الفيروس بالفعل، واحتمال وصوله إلى المملكة المتحدة.
ومع ذلك، من غير المحتمل أن تتمكن عائلة بلاند من إجراء الاختبار في وقتٍ قريب، لأن العاملين في هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS على الخطوط الأمامية في مكافحة الوباء، ستكون لهم الأولوية في الاستفادة من هذه العُدَد حتى يتمكنوا من العودة إلى عملهم في أقرب وقت ممكن.
© The Independent