تخوض أنظمة متقادمة في المعلوماتية التعليمية للتكيّف مع تزايد الطلب عليها إثر انتقال التعلّم إلى المنصات الافتراضية أثناء انتشار فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، حذّرت "رابطة مديري المدارس" من أن التكنولوجيا المستخدمة في عدد من المدارس تكاد تشبه "العصور المظلمة"، بالمقارنة مع قطاعاتٍ أخرى.
وواجه قادة المدارس سلسلة من المشكلات في البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات خلال هذا الأسبوع، مع إقفال الصروح التعليمية أبوابها أمام غالبية الطلاب وانتقالها صوب تجربة تعليمية بديلة تفرض على التلاميذ الدراسة من المنزل.
وتعليقاً على ذلك، يحاول أحد مديري المدارس جاهداً جمع الأموال لأن خفض التمويل أدى إلى حرمان مدرسته من المال اللازم لإنجاز تحديثات أساسية في نُظُم تكنولوجيا المعلومات المطلوبة لإدارة "مدرسة افتراضية" تضم 1200 طالب.
كذلك ذكر جيف بارتون الأمين العام لـ"رابطة قادة المدارس والكليات" بأنه لم يتفاجأ بأن يتولى مدير إحدى المدارس جمع أموال عبر تبرعات، لأن الميزانيات المحدودة أدت إلى تراجع مستوى التكنولوجيا المقدمة في المدارس.
واعتبر بارتون أن مسألة تفاوت الاعتمادات في قطاع التعليم يجب أن تشكل "جرس إنذار". وصرح إلى "اندبندنت"، إن "الزمن قد توقف على ما يبدو في عدد من المدارس، فيما استمرت التكنولوجيا في التطوّر من حولنا".
ورأت المدارس أنظمتها الافتراضية للتعليم عن بُعد تتهاوى في ظل ضغط كبير على تقنيي تكنولوجيا المعلومات خلال الأسبوع الأول من إقفال المدارس.
وفي غضون ذلك، أشار أندي ويبستر، مدير "مدرسة بارك فيو" في توتنهام بشمال لندن، إلى أنهم عانوا عطلين كبيرين في المعدات الحوسبية استمرّا لساعات بعد عرض الدروس الافتراضية، مشيراً إلى تعاظم الضغوط على البنية التحتية إلى حد هائل. ووفق كلماته، "يكفي أن يُصاب جهاز واحد بعطل حتى يتوقف النظام بكامله عن العمل ويصبح التلاميذ من دون دروس. لا نملك فائضاً من الأموال كي نستخدمها في عمليات تحديث النظام. لا نودّ أن تتوقف الاعتمادات الممنوحة للمدارس، ولا نريد أن يجلس الطلاب في منازلهم ويضيعون الوقت سدى. يشبه الأمر أن نسير على قشر البيض، كل شيء من حولنا يعاني ضغوطاً. لم يكن النظام مصمماً كي يعمل على هذا النحو أبداً".
وفي وقت سابق، أطلق ويبستر صفحة تبرعات على الانترنت لتحديث أجهزة المعلوماتية في المدارس الرسمية حرصاً منه على أن تتمكن أنظمة تكنولوجيا المعلومات من التكيّف مع الحجم الهائل لاستخدامها من قِبَلْ الطلاب والأساتذة. وتعليقاً على ذلك، اعتبر ويبستر أن "ميزانيات المدرسة محدودة للغاية وكنا نعاني أزمةٍ مالية منذ فترة طويلة. ولم يكن تحديث هذه البنية التحتية بالأمر الطارئ لأننا لم نتوقع أننا سنحتاج إليه في المدى المنظور".
وفي سياق مماثل، عانت روث ويلكيس مديرة "مدرسة كاسل نيونهام" في بيدفورد، مشكلات في البوابات الإلكترونية وتطبيقات التعليم عن بُعد خلال الأسبوع الأول من الإقفال التام [المترافق مع انتشار كورونا]. وقد أبلغت "اندبندنت" عن قناعتها بأن "تأتت الصعوبة الأساسية من الحجم الكبير للحركة على الإنترنت، ما تسبّب في بطء هذه الأنظمة. وتوجّب علينا الآن التعامل مع عدد كبير من الاستفسارات التقنية. نصحنا الطلاب بالعمل على الدروس الموجودة في كتبهم إلى حين حل هذه المسألة".
كذلك أشار مارك كوتينغهام، مدير "كلية شيربروك" قرب مانسفيلد إلى "أن إحدى المسائل تكمن في أننا نستعين بشركة تهتم بأنظمة تكنولوجيا المعلومات في مدرستنا، لكنها في الوقت الراهن تجعل خبرائها التقنيين يعملون من المنزل. لن يأتي تقنيون إلى المدرسة لحل المشكلة. إنه أمر في غاية الأهمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتناول بارتون المشكلات التي يواجهها مديرو المدارس في ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات، معتبراً أنهم "لم يحظوا بكثير من الوقت لترتيب الأمور، ولذا شكل الأمر تحدياً كبيراً بالنسبة لعديد منهم. أعتقد أن هذا يأتي من التفاوت الكبير في الاعتمادات التي تُمنح للمدارس بطريقة أرست فارقاً ملحوظاً بين ما يمكن لبعض المدارس تقديمه بالمقارنة مع تلك التي تعجز عن ذلك".
وفي هذه الأثناء، تأمل الرابطة بوضع توجيهات الأسبوع المقبل تتضمن لائحة عن منصّات الإنترنت التي تعمل جيداً، بعد أن عبّر مديرو المدارس عن مخاوف متصلة بذلك الشأن. وأردف بارتون، "تشبه بعض المدارس العصور المظلمة بالمقارنة مع التقدّم التكنولوجي الحاصل خارج المدارس. يجب اعتبار ذلك بمثابة جرس إنذار".
وفي سياق متصل، أشار جيمس بوين مدير السياسة في "الجمعية الوطنية لمديري المدارس" إلى أن "المدارس ستصبح في مواقع شبكية مختلفة، وستتمتّع بعضها بتكنولوجيا أفضل من سواها. تدرك المدارس تمام الإدراك أن التكنولوجيا لن تكون متوافرة لكل العائلات بشكل متساوٍ. من المهم أن نتذكر أن التعلّم من المنزل لا يحتاج بالضرورة إلى كمبيوتر بل يمكن إنجاز مهمات ككتابة مذكرات يومية من دون حاسوب، وكذلك يمكن للأنشطة أن تكون تفاعلية على أساس ما تملكه غالبية الأسر في منزلها".
وصرّح متحدث باسم وزارة التعليم بأن "الأساتذة يبذلون جهداً رائعاً في انحاء البلاد كافة في صراعنا للحدّ من انتشار فيروس كورونا، فيما يلازم الآخرون منازلهم لحماية هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" من الانهيار، وإنقاذاً للأرواح. نحن في غاية الامتنان لرؤية عديد من الأساتذة يرتقون إلى مستوى التحدّي في تأمين الموارد التعليمية و[النهوض بمهمة] التعليم عن بعد. من خلال التعاون مع مزوّدي برامج الكمبيوتر، نعمل على دراسة كيفية دعم المدارس التي تواجه تحديات تكنولوجية. قد يترتّب على المدارس تكاليف إضافية نتيجةً لفيروس "كوفيد19". سنُفَعِّل تدابير جديدة تخوّلنا التعويض للمدارس عن التكاليف الاستثنائية التي تتكبّدها نتيجة لهذه الأزمة".ش
© The Independent