العلاقات الصينية الأميركية إلى مزيد من التدهور، وفي جديدها، تنديد الصين بقرار الولايات المتحدة "الخطير" تهنئة رئيسة تايوان تساي إنغ ون على تنصيبها الأربعاء 20 مايو (أيار)، لتتحوّل الجزيرة التي تُحكم ذاتياً إلى مصدر توتّر جديد بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
ولاية ثانية
وحققت تساي فوزاً ساحقاً في انتخابات يناير (كانون الثاني)، لتتولى الرئاسة لولاية ثانية في نتيجة شكّلت رداً واضحاً من الناخبين على حملة بكين المتواصلة لعزل الجزيرة، وتم تنصيبها لولاية مدتها أربع سنوات إضافية خلال حفل أقيم الأربعاء واستغلته لدعوة الصين للعيش بسلام جنباً إلى جنب مع تايوان تحكم ذاتياً وإلى خفض منسوب التوتر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"شجاعتها وحكمتها"
لكن رسالة التهنئة التي بعثها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لرئيسة تايوان وأشاد فيها بـ "شجاعتها وحكمتها"، أثارت تنديداً من بكين، التي ترفض أي اعتراف رسمي بتايبه، عاصمة تايوان، وقالت وزارة الدفاع الصينية إن خطوة بومبيو "خاطئة بل وخطيرة للغاية"، وأعربت وزارة الخارجية أيضاً عن "غضبها الشديد" حيال الرسالة، متهمة واشنطن بخرق التزاماتها الدبلوماسية.
"الصين الواحدة"
وتثير تساي (63 سنة) حفيظة بكين لأنها تعتبر تايوان دولة ذات سيادة بحكم الأمر الواقع، لا جزءاً من "الصين الواحدة"، ومنذ وصولها إلى السلطة عام 2016، رفضت الصين التحاور معها وكثفت الضغوط الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية على الجزيرة.
وتعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضيها وتعهّدت مراراً بانتزاعها بالقوة إذا لزم الأمر، وبينما تعترف واشنطن دبلوماسياً ببكين إلا أنها حليف رئيسي لتايوان، بل إنها ملزمة من قبل الكونغرس ببيعها أسلحة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها. وتحسّنت العلاقات بين تايبه وواشنطن بشكل ملفت في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بينما تدهورت علاقات بلاده مع الصين.
"بلد واحد بنظامين"
وتتطلع الصين إلى تطبيق نموذج قائم على مبدأ "بلد واحد بنظامين" كما هي الحال مع هونغ كونغ، الذي من شأنه أن يسمح لتايوان بالمحافظة على بعض الحريات مع خضوعها لسلطة الصين القارية، لكن تساي أوضحت أن تطبيق هذا المبدأ في تايوان غير مقبول، وقالت في خطاب تنصيبها "لن نقبل باستخدام سلطات بكين (نموذج) بلد واحد بنظامين، للتقليل من شأن تايوان وتقويض الوضع الراهن عبر المضيق".
وجددت دعوتها إلى بكين للتحاور بينما حضّت الرئيس الصيني شي جينبينغ على العمل معها لتخفيف التوتر، وقالت "لدى الجانبين مهمة إيجاد طريقة للتعايش على الأمد الطويل ومنع ارتفاع منسوب العداوة والخلافات".
الحرب الأهلية
وحُكمت تايوان (التي تعرف رسمياً بجمهورية الصين) بشكل منفصل عن البر الرئيسي الصيني منذ عام 1949، بعدما خسر القوميون الحرب الأهلية أمام الشيوعيين وهربوا إلى الجزيرة لتأسيس حكومة موازية، وعلى مدى عقود، اعتبر قادة تايوان أنفسهم الممثلين الحقيقيين للصين بأكملها على الرغم من اعتراف غالبية الدول دبلوماسياً ببكين.
لكن مع انتقال الجزيرة إلى الديمقراطية منذ تسعينيات القرن الماضي، ظهرت هوية تايوانية فريدة، ولم يعد كثيرون يسعون لأي شكل من أشكال التوحيد مع الصين. وأثار الأمر قلق بكين التي تشدد على أن أي إعلان استقلال رسمي من قبل تايوان سيشكّل تجاوزاً للخط الأحمر.
"لن تتسامح إطلاقاً"
وعقب خطاب تساي، حذّر مكتب الشؤون التايوانية في الصين من أن بكين "لن تتسامح إطلاقاً" مع انفصال الجزيرة.
وشكّل تنصيب تساي فرصة لها كذلك للاحتفال بنجاح تايوان في معركتها ضد وباء كورونا، وعلى الرغم من قربها جغرافياً واقتصادياً من الصين، تمكّنت تايوان من احتواء الوباء على أراضيها، وقد أعلنت عن 440 إصابة بينها سبع وفيات.