لجأت إحدى قبائل الأمازون إلى العلاجات التقليدية في سبيل مكافحة فيروس كورونا وسط تنامي المخاوف من فشل الحكومة البرازيلية في التصدّي للجائحة.
وقالت قبيلة ساتيري-ماوي للصحافيين إنها اعتمدت على المعرفة المُستمدّة من أسلافها في مجال تحضير الوصفات الطبية من لحاء الأشجار والعسل والنباتات التقليدية الأصلية من أجل علاج عوارض كوفيد-19.
وتشمل هذه النباتات كاراباناوبا وساراكورامينا وكافيرانا وساراتودو التي يُقال إنها تتمتّع بخصائص مضادة للملاريا أو للالتهابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال زعيم القبيلة آندره ساتيري- ماوي "استخدمنا المعرفة التي استقيناها من أسلافنا لجمع العلاجات واختبارها، واستخدمنا كل واحد منها لعلاج أحد عوارض المرض المختلفة".
وأحصى المجتمع المحلّي في حيّ تاروما غرب مدينة ماناوس إلى الآن 11 حالة يُشتبه في إصابتها بكوفيد-19.
وقال فالدا فيريرا دي سوزا، وهو أحد سكان القرية وحرفيّ يبلغ من العمر 35 سنة، لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) إنّه شعر بالفعل بمنافع التداوي بالأعشاب "كنت أشعر بالوهن، كأن شيئاً ما عالق في رئتيّ ولم أكن قادراً على التنفّس. تناولت شراباً مصنوعاً في المنزل حسّن من حالي كثيراً".
لكن أحد خبراء الأعشاب الطبيّة حذّر عامّة الشعب من "العلاجات السحرية" التي لم تثبت فعاليتها أو درجة أمانها في التجارب الطبية.
وقال مايكل هاينريك، بروفسور علم الصيدلة الإثنية في كلية لندن الجامعية UCL "في مراحل غياب اليقين العارم مثل الفترة التي تمثّلها هذه الجائحة، يتطلّع الناس دائماً إلى ما كانوا يعرفونه في السابق ويوفّر لهم الطب التقليدي هذه المعرفة".
"وقد يجدون بعض المنافع في أغلب الأحيان لكن لا دلائل على أنها فعّالة أو آمنة. لذا لا سبب يدعونا إلى توقّع حصد المنافع. على المرء الابتعاد عن "العلاجات السحريّة" التي لا ضمان لنوعيّتها أو سلامتها".
سجّلت البرازيل ثالث أعلى إصابات في العالم (وقت إعداد هذا المقال)، تخطّت 270 ألفاً فيما استبعد رئيسها جائير بولسونارو الحاجة لفرض قيود وحالة إغلاق وإجراءات تباعد اجتماعي. وأعلن البلد عن وقوع نحو 18 ألف وفاة منذ بدء تفشّي العدوى.
وحذّر الناشطون من أنّ مجتمعات السكّان الأصليين في البرازيل تواجه خطر "الانقراض" بسبب هشاشتها في مواجهة الأمراض المعدية جداً. وهم يزعمون أنّ الوكالة الحكومية المعنية بشؤون السكان الأصليين، فوناي، لم تضع خطّة مُعدة للاستجابة لهذه الأزمة وسط نقص الغذاء والوقود ومعدات الوقاية.
وقال أنتونيو كارلوس بيغونها، رئيس مكتب النيابة العامّة المسؤول عن شؤون السكان الأصليين إن استجابة وكالة فوناي تميّزت بالـ"الإهمال والتراخي والتقصير" وعكست سياسة الحكومة الداعمة لسياسة دمج السكان الأصليين.
وقال بيغونها لوكالة أسوشيتد برس "إن البيئة المحيطة بكوفيد-19 خطيرة للغاية، لأنه بينما الدمج وحده مسألة سيئة، فهو في إطار الجائحة يرقى إلى مصاف الإبادة العرقية".
ورفضت وكالة فوناي هذه الإدعاءات وزعمت أنّها وزّعت 45 ألف طرد غذائي وما يزيد على 200 ألف وحدة وقاية شخصية في البلاد، وتعتزم توزيع 40 ألف طرد غذائي إضافي.
(معلومات إضافية في هذا المقال من وكالات الأنباء)
© The Independent