أكدت رئاسة الحكومة البريطانية في 10 داونينغ ستريت أن كريس ويتي (وهو كبير المستشارين الطبيين)، اتخذ قراراً الأسبوع الماضي بعدم تخفيض مستوى الإنذار الخاص بفيروس كورونا.
ساد الاعتقاد على نطاق واسع بأن يُخفّض مستوى الإنذار من الدرجة 4، التي تعني أن التفشي "قوي أو يتصاعد باطّراد"، إلى الدرجة 3، التي تدل أن الفيروس تحت السيطرة (من دون تصاعد بمستوى الإصابات مما يسمح بتخفيف بعض إجراءات الإغلاق). وجاءت تلك التكهنات بعدما أعلن بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني خطته المتعلقة بتخفيف قيود الإغلاق في إنجلترا بداية هذا الأسبوع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإزاء هذين الموقفين المتعارضين لم يكن بإمكان الوزراء إلا القول إن الجائحة في المملكة المتحدة كانت في المستوى 4 لكنها "تتحول صوب المستوى 3".
وأثار الإعلان تساؤلات عما إذا كان جونسون متسرعاً في السماح بعودة تلاميذ المدارس الابتدائية، وفتح محال لبيع بضائع غير أساسية مجدداً.
ومن شأن تأكيد دور البروفيسور ويتي الحاسم أن يعزز المزاعم القائلة أن المستشارين العلميين، والطبيين يجدون أنفسهم مضطرين لكبح جماح الدافع السياسي في تسريع العودة إلى الحياة الطبيعية.
وكانت خطة التعافي الحكومية من آثار الجائحة، التي نُشرت في 11 مايو (أيار) الماضي، قد بينت أن أي تغيير يجري بالنسبة إلى قيود الإغلاق يجب "أن يبرره المستوى الحالي للإنذار".
وجاء في الوثيقة أيضاً أن "مركز الأمن البيولوجي المشترك" المستقل والذي تم إنشاءه مؤخرا، سيتكفل بتحديد مستوى الإنذار، وتقديم النصيحة لكبار المستشارين الطبيين في إنجلترا، واسكتلندا، وويلز، وآيرلندا الشمالية، وسيقدم هؤلاء بدورهم النصائح للوزراء.
لكن مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني أثار قدراً من التشويش الاثنين الماضي، حين قال إن "مركز الأمن البيولوجي المشترك" لم يبدأ بعد عمله، مشيراً خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقده داونينغ ستريت يومياً بخصوص فيروس كورونا، إلى أنه "ما زال في حاجة إلى افتتاحه رسميا" وأنه "في طور التشكل حاليا".
غير أن المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء أصر الثلاثاء الماضي على أن المركز يعمل حالياً، موضحاً أن القول الفصل في مستوى الإنذار ليس في يده، بل هو من شأن كبار المستشارين الطبيين بمن فيهم البروفيسور ويتي.
وأفاد المتحدث الرسمي بأن تقييم ما إذا كان بالإمكان تخفيف قواعد الإغلاق يعتمد بالدرجة الأولى على استيفاء المملكة المتحدة الاختبارات الخمسة التي وضعها الوزراء، وهي توفر القدرة الكافية لدى "خدمة الصحة الوطنية" على مواجهة الفيروس، وتراجع "ثابت ومستدام" للإصابات بكوفيد-19، وكذلك هبوط مستويات العدوى، ووجود أجهزة وقاية، وإمدادات كافية لإجراء الاختبارات، والشعور بالثقة بأن تخفيفها لن يعرض البلد لخطر تصاعد جديد في تفشي فيروس كورونا.
وتابع المتحدث أن "مركز الأمن البيولوجي المشترك Joint Biosecurity Centre (عادة) يرفع تقاريره إلى المدير العام في وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية. ولدى المركز فريق للبيانات والتحليل، يعمل على تحليل الأرقام المعنية بفيروس كورونا لتوفير المعطيات المساعدة على تحديد مستوى الإنذار ونظام الاختبار".
بيد أن المتحدث الرسمي باسم جونسون أضاف موضحاً "فيما يتعلق بتحديد مستوى الإنذار، هو في نهاية المطاف من شأن كبار المستشارين الطبيين الذين يتلقون البيانات التي جُمعت، وصُنّفت، وحُلّلت من قبل مركز الأمن البيولوجي المشترك" JBC.
وعند سؤاله ما إذا كان ذلك يعني أن البروفيسور ويتي قد قرر أن من الضروري إبقاء الإنذار في المستوى 4، أجاب المتحدث "هناك أربعة أشخاص هم كبار المستشارين الطبيين الذين يحددون المستوى لكن كريس ويتي هو كبير المستشارين الطبيين في إنجلترا".
وسُئل ما إذا كان تخفيف قواعد الإغلاق قد جاء ضد تقييم البروفيسور ويتي، فقال المتحدث الرسمي "أنا لا أقبل ذلك. فيما يخص قرارات التخفيف التي اتخذناها أمس، سأشدد ثانيةً على طابعها الحذر، وكيف أننا نتقدم بمعدل شديد التدرج. ثانياً، كانت تستند إلى استيفاء الاختبارات الخمسة، وهذا ما نفعله حالياً".
© The Independent