في سعيّها إلى قطع تواصل الأسرى الفلسطينيين مع أسرهم، بدأت مصلحة السجون الإسرائيلية تركيب أجهزة تشويش على الهواتف المحمولة في عدد من السجون. فاحتج الأسرى بسبب تخوفهم على حياتهم جراء الإشعاعات الصادرة عن الأجهزة والتي قد تتسبب بأمراض خطيرة.
وقد أحرق الأسرى الفلسطينيون عشر غرف في سجن ريمون، وهو واحد من السجون الثلاثة، النقب وعوفر، التي بدأ سلاح الطيران الإسرائيلي تركيب أجهزة تشويش فيها. ويُشاع أن العملية ستشمل السجون كلها في الفترة المقبلة.
وقالت مصادر فلسطينية لـ"اندبندنت عربية" إن بعض الأسرى في الأقسام التي ركبت فيها أجهزة التشويش بدأوا يشعرون بالصداع والغثيان. ولا يُدرى إذا كان ذلك وسواساً أو مبالغة أو حقيقة.
وكان أحد الأسرى أحرق قبل أيام نفسه تعبيراً عن رفض تركيب الأجهزة. وقالت مصادر داخل السجون إن قريبَين له توفيا نتيجة إصابتهما بالسرطان.
ويتخوف الأسرى وذووهم من أن تؤثر هذه الأجهزة في سلامة الأسرى وأن تسبب أمراضاً خطيرة كالسرطان.
رسائل احتجاج
وشهدت مدن الضفة الغربية الثلثاء 19 مارس (آذار) اعتصامات تضامنية نصرة للأسرى وتأكيد مساندتهم في خطواتهم الاحتجاجية. وقد سلم المتظاهرون ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر رسائل احتجاجية على الخطوة الإسرائيلية.
ويمتلك الأسرى عدداً محدوداً من الهواتف المحمولة يتناوبون على استخدامها للتواصل مع ذويهم، على الرغم من رفض مصلحة السجون الإسرائيلية ذلك ومحاولاتها المتكررة مصادرتها.
وترفض إسرائيل توفير هواتف عمومية للأسرى تكون خاضعة للرقابة الإسرائيلية من أجل التواصل مع ذويهم، علماً أنها توفرها للسجناء الجنائيين.
معركة وكارثة
وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس لـ"اندبندنت عربية" إن الساسة الإسرائيليين يحاولون الزج بقضية الأسرى في المعركة الانتخابية، مشيراً إلى أن الإجراءات الأخيرة لها اعتبارات سياسية وليست أمنية لكسب مزيد من الأصوات.
أضاف فارس إن تركيب هذه الأجهزة في بعض أقسام السجون لا يعني أنها هي الوحيدة المستهدفة، مشيراً إلى أنه ستُعمّم على السجون إذا ما نجحت.
وقال فارس: "إذا لم نتّحد خلف قضية الأسرى فستحلّ بهم كارثة حقيقية".
فالأوضاع التي يعيشها الأسرى هي الأسوأ منذ سنوات، وهي آخذة بالتصعيد، وقد تنفجر السجون في أي لحظة وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
أضافت الهيئة أن حالة الاحتقان تتزايد منذ أشهر بسبب قرارات ما يسمى "لجنة أردان المتطرفة" التي شكلت من أجل تضييق الخناق على المعتقلين والتنكيل بهم.
وأشارت الهيئة، إلى أن الأسرى يعملون حالياً على بلورة إستراتيجية لمواجهة الإجراءات القمعية التي تمارس بحقهم على مدار الساعة وسنّ القوانين العنصرية المتطرفة ضدهم.
استنفار
وحذّر مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" من انفجار وشيك على أبواب إحياء ذكرى يوم الأسير في 17 أبريل (نيسان)، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة والصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية الدولية "إلى إدانة الإجراءات الإسرائيلية التي تمسّ حقوق الأسرى التي كفلتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية".
ونقل مركز أسرى فلسطين للدراسات أن الأسرى أعلنوا الاستنفار الكامل تضامناً مع زملائهم في سجن ريمون، وحذّروا مصلحة السجون من تداعيات أي اعتداء عليهم وسيواجه "بثورة داخل السجون".
وكان الأسرى في سجنَي النقب الصحراوي وريمون الذين يصل عددهم إلى نحو ألفي أسير، أعلنوا العصيان و"حل التنظيمات" التي تدير العلاقة مع إدارة السجون.