تراجعت إيجابية آراء الأميركيين في العلاقات بين المواطنين السود والبيض إلى أدنى مستوياتها منذ 19 عاماً، تزامناً مع ثلاثة أشهر من تظاهرات عمت البلاد تطالب بالمساواة العرقية. وأظهر استطلاع جديد للرأي حققته وكالة "غالاب" Gallup لتحليل المعلومات، نُشر مؤخرا، أن 55 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن العلاقات بين السود والبيض هي علاقات سيئة، مقابل 45 في المئة رأوا أن تلك العلاقات جيدة.
ومن بين الـ 55 في المئة الذين رأوا أن العلاقات سيئة، فإن 24 في المئة اعتبروا أن تلك العلاقات سيئة جداً، فيما اعتبر 31 في المئة أنها علاقات سيئة إلى حد ما.
في المقابل فإن 7 في المئة فقط، من أصل الـ 45 في المئة ممن قالوا لوكالة "غالاب" Gallup إن العلاقات بين السود والبيض جيدة، اعتبروا أن العلاقات السائدة بين السود والبيض جيدة جداً، فيما قال 37 في المئة (من أصل هؤلاء الـ 45 في المئة) إن تلك العلاقات جيدة إلى حد ما.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشمل استطلاع وكالة "غالاب" 1226 أميركياً من جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد استطلعتهم الوكالة بين 8 يونيو (حزيران) و14 يوليو (تموز) 2020 ، وسألتهم عن آرائهم في العلاقات العرقية في البلاد تزامناً مع تظاهرات "حياة السود تهم" Black Lives Matter التي شهدتها مختلف الولايات الأميركية. وقد ضمنت وكالة "غالاب" استطلاعها، بحسب صحيفة "الديلي ميل" عينة أشمل من السود الأميركيين تعبر على نحو أدق عن أعدادهم الحقيقية في البلاد.
وفي هذا السياق يذكر هنا أن تظاهرات "حياة السود تهم" في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بدأت منذ أكثر من 100 يوم، عقب مقتل جورج فلويد على أيدي رجال شرطة أوقفوه في مدينة مينيابوليس. وأشعل موت السيد فلويد تظاهرات في مختلف الولايات الأميركية اعتراضاً على التعامل الفظ الذي تنتهجه الشرطة بحق السود الأميركيين، وقد تجددت تلك التظاهرات في الآونة الأخيرة عقب تعرض رجل أسود يدعى جاكوب بلايك للشلل، بعد إصابته في ظهره بأربع عيارات أطلقها عليه رجل شرطة في مدينة كينوشا، بولاية ويسكونسين.
على أن استطلاع وكالة "غالاب" Gallup أجري قبل الحادث الذي تعرض له السيد بلايك في أواخر أغسطس (آب)، وكذلك قبل نشر إدارة الرئيس ترمب عملاء الشرطة الفيدرالية في بورتلاند، أوريغون، بعد تحول مبنى المحكمة الفيدرالية هناك إلى هدف لأعمال عنف ليلية.
وكانت وكالة تحليل المعلومات واستطلاع الرأي "غالاب" Gallup، بدأت دراسة موضوع العلاقات بين السود والبيض الأميركيين في عام 2001، إذ أظهر استطلاعها الأول في الموضوع أن 63 في المئة من المواطنيين الأميركيين اعتبروا أن العلاقات بين السود والبيض جيدة، أو جيدة إلى حد ما. وارتفع ذلك المعدل في العام 2004 إلى 72 في المئة، بيد أن الهبوط بدأ منذ ذلك التاريخ، مُسجلاً بين العامين 2013 و2015 تراجعاً من 70 في المئة إلى 47 في المئة، وذلك إثر عدد من الحوادث المشهودة التي أدت إلى مصرع أميركيين سود على أيدي رجال شرطة بيض.
وتضمنت تلك الحوادث واقعة مقتل مايكل براون، البالغ من العمر 18 عاماً، على يد الشرطي دارين ويلسون في مدينة فيرغسون، ميسوري، في يوم 9 أغسطس 2014. وأشعلت تلك الواقعة أسابيع من التظاهرات التي أسهمت في تشكيل حركة "حياة السود تهُم". وأظهرت استطلاعات وكالة "غالاب" في الموضوع في تلك الفترة أن أكثرية الأميركيين، في العام الذي تلا (2015)، اعتقدوا أن العلاقات بين السود والبيض كانت جيدة، لكن وبعد أن بلغ المعدل في العام 2019 نسبة 54 في المئة، عاد وتراجع إلى 46 في المئة عقب الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة بعد مصرع السيد جورج فلويد.
ووكالة "غالاب" Gallup منذ بدأت رصد أحوال العلاقات بين السود والبيض، تبني نتائج رصدها ذاك من أجوبة تحصل عليها من شريحة من السود البالغين. وقد اعتبرت نسبة 70 في المئة من تلك الشريحة في العام 2001 أن العلاقات السائدة بين السود والبيض جيدة أو جيدة إلى حد ما، مقابل 62 في المئة من شريحة تكونت من أميركيين بيض من غير ذوي الأصول "الهسبانية" Hispanic (ذوي الأصول المكسيكية وغيرهم من اللاتين) قدمت الجواب نفسه (العلاقات جيدة أو جيدة إلى حد ما).
ومع حلول عام 2015، فإن نسبة 46 في المئة فقط من شريحة تألفت من سود بالغين رأت أن العلاقات بين الأميركيين السود والبيض هي علاقات جيدة أو جيدة إلى حد ما، فيما تراجعت نسبة من يدلون بهذا الرأي (جيدة أو جيدة إلى حد ما) في شريحة البيض الأميركيين من غير ذوي الأصول اللاتينية (الهسبانيين) إلى 51 في المئة.
وبالنسبة إلى الاستطلاع اليوم، الذي حُقق بين شهري يونيو ويوليو من هذا العام، فإن 46 في المئة من الأميركيين البيض من غير "الهسبانيين" Hispanic قالوا إنهم يعتقدون أن العلاقات بين السود والبيض جيدة أو جيدة إلى حد ما، بينما تراجعت نسبة من يدلون بهذا الجواب في شريحة الأميركيين السود البالغين، إلى 36 في المئة.
© The Independent