Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

حزب جديد في روسيا يسعى لممارسة السياسة بطريقة "عادية" – فهل بإمكانه الفوز في الانتخابات؟

يحاول حزب جديد حشد القوة ببطء في روسيا. وفي تجربة جذابة في ممارسة الديمقراطية، يستند إلى أكثر القواعد السياسية المعتادة والمملة والمتمثلة في: الفوز بالانتخابات أولاً

يحظى الرئيس الروسي بمعارضة حزب عفا عليه الزمن وآخر مُفرط الشعبوية (رويترز)

تتصدر روسيا الأخبار مجدداً بشأن تسميم أليكسي نافالني. ويعتبر الأفراد الذين يناضلون بشجاعة ضد فلاديمير بوتين، مثل زعيم المعارضة الذي تعرض للتسمم حديثاً أو البيلاروسيين الذين يحتجون على إعادة انتخاب لوكاشينكو، أبطالاً في نظر العالم الديمقراطي، لكن معاركهم الملهمة ليست ممارسةً للسياسة بالمفهوم المعتاد.

وحتى في يومنا هذا، فإن الحزبين الرئيسيين في الدوما المعارضَيْن لآلة حزب "روسيا الموحدة" الحاكم بقيادة بوتين، هما الشيوعيون القدماء والحزب الليبرالي الديمقراطي القبيح المعادي للأجانب، بقيادة القومي الصاخب فلاديمير جيرينوفسكي.

اقرأ المزيد

الآن، يحاول حزب جديد حشد القوة ببطء في روسيا. وفي تجربة جذابة في الديمقراطية، يقوم هذا الحزب على أكثر القواعد السياسية المعتادة والمملة، والمتمثلة في الفوز بالانتخابات أولاً.

في مارس (آذار) 2020، سُجل حزب الشعب الجديد لدى السلطات، وبحلول أغسطس (آب) وقع 300 ألف روسي على أوراق اختيار مرشحي الحزب. ويهدف الحزب إلى تقديم 100 مرشح في 13 منطقة روسية– أي المستوى الأول من الحكومة- في الانتخابات المزمع إجراؤها في وقت لاحق من هذا الشهر.

ويُعتبر أليكسي نيتشايف مؤسس الحزب وقوته الدافعة، الذي جنى ثروته من التسويق المباشر. وقد تأسس الحزب بدعم من أصدقاء وشركاء نيتشايف التجاريين وبعض رجال الأعمال الإقليميين. ويبعد الحزب كل البعد عن عالم الطائرات الخاصة وقصور "مِيْفِير" التي تملكها النخبة الداعمة لبوتين وعناصر "كي جي بي" القدماء، أو ما يعرف بـ"سيلوفيكي"، الذين تسللوا إلى وظائف رئيسية في مؤسسات ما بعد الاتحاد السوفياتي في روسيا.

في مقابلة عبر تطبيق "زووم" من موسكو، أوضح نيتشايف، البالغ من العمر 54 سنة، كيف يعتقد أن التغيير السياسي يجب أن يأتي من الأسفل، وليس من الكيانات السياسية الموازية لنخب موسكو الملتفة حول بوتين والمثقفين الليبراليين، والتي تتطلع إلى احتجاجات الشارع وتسريبات الفضائح عبرالإنترنت لإثارة المعارضة بهدف إسقاط الرئيس.

وقال نيتشايف إن "أياً من المجموعتين لا تمثل عامة الناس الذين يريدون فقط إنهاء الفساد والوعود الكاذبة". وأضاف أنه "عندما كان ميدفيديف رئيساً في عام 2008، وعد بالتحديث، غير أن شيئاً لم يحدث. وقد انصب تركيز الروس على الأحداث المثيرة الكبيرة مثل أزمة القرم أو كأس العالم في عام 2018. لكن الكثير من الأمور في روسيا ما زالت تسير خلافاً لمصلحة عامة المواطنين، وسنركز على هذه القضايا".

وأوضح نيتشايف أنه الممول الرئيسي لحملة حزبه، وإن كان قلة من المرشحين يمولون أنفسهم. ويدعي استلهام تجربته من حزب "آنو" التشيكي، الذي أسسه الملياردير أندريه بابيس في عام 2011 والذي يدير اليوم حكومة براغ في ائتلاف مع الديمقراطيين الاجتماعيين التشيكيين.

من حيث التوجه، ينتمي بابيسو وحزبه "آنو" بشكل راسخ إلى اليمين، لكن نيتشايف يستشهد أيضاً بحزب بوديموس اليساري الشعبي الإسباني الذي تأسس عام 2014، وهو الآن في حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الإسباني الرئيسي. وفي معظم البلدان الأوروبية، أصبحت التحالفات وتقاسم السلطة قاعدة سائدة في القرن الحادي والعشرين، وهو ما يأمل الحزب الروسي الجديد بأن يتحقق في روسيا.

ويدعو الحزب في برنامجه إلى تحسينات معيشية مثل مضاعفة الرواتب وتوفير حزمة ضمان اجتماعي أفضل لضباط الشرطة من أجل مكافحة الفساد المستشري في المستويات الدنيا، فضلاً عن انتخاب رؤساء الشرطة كما هي الحال في الولايات المتحدة. ويسعى الحزب أيضاً إلى إبقاء الضرائب منخفضة بالنسبة للعاملين لحسابهم الشخصي، بخاصة الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة.

يقول حزب الشعب الجديد إنه يرفض سياسات موحدة للجميع في روسيا، ويريد صياغة قوانين إقليمية ومحلية على أساس تفويض السلطة، مع تنظيم موائد مستديرة لتطوير المقترحات.

وفي إجراء يتسم بالغموض لكنه يحظى بشعبية كبيرة على الأرجح، يريد الحزب منع الأضواء الزرقاء الوامضة الخاصة بسيارات كبار الشخصيات الإقليمية. وباعتبار انتماء الحزب بقوة إلى تيار الوسط، فإنه يريد جذب ما يسمى بـ"الأشخاص الجدد" – من بين أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة والأساتذة وسائقي سيارات الأجرة ومصممي الصناعات الإبداعية والمدونين ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات والطلاب.

ويُعتبر الحزب من الكيانات السياسية الجديدة المتعددة، التي تأسست في روسيا هذا العام قبل الانتخابات الإقليمية في نهاية هذا الأسبوع وانتخابات مجلس الدوما الأكثر أهمية في العام المقبل.

يصعب على أي شخص معتاد على الأعراف والتقاليد السياسية والانتخابية الغربية تقدير فرص نجاح هذا الحزب، حيث يشغل فلاديمير بوتين وأليكسي نافالني كل المساحة التي يخصصها الإعلام الغربي لتغطية السياسة الروسية. لكن حزب الشعب الجديد من شأنه أن يتناسب بسهولة مع طيف أحزاب يمين الوسط أو الأحزاب الليبرالية في أماكن أخرى من أوروبا. والآن عليه أن يثبت أن بإمكانه الفوز بالأصوات.

دينيس ماكشين وزير الدولة السابق لشؤون أوروبا في الحكومة البريطانية، ومتخصص في الشؤون الأوروبية العامة والسياسة

© The Independent

المزيد من سياسة