قال مستثمرون أوروبيون إن اللوائح الصارمة في روسيا تشكل حاجزاً أمام ممارسة الأعمال التجارية في البلاد أكبر من جائحة فيروس كورونا، وفقاً للمسح الذي شمل الشركات الأجنبية. وأشار قرابة سبعة من كل عشرة أعضاء في رابطة الأعمال الأوروبية، إلى أن اللوائح تمثل تحدياً كبيراً للعمل في روسيا، وهي أعلى قراءة منذ بدء المسح السنوي في عام 2011. في حين قال أكثر من نصف من استطلعت آراؤهم إنهم لا يتوقعون حدوث تحسن في البيئة التنظيمية أو مشاكل الفساد خلال السنوات القليلة المقبلة، بحسب المسح الذي نشرته صحيفة "ذا موسكو تايمز".
قلة من الشركات لديها خطط لزيادة استثماراتها في روسيا
واعتبر 57 في المئة من أعضاء الرابطة، جائحة كورونا العقبة الرئيسية، إذ قال معظم هؤلاء إن مبيعاتهم قد انخفضت نتيجة الأزمة. مع ذلك، كانت الشركات تأمل في أن تتمكن من التعافي من الأزمة بسرعة نسبياً، إذ يتوقع أكثر من ثمانية من كل عشرة تعافي أعمالهم بحلول نهاية العام المقبل.
وعلى الرغم من النظرة المتفائلة للاقتصاد على المدى المتوسط، كشف الاستطلاع أن عدداً قليلاً من الشركات لديها خطط لزيادة استثماراتها في روسيا في المستقبل القريب، وهو هدف معلن للرئيس فلاديمير بوتين، في حين تقول الشركات إنها تتعارض مع مجموعة من سياسات الدولة المصممة لدعم الشركات المحلية، مثل حملة استبدال الواردات الروسية.
وأظهر المسح أن واحداً فقط من كل أربعة أعضاء من 90 عضواً يشكلون رابطة الأعمال الأوروبية، يخطط لزيادة الاستثمار في روسيا هذا العام. وتتوقع النسبة نفسها أن تكون موسكو قادرة على تعزيز الاستثمارات على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وهو التوقع الأضعف منذ عام 2015.
وقال ستيوارت لوسون، كبير مستشاري إي واي ومدير شركة رأس المال الاستثماري سكولكوفو فنتشرز، خلال ندوة عبر الإنترنت من مقر الرابطة: "لكي ينمو الاقتصاد، فإنه يحتاج إلى الاستثمار". وأضاف: "الاستثمار الأجنبي المباشر في أدنى مستوياته على الإطلاق، وهذا جزئياً خارج عن سيطرة أي شخص لأن الوباء تسبب بكثير من الاضطراب في التجارة ورحلات العمل". وتابع: "لكن بعض الإجراءات التي اتخذتها السلطات لم تساعد في ذلك، وتحديداً قضية مايكل كالفي".
ويرى المستثمرون الأجانب أن احتجاز المستثمر الأميركي مايكل كالفي ـ الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية منذ أكثر من 18 شهراً في قضية يُنظر إليها إلى حد كبير على أنها نزاع تجاري ـ هي بمثابة معيار لمناخ الأعمال في روسيا وانفتاحها على المستثمرين الأجانب. وقد استثمرت شركة بيرينغ فوستوك، وهي أكبر شركة أسهم خاصة مستقلة تركز على الاستثمارات في روسيا وكومنولث الدول المستقلة، ومؤسسها كالفي، قرابة 3 مليارات دولار في روسيا منذ منتصف التسعينيات، وهو وراء بعض أكثر شركات التكنولوجيا نجاحاً في البلاد مثل أوزون وياندكس.
وقال لوسون: "هذه الإجراءات لا تحفز المستثمرين الأجانب على تحمل المخاطر اللازمة لدخول هذا السوق".
الحكومة الروسية تعد بشطب ديون الشركات
وكشف المسح أن تقليص الاستثمار يُنظر إليه على أنه أحد أكثر الطرق ملاءمة للتعامل مع التحديات الاقتصادية القصيرة الأجل لوباء فيروس كورونا. وطبقاً للمسح قالت 9 في المئة فقط من الشركات إنها خفضت عدد الموظفين، و14 في المئة أنها خفضت رواتبهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت الحكومة الروسية قد صرحت مراراً أن الأولوية القصوى للشركات أثناء الوباء يجب أن تكون الحفاظ على الوظائف، مما دفعها إلى تقديم "قروض رواتب" منخفضة الفائدة للشركات للمساعدة في تغطية جزء صغير من أجور الموظفين، التي تعد بشطبها إذا تمكنت الشركات من الاحتفاظ بـ 90 في المئة منهم.
تقلبات الروبل الروسي
وقالت أكثر من سبع من كل عشر شركات إن التقلبات في قيمة الروبل ـ التي تدهورت بشكل كبير في الأسابيع الماضية بسبب مزيج من المخاوف الجيوسياسية وضعف الأسس والعقوبات الغربية ضد روسيا ـ لها تأثير سلبي في أعمالها. وفي اجتماع علني مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين، كرر أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معارضتهم الطويلة الأمد للعقوبات.
وحذر أليكسي دوروفيف، الرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث جي إف كي في روسيا، من أن الصورة الحقيقية لبيئة الأعمال فيها قد تكون أسوأ مما توحي به الأرقام. وتم استطلاع رأي الشركات خلال يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، والتي شكلت فترة هدوء نسبي في انتشار فيروس كورونا في روسيا عندما تم رفع القيود الاقتصادية والتنقل إلى حد كبير وشهدت البلاد خلال تلك الفترة تراجعاً في عدد الإصابات الجديدة.