في مشهد لافت وغير مسبوق، هتف عشرات من الشبان الفلسطينيين للقيادي الفلسطيني محمد دحلان في مدينة رام الله، وذلك عقب حملة اعتقالات طالت عدداً من أنصاره في مخيم الأمعري للاجئين.
وشهد محيط المخيم خلال الأيام الماضية، مواجهات عنيفة بين الأمن الفلسطيني ومؤيدين لدحلان، تخللها إغلاق الشبان الشارع الرئيس بين رام الله والقدس، وإحراق الإطارات وتكسير الإشارات المرورية.
اعتقالات ومواجهات
اندلعت المواجهات خلال اعتقال الأمن الفلسطيني عدداً من كوادر تيار الإصلاح الديمقراطي، الذي يتزعمه دحلان، ضمن ما يصفه التيار بأنه "حملة اعتقالات سياسية مستمرة منذ شهرين ضد قيادات فيه".
وقال المتحدث باسم التيار ديمتري دلياني إن "أهالي المخيم ومؤسساته انتفضوا ضد الاعتقالات السياسية"، مشيراً إلى اجتماع عقد لرفض تسليم كوادر التيار بعد صدور أوامر اعتقال من الأمن الفلسطيني بحق خمسة منهم.
وأوضح دلياني أن مؤسسات المخيم تعهدت حماية المطلوبين، وأن المخيم "لن يذعن لسياسة الاعتقالات السياسية"، مضيفاً أنها "غير قانونية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن دلياني أشار إلى أن الأمن الفلسطيني اعتقل عشرات الشبان، بعد دخول مدرعات تابعة للأمن إلى المخيم، متهماً إياه "بالعبث وتكسير محتويات عدد من المؤسسات والمراكز الثقافية الرياضية".
ومن بين المطلوبين الذين لم يتمكن الأمن الفلسطيني من اعتقالهم، عضو المجلس التشريعي المحلول، جهاد طمليه المحسوب على دحلان، لكن الأمن سلم عائلته مذكرتي اعتقال.
وأشار دلياني إلى وجود وساطة محلية للإفراج عن المعتقلين، مهدداً بأن الأمور ستعود إلى الاشتعال في حال لم يطلق سراحهم.
إثارة الشغب
في المقابل، قالت الشرطة الفلسطينية، إنها قبضت على ثمانية أشخاص يشتبه "بإثارتهم الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة، وتكسير إشارات ضوئية أمام مخيم الأمعري".
وقال العقيد لؤي ارزيقات، الناطق الإعلامي باسم الشرطة، إن من بين المقبوض عليهم "خارجين عن القانون"، مشيراً إلى مصادرة أجهزة إلكترونية كانت بحوزتهم.
وأضاف أن العمل جار لإحضار بعض الأشخاص، "بعد استخدامهم عدداً من الأطفال في الاعتداءات".
صراع على السلطة
يرى الكاتب المحلل السياسي حمادة جبر، أن ما حصل في الأمعري ليس سوى "مقدمات لصراع على السلطة في مرحلة ما بعد محمود عباس"، مضيفاً أنه "سيكون حتمياً ما لم يتخذ الرئيس الفلسطيني خطوات عملية لقطع الطريق على ذلك".
ومن بين تلك الخطوات، بحسب جبر، حل السلطة الفلسطينية أو إجراء مصالحة حقيقية داخلية في صفوف "فتح"، وبينها وحركة "حماس"، مضيفاً أن ذلك سيقلص المشكلات مع إسرائيل والعالم العربي.