أول ما فعله جو بايدن يوم الانتخابات هو زيارة قبر ابنه.
بعد حضور قداس في كنيسة برانديواين الكاثوليكية الرومانية في غرينفيل، ديلاوير برفقة زوجته جيل وحفيداته، وقف الرجل الذي سيصبح الرئيس المنتخب الـ46 للولايات المتحدة بجانب شاهد قبر (نجله) بو بايدن، في مقبرة دُفنت فيها أيضاً زوجته الأولى نيليا وابنته نعومي.
توفي جوزيف روبينيت "بو" بايدن الثالث بعد تشخيص إصابته بسرطان الدماغ في عام 2015. ولقيت زوجة جو بايدن الأولى نيليا وابنته نعومي حتفهما في حادث سيارة في 1972، قبل أسابيع من أداء المرشح الديمقراطي، وهو كان يبلغ 30 عاماً من العمر آنذاك، القسم تمهيداً لبدء ولايته الأولى في مجلس الشيوخ الأميركي. وقد نظم المسؤولون حينها حفلاً لأداء القسم داخل المستشفى بجانب سريري ابنيه الناجيين من الحادث بو وروبرت هنتر بايدن.
وحصل جو بايدن- السيناتور المنتخب ست مرات والمولود في بنسلفانيا، ونائب الرئيس في عهد أول رئيس أسود انتخبته البلاد لولايتين - على أكبر عدد من الأصوات مقارنة مع أي مرشح آخر في السباق الرئاسي، فحال بذلك دون حكم دونالد ترمب لولاية ثانية، واعداً بمرحلة من الشفاء والتعافي وسط عدة أزمات حددت شكل حملته.
وقد اعتمد على قدرته على (إظهار) التعاطف وعلى إيمانه، اللذين تشكلا نتيجة خسائره المفجعة وحداده العلني، من أجل تقديم سياسته في إطارٍ من التعاطف والتعافي، بدءاً بمناشداته العاطفية التي توجه فيها إلى الناخبين، وصولاً إلى دعمه الحيوي لقانون الرعاية الصحية الرائد.
وتعهدت حملته الانتخابية لعام 2020 بشفاء "روح" الأمة، ويمثل انتخابه اختباراً لقدرة رجل شكلته المأساة الشخصية العظيمة إلى حد بعيد على إصلاح حال أمة خسرت الكثير.
وقد سعى إلى تقديم حملته على أنها استفتاء أخلاقي، أقام خلالها سلسلة من الفعاليات الضيقة الحميمة ولقاءات مع مناصريه، تناقضت بشكل كبير مع التجمعات الحاشدة المليئة بالمظالم والشكاوى، التي نظمها الرئيس وصدحت فيها أغاني الملاعب الرياضية (الحماسية). كما عملت حملته على إدراج مسيرته المهنية التي امتدت نصف قرن في مقاربة شخصية، وغالباً ما خاطب بايدن بشكل مباشر الأميركيين الذين يعرفون شعور الاستلقاء في سرير خال بعد خسارة أحباء، لأن هذا ما عاشه هو.
ويرث الرئيس المنتخب أزمة صحة عامة أودت بأكثر من 233 ألف أميركي، ولا يبدو أن (الأزمة الصحية) تتراجع، وبطالة جماعية وملايين الأميركيين الواقعين في قبضة تبعات الجائحة الاقتصادية، وظلماً منتشراً أججه غوغائي (هو ترمب) قاوم جهود إصلاح الضرر.
كما يرث 70 مليون ناخب صوتوا لترمب، وهو أكبر عدد من الأصوات التي حصل عليها مرشح خاسر على الإطلاق، فيما على الديمقراطيين التعامل مع رئاسة سعت إلى سحق منافسيها ومع ملايين الناخبين الذين دعموا هذه الأجندة.
لكن فوز بايدن- الديمقراطي المعتدل، الذي انتصر على شعبوي يميني لقي دعماً أكبر من الجمهوريين في عام 2020 مما لقيه في عام 2016، ليس تفويضاً بأي شكل من الأشكال، في ظل انقسام الكونغرس ونمو حركة تقدمية، واعتمال نهج ترمبي قويت عزيمته سوف يعود في عام 2024 من دون أن يكون مؤكداً بأن بايدن، ورؤيته، ستسنح أمامهما العودة كذلك.
المترحل جو
وُلد جوزيف روبينيت بايدن الابن في عام 1942 في سكرانتون، بنسلفانيا، وكان الولد البكر في عائلة ضمت أربعة إخوة وأخوات. وضاقت الأحوال بوالده بعد التدهور الاقتصادي الذي شهدته خمسينيات القرن الماضي، وانتقلت العائلة إلى ولاية ديلاوير، حيث نجح بايدن في الألعاب الرياضية المدرسية والنشاط النقابي الطلابي وحصل على معدل "سي" (المتوسط) خلال سنة التخرج.
وتزوج من نيليا هنتر في 27 أغسطس (آب) 1966، بينما كان يتابع دروسه في كلية القانون في جامعة سيراكيوز، وقد وصف تلك الفترة بأنها "مزيج خطر من الغطرسة والإهمال" وتخرج أخيراً محرزاً المرتبة 76 في صف يضم 85 طالباً.
رُزق الزوجان بثلاثة أطفال، بو وهنتر ونعومي، التي ولدت في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 1971. ولُقبت بـ"آيمي".
بعد عمله كاتباً في شركة ويلمينغتون للمحاماة، بدأ مسيرة مهنية امتدت 50 عاماً في السلك العام كمستشار في مقاطعة نيو كاسل قبل أن يطلق حملته، سعياً للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي في عام 1972. وتحولت نيليا إلى أقرب مستشاريه وإلى "العقل المدبر" الذي حرك حملته كما أفادت صحيفة "ذا نيوز جورنال" في ذلك الوقت.
ونظمت العائلة حملة في أنحاء الولاية، بذلت من خلالها جهداً مثمراً على مستوى (توسيع) القاعدة الشعبية (المؤيدة لبايدن)، وعكف (بايدن الشاب في حينه) على مهاجمة المرشح الجمهوري الذي كان يشغل المنصب في ذلك الوقت باعتباره مسناً فقد صلته بالواقع الحالي، ما كان له وقع الصدمة التي زعزعت الوضع السائد آنذاك وسلط الضوء على الفجوة بين جيل القاعدة الشعبية التي تناصر رجل الدولة المحافظ الأكبر سناً، وقاعدة الناخبين الأصغر سناً بكثير بعد حرب فيتنام وبروز حركة الحقوق المدنية. ووصادف ذلك العام أيضا حصول البالغين 18 عاماً من العمر على حق التصويت.
فاز بايدن، المرشح الضعيف (مقارنة بمنافسه) والبالغ من العمر 30 عاماً، في السباق في نوفمبر 1972. وفي الشهر التالي، سألت نيليا زوجها "ماذا سيحصل يا جوي؟ الأمور جيدة أكثر من اللازم"، كما أفادت صحيفة "ذا نيوز جورنال".
وقبل أسبوع من حلول عيد الميلاد، كان السيناتور المنتخب في العاصمة واشنطن يجري مقابلات لتوظيف أشخاص في مكتبه الجديد حين وصله خبر وفاة زوجته وابنته.
بعد ذلك الاتصال الهاتفي "تغير عالمي إلى الأبد" كما قال لاحقاً في خطاب أمام خريجي جامعة يال.
وفي كتابه الصادر في عام 2017، "عدني يا أبي " Promise Me, Dad، كتب أن "الألم... بدا أكبر من قدرتي على الاحتمال في البداية، واحتجت لوقت طويل كي أتعافى، لكنني نجوت من المحنة القاسية. تمكنت من الاستمرار، وتلقيت كثيراً من الدعم، ثم أعدت بناء حياتي وعائلتي".
وقال في خطاب جامعة يال "أذكر أن أمي (وهي سيدة رقيقة) نظرت إلي بعد مغادرتنا المستشفى وقالت "جوي، سوف تلقى أمراً جيداً من كل المآسي التي تحل بك إن بحثت عنه بجد".
وإذ صب تركيزه القوي والمؤلم على عائلته، بدأ يتنقل يومياً (عبر قطار آمتراك) بين واشنطن وديلاوير، كي يبقى بجانب ابنيه الصغيرين. ما أكسبه لقب "آمتراك جو".
وقال في خطابه في يال "ثم بدأت أتنقل يومياً وأفكر أنني سأقضي بعض الوقت فقط (أربع ساعات يومياً)، كل يوم من واشنطن إلى ويلمينغتون، وهو ما فعلته طيلة 37 عاماً. وما دفعني لذلك هو أنني أردت أن أقبلهما في المساء قبل النوم وأن أقبلهما صبيحة اليوم التالي… لكن عندما أعود بالذاكرة إلى ذلك الوقت الآن، الحقيقة هي أن السبب الفعلي الذي جعلني أعود إلى المنزل كل ليلة، هو أنني احتجت إلى أطفالي أكثر مما احتاجوا لي".
نائب الرئيس بايدن
بعد مرور خمس سنوات على الحادث المروري الذي أودى بحياة زوجته وابنته، تزوج السيد بايدن جيل جيكوبز، التي كانت حينذاك طالبة في جامعة ديلاوير. والتقيا خلال موعد مدبر. وتزوجا في 17 يونيو (حزيران) 1977، في كنيسة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك. كان بو وهانتر موجودين في حفل الزفاف وشهر العسل.
وسمى هنتر ابنته نعومي تيمناً بأخته الراحلة.
خلال مسيرته المهنية التي امتدت 30 عاماً في مجلس الشيوخ الأميركي، كان بايدن عضواً في لجان العلاقات الخارجية والقضاء، حيث سعى إلى تمرير قانون العنف ضد المرأة والقوانين المسماة قوانين الجريمة، التي أقر لاحقاً بأن بعض أقسامها كانت "خطأ"، إذ أسهمت قوانين الحكم الأقسى بآفة اعتقالات جماعية طالت الأميركيين السود أكثر من غيرهم.
في عام 1988، قام بأول محاولة من أصل ثلاث محاولات للوصول إلى البيت الأبيض. وحاول مجدداً في عام 2008.
وفي ذلك العام، أصبح باراك أوباما، السناتور الديمقراطي المبتدئ من إلينوي، أول مرشح رئاسي أسود في البلاد يسميه الحزب ممثلاً عنه في الانتخابات، ولجأ إلى بايدن، الرجل الموثوق في مجلس الشيوخ، كي يصبح مرشحاً إلى منصب نائب الرئيس، معتمداً على سجل خبرته في مجلس الشيوخ التي يحتاج لها جداً وعلى جهوده مع الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)، ودعم العمال الثابت له وخبرته في شؤون السياسة الخارجية.
وتشارك نائب الرئيس بايدن آنذاك مع الرئيس أوباما الفضل في إقرار قانون الرعاية الصحية الأميركي وحزمة الإنعاش الاقتصادي في أعقاب الأزمة المالية، وتعزيز الدعم للمساواة في الزواج، كما أظهر زمالة وصداقة مع الرئيس أضفى عليها الديمقراطيون في السنوات اللاحقة طابعاً مثالياً.
أعادت الحملة الانتخابية الرئاسية في عام 2016 إحياء الديماغوجية والعنصرية اللتين طبعتا فترة حكم الرئيس أوباما، فيما هزم الغريم القديم دونالد ترمب، الذي روج لمؤامرات "مكان الولادة" (زعم أن أوباما غير مولود على الأراضي الأميركية) أثناء حملات أوباما الانتخابية، وهزم (ترمب) المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهدم "الجدار الأزرق" (18 ولاية فاز بأصواتها الحزب الديمقراطي بين 1992 و2012) في منطقة الوسط الغربي، وبث الآمال بهيمنة جمهورية بعد ثمانية أعوام تحت حكم أوباما.
وقال بايدن في وقت لاحق إنه قرر دخول سباق 2020 بعد مشاهدة تصوير من تجمع 2017 المعقود تحت عنوان "وحدوا اليمين" حين قاد أحد مناصري نظرية تفوق العرق الأبيض سيارته باتجاه حشد فقتل امرأة وجرح 19 شخصاً آخرين، خلال مسيرات النازيين الجدد والقوميين البيض في شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا.
وقد خيم شبح العنف هذا على سباق عام 2020، وصولاً إلى احتساب نتائج الانتخابات، في أعقاب تظاهرات حاشدة ضد عنف الشرطة وحركة يمينية شجعها الرئيس من أجل قمع هذه الاحتجاجات.
المرشح الديمقراطي
قبل أشهر من تصدره صف المرشحين ضمن السباق على تسمية الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، كان بايدن واحداً من مرشحين كثر، وحصد نتائج ضعيفة في انتخابات الحزب الأولية في ولايتي أيوا ونيو هامبشاير.
وشوشت على بداية حملته سلسلة من التفاعلات المرتبكة على غير عادة، المتعالية في أغلب الأحيان مع الناخبين، ومزاعم قيامه بتصرف غير لائق، وأداء مؤذ خلال المناظرات، بما فيها هجوم حاد شنته عليه السيدة التي اختارها في نهاية المطاف نائباً للرئيس.
وحقق انتصارات في عدة ولايات خلال الثلاثاء الكبير، ممهداً الطريق للحصول على ترشيح حزبه، فيما توقفت الحملات لبعض الوقت وسط اندلاع أزمة فيروس كورونا الطارئة، التي قلبت حياة الأميركيين طيلة أشهر. وفي أبريل (نيسان)، قام بيرني ساندرز، منافسه الأساسي في الحملة الانتخابية التمهيدية ووجه الحركة التقدمية التي حشدت الملايين من الشباب الأميركي منذ بداية عام 2016، بتعليق مشاركته في السباق ودعم منافسه.
لكن الديمقراطي المعتدل لم يعرض أي مقدمات كبيرة على اليسار التقدمي الناشئ. وأسست الحملة مع السيناتور ساندرز تحالفاً لليبراليين في المؤسسة الحاكمة وزعماء أحزاب تقدميين من أجل صياغة جدول أعمال يتضمن أسس أهداف سياساته في طريقه نحو البيت الأبيض، أي توسيع نطاق قانون الرعاية الصحية، والاستناد إلى إطار لقانون الصفقة الخضراء الجديدة (اتفاق بيئي) من أجل تنفيذ مشروع بنية تحتية ضخم، وتوسيع الإغاثة الاقتصادية للأميركيين الذين يعانون من ضائقة مالية، بما في ذلك رفع الحد الفيدرالي الأدنى للأجور، وتقديم البرامج الحكومية الشاملة للفترة التي تسبق دخول الروضة وتخفيف أعباء الديون الجامعية.
كما طالب بايدن بإصلاحات كبيرة في سلك الشرطة وضبط الأمن "على مستوى المجتمعات المحلية" في أعقاب مقتل الأميركيين السود على يد قوات الأمن، الأمر الذي أثار تظاهرات عالمية متجددة.
وفيما توفي آلاف الأميركيين بسبب أمراض متعلقة بإصابتهم بكوفيد-19، والتقط ملايين غيرهم العدوى، تحولت الجائحة إلى هدف الحملة الطارئ، وانتقدت استجابة الرئيس المتأخرة لها ومحاولاته الاستخفاف بحدتها، وبينت تفاوتاً صارخاً مع حالة النكران التي أظهرها الرئيس فسعت (حملة بايدن) في المقابل إلى مخاطبة الواقع الذي يعيشه كثير من الأميركيين.
وصوره معارضوه على أنه حصان طروادة للاشتراكية، مسن وبعيد عن الواقع، ويجسد فساد الديمقراطيين الذي سعى الرئيس إلى اقتلاعه، فروجوا لادعاءات تقول بأن ابنه هنتر بايدن- الذي لعب دوراً أساسياً في مساءلة الرئيس، كان ضالعاً بمحاولات في الخارج لإثراء أبيه خلال فترة توليه منصبه.
لكن التقدميين انتقدوا انعطاف الحزب الديمقراطي من أجل استقطاب الجمهوريين المعتدلين بدل حشد تحالف قائم على دعم التقدميين، مشيرين إلى وجود فجوة بين شكل من البراغماتية بين الحزبين الرئيسين من جهة، وحاجات أغلبية الأميركيين الذين يؤيدون سياسات رفضها بايدن من جهة أخرى.
وقدم مؤتمر اللجنة الوطنية الديمقراطية لعام 2020 منبراً أكبر للجمهوريين الحاليين والسابقين من ذلك الذي أعطاه لأحد أصوات الحزب الرئيسة، ألكساندرا أوكاسيو كورتيز، فيما لم يشارك أعضاء آخرون من تجمع التقدميين الناشئ في مجلس النواب في الفعالية.
وفي هذه الأثناء، عقد السيناتور ساندرز أكثر من 12 فعالية وتجمعاً افتراضياً للحملة الانتخابية بهدف دعم المرشح في وقت حذر من مخاطر ولاية ثانية لترمب، ومن محاولاته في تقويض نتائج الانتخابات.
واختار بايدن السيناتور عن كاليفورنيا المرشحة الديمقراطية السابقة كامالا هاريس، وهي أول امرأة سوداء تحصل على ترشيح لمنصب نائب الرئيس، شريكة له في الانتخابات، على أمل العودة إلى الدينامية التي طبعت الثنائي أوباما وبايدن، وجدول أعمالها "المتفائل" الذي سعى الحزب إلى إعادة إحيائه.
الرئيس المنتخب
تزامن فوزه، في محاولة لنبذ ترمب ورفض تقارب الحزب الجمهوري من اليمين المتطرف، مع فشل الديمقراطيين في الاستحواذ على مقعد من مقاعد الجمهوريين داخل مجلس النواب، وخسارة عدد من مقاعد النواب الديمقراطيين في الانتخابات.
وسوف يحافظ الحزب الديمقراطي على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، بينما ربح الجمهوريون مرشحَين من اليمين المتطرف على الأقل أعربا عن تأييدهما لنظرية المؤامرة كيو أنون QAnon الأشبه بطائفة مهووسة.
وسوف تستمر إدارته في مواجهة سد منيع رافض في مجلس الشيوخ يسيطر عليه الحزب الجمهوري ويقوده ميتش ماكونيل.
كما أنه أكبر رئيس تنتخبه البلاد، وسوف يبلغ عامه الـ78 في 20 نوفمبر.
خلال الأشهر الأخيرة، شن بايدن حملة باعتباره صوتاً للهدوء وسط واقع فوضوي هائج، ودعا إلى رؤية للوحدة فاستنكر عنف الشرطة والعنف الاستبدادي المتنامي، كما شجب الشغب الذي نشأ بسبب الاضطرابات، وقدم مقاربته المتوازنة في مواجهة رئيس حرض وشجع التهديدات ضد منافسيه السياسيين.
وقال مراراً خلال حملته إنه على الرغم من ترشحه كديمقراطي، سوف "أحكم باعتباري أميركياً" وسوف "أبذل الجهد نفسه في تمثيل من لم يصوت لي ولمن لم يفعل".
وكرر الرئيس المنتخب هذه الملاحظات من ويلمينغتون في 4 نوفمبر، فيما تابع المسؤولون فرز الأصوات في الولايات المتأرجحة الأساسية.
وفي ملاحظاته الختامية، دعا الأمة إلى "وضع خطاب الحملة القاسي وراءنا، وتخفيف حدة الأجواء والتلاقي مجدداً والاستماع إلى بعضنا بعضاً مجدداً، والإصغاء إلى بعضنا بعضاً مجدداً باحترام وحرص على الآخر".
وقال "كي نتحد ونشفى ونتلاقى كأمة واحدة. أعلم أن هذا لن يكون سهلاً. لست ساذجاً، لا أحد منا ساذج... لكنني أعلم هذا أيضاً، كي نحرز تقدماً، علينا أن نتوقف عن معاملة معارضينا على أنهم أعداءنا. لسنا أعداءً. ما يجمعنا كأميركيين أقوى بكثير من أي شيء قد يفرقنا".
يوم الجمعة، قبل ساعات من إعلانه رئيساً منتخباً، أطلق بايدن نداء من أجل الوحدة الوطنية في ملاحظات أدلى بها من ويلمينغتون، ديلاوير، في مكان غير بعيد عن الموقع الذي انطلقت منه مسيرته المهنية، التي تقع في صلب حركته.
وقال "إن المسؤولية التي تقع على عاتقي كرئيس، هي تمثيل الأمة كلها. وأريدكم أن تعلموا أنني سأبذل الجهد نفسه لمن لم يصوتوا لي مثل من صوتوا لي. هذه هي الوظيفة. هذه هي. واسمها واجب رعاية كل الأميركيين".
© The Independent