تطوير ذكاء اصطناعي يتصرف "تلقائيا" كالحيوانات

يعكف عدد من العلماء على تطوير ذكاء اصطناعي جديد قادر على تقليد الأفعال التلقائية للحيوانات.

استخدم الباحثون في "جامعة طوكيو" في اليابان شبكة عصبونية اصطناعية، عبارة عن برنامج حاسوبي يحاكي الدماغ، في محاولة لجعل الروبوتات تغير سلوكها (بسبب منبهات خارجية) من تلقاء نفسها، كما لو أن ذلك قائم على تغيرات في التصرفات تستند إلى الغريزة، من دون تعليمات مسبقة.

قال الباحث المشارك في الدراسة كوهي ناكاجيما، وهو عالم في الرياضيات التطبيقية في الجامعة المذكورة آنفاً، "أساساً، يدور عملنا حول طريقة تصميم نظام تحول تلقائي في السلوك من طريق استغلال ديناميكيات فوضوية chaotic dynamics".

يُقصد بتلك "الديناميكيات الفوضوية" الوقت الذي يتنقل فيه النظام بسرعة، إنما بشكل حاسم، بين الأنساق النمطية، من قبيل تغيير الأفعال بسرعة بين المشي والركض.

حاول اختصاصيو الروبوتات تحقيق ذلك في أوقات سابقة، عبر محاكاة نظام يملك مئات المحركات التي تمثل العضلات، وكان كل واحد من المحركات متصلاً بمولد ذبذبات فوضوي، اشتغل على شاكلة الخلايا العصبية الحركية.

يمكن للنظام حينئذ إعادة إنتاج حركات مشابهة لتلك التصرفات الفوضوية عبر التحول من سلوك نمطي إلى آخر، مثل الزحف أو التدحرج.

بعد ذلك، حاول العلماء تطوير نظام يستخدم شبكة عصبونية رفيعة المستوى من أجل التحكم في أنشطة ذات مستوى منخفض، لكن تطوير تلك الخوارزمية الحاسوبية سيستغرق وقتاً طويلاً جداً. على هذا الأساس، لا تستخدم الدراسة الجديدة تصميماً وفق التسلسل الهرمي، بل منهجاً من ثلاث مراحل باعتماد إطار التعلم الآلي.

حدد الباحثون سلوكيات محتملة عدة، ودربوا الشبكة العصبونية الاصطناعية على التصرف بموجبها وفق الأوامر الموجهة إليها. ستقوم الشبكة بعد ذلك بالتبديل في ما بين تلك السلوكيات في ترتيب معين، ثم في النهاية ابتكروا نظاماً ينتقل بين سلوك وآخر بشكل عشوائي.

وقال ناكاجيما، "يتمثل الهدف النهائي في تحقيق أفعال (لدى الروبوتات) تشبه تصرفات الحيوانات، علماً أن الحيوانات تتميز بالتلقائية في سلوكها".

ولكن مع ذلك، اقتصرت الدراسة على العمل على جهاز كمبيوتر، وليس على روبوت فعلي.

أبدى رأيه في البحث، عالم الكمبيوتر ألكسندر بيتي في جامعة "سي واي سيرجي باريس"CY Cergy Paris University ، الذي لم يشارك في الدراسة، فقال إن "التحدي الحقيقي الآن يتمثل في تجسيدها (الخوارزمية الحاسوبية في روبوت)، وما إذا كان في مقدورهم (المبتكرون) الحصول حينها على نتائج مماثلة"، مضيفاً أن البحث قد يكون خطوة نحو "دماغ مفبرك يمتلك ذاكرة قادرة على التفاعل مع البيئة عبر جسم اصطناعي".