بدعم من التوقعات الإيجابية لأداء الذهب خلال الفترة المقبلة، مع استمرار حال الضبابية التي تضغط بشدة على الاقتصاد العالمي، واصلت أسعار الذهب صعودها ، إذ دعمت بيانات ضعيفة للوظائف الأميركية الآمال حيال مزيد من الحفز المالي، وإن كان التفاؤل في شأن نشر لقاحات للوقاية من فيروس كورونا المستجد تسبب في كبح المكاسب. وصعد الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.3 في المئة إلى مستوى 1869.06 دولار للأوقية بعدما لامس في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى منذ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عند مستوى 1871.52 دولار. وزاد الذهب في العقود الآجلة في الولايات المتحدة الأميركية بنحو 0.4 في المئة إلى مستوى 1873.50 دولار للأوقية.
ومنذ بداية العام الحالي ووفق هذه الأرقام، فقد سجل المعدن النفيس مكاسب تتجاوز 371 دولاراً بعدما ارتفع بنسبة 24.7 في المئة مرتفعاً من مستوى 1500 دولار للأوقية في بداية 2020 إلى مستوى 1871 دولار في التعاملات الأخيرة.ويعتبر الذهب أداة تحوّط من التضخم الذي عادة ما يتزامن مع خطط الحفز الضخمة التي أطلقتها الحكومات بداية ذروة انتشار فيروس كورونا في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، غير أن مكاسب المعدن النفيس جاءت محدودة في ظل استعدادات بريطانيا لتصبح أول دولة تستخدم لقاح شركتي "فايزر" و"بيونتك" لفيروس كورونا المستجد خلال الأسبوع الحالي.
هل يسجل الذهب مستوى 3 آلاف دولار؟
وقال مدير مركز "كوروم" للدراسات الاستراتيجية في لندن، طارق الرفاعي، إن هناك تفاؤلاً كبيراً لدى المستثمرين في الذهب على المدى القريب، لافتاً إلى أنه بعد الإغلاق فوق 2060 دولاراً للأونصة، وهو مستوى قياسي في أغسطس (آب) الماضي، دعا الخبراء الماليون إلى استمرار الذهب في الارتفاع فوق مستوى 2500 دولار، وتوقع البعض أن يسجل مستوى 3 آلاف دولار قبل نهاية العام، وهذا لم يحدث بعد، ولا يبدو أنه سيحدث في أي وقت قريب.
وأشار إلى أنه "استناداً إلى نمط التداول والتصحيح الأخيرين، يمكننا أن نتوقع أن يستمر الذهب في التداول ضمن نطاق النموذج على المدى القريب، وهذا يعني أننا لن نرى ارتفاع الذهب فوق ألفي دولار خلال الأشهر المقبلة، ومن المرجح أن نرى الذهب يصل إلى 1700 دولار قبل أن يصل إلى ألفي دولار. ومع ذلك، فبالنسبة إلى مستثمري الذهب على المدى الطويل، فلا يجب أن يدعوا التصحيحات قصيرة المدى تمنعهم من التركيز على الآفاق طويلة المدى، والتي تبدو مشرقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واكتسبت محادثات حزمة جديدة لتخفيف تداعيات الجائحة زخماً، الجمعة الماضية، إذ يعكف مشرّعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية على وضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون حجمه 908 مليارات دولار.
ووفق وكالة "رويترز"، قال ستيفن إينس، مخطط السوق العالمية لدى "أكسي" للخدمات المالية، إن "تباطؤ نمو الوظائف وتشديد قواعد حركة الأفراد يذلل كثيراً من العقبات التي تعترض طريق إجراءات الكونغرس الأميركي".
الدولار في أدنى مستوى خلال عامين ونصف
وفي سوق العملات، ظلّ مؤشر الدولار الأميركي قرب قاع عامين ونصف العام الذي بلغه يوم الجمعة الماضي، إذ عززت بيانات ضعيفة للوظائف الأميركية التوقعات لمساعدات اقتصادية، في حين هبط الجنيه الإسترليني في الوقت الذي تعكف فيه بريطانيا والاتحاد الأوروبي على محاولة أخيرة لإبرام اتفاق تجارة. وتتنامى المخاوف من خروج بريطاني من دون اتفاق تجارة في 31 ديسمبر الحالي، عندما تنسحب نهائياً من الاتحاد الأوروبي.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت البيانات أن الوظائف غير الزراعية زادت 245 ألفاً الشهر الماضي، وهي أقل زيادة منذ شهر مايو (أيار)، في مؤشر على أن تعافي التوظيف يتباطأ في ظل الموجة الثالثة من الإصابات بالفيروس.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1 في المئة إلى مستوى 90.96 نقطة، قريباً من أدنى مستوياته منذ أبريل (نيسان) من العام 2018 البالغ 90.47. وازداد بيع الدولار تسارعاً خلال الأسبوع الماضي، لا سيما في مقابل الفرنك السويسري واليورو والدولار الكندي.
ونزل اليورو بنسبة 0.1 في المئة إلى مستوى 1.2107 دولار، لكنه ظل قرب مستوى 1.2177، وهو الأعلى منذ شهر أبريل 2018. وتراجع الإسترليني واحداً في المئة إلى مستوى 1.3287 دولار، وهبط واحداً في المئة أيضاً في مقابل اليورو إلى مستوى 91.07 بنس.
وهوت الكرونة النرويجية 0.8 في المئة، لتسجل 8.8590 للدولار، مع نزولها 0.5 في المئة في مقابل اليورو إلى مستوى 10.7255، وذلك بعد أن لامست في وقت سابق قاع أسبوعين ونصف الأسبوع عند 10.7340. وهبط الدولار الأسترالي 0.2 في المئة إلى مستوى 0.7407 مقابل الدولار.