دخلت محافظة النجف على خط المنافسة مع المدن العراقية القريبة من الحدود مع السعودية، لفتح طرق مباشرة بين البلدين، تخدم الحركة الاقتصادية وتصبح ممراً رئيساً للحجاج والمعتمرين المتوجهين من آسيا الوسطى وتركيا إلى مكة والمدينة.
فبعد افتتاح منفذ عرعر الحدودي الذي يربط بين محافظة الأنبار والسعودية في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحركت محافظتا النجف والمثنى للفوز بالأسبقية في افتتاح المنافذ وتأهيل الطرق المؤدية إلى الحدود وتأمين الوضع الأمني فيها وعرض امتيازات كل منهما.
لكن، ما يميز النجف عن غيرها من محافظات الوسط والجنوب التي لديها حدود مع السعودية، هو كونها موقعاً جاذباً لملايين الزوار من العراق والعالم وكونها الأقرب إلى الحدود، فضلاً عن وجود عدد كبير من الفنادق والمطاعم والأماكن الترفيهية التي تصلح لتتحول إلى محطة لانطلاق رحلات الحجيج والعمرة.
وترتبط النجف بسلسلة طرق مع مدن كربلاء والديوانية وبابل المعروفة بإنتاجها الزراعي والحيواني، ومن ثم الطريق الدولي السريع الذي يربط بين البصرة في جنوب العراق، والأردن. ما يمكنها من أداء دور مهم في الحركة التجارية، إذا ما انفتح طريق الحرير الجديد الذي يمر عبر المدينة ليربط مدن الفرات الأوسط والجنوب بالبحر الأحمر.
الرياض تدعم
تسعى إدارة النجف إلى إنجاز الجزء الأهم من المشروع المتمثل بالطريق الذي يربط العراق بالأراضي السعودية. ويقول محافظ النجف لؤي الياسري، إن إنشاء طريق بين مركز المحافظة والحدود السعودية سيفتح آفاقاً صناعية وزراعية للمحافظة، واصفاً المشروع بـ"الحلم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف الياسري أن "إدارة المحافظة بدأت المرحلة الأولى والثانية من مشروع إنشاء طريق بري مع السعودية بطول 100 كم من مجموع الطريق البالغ 236، الذي يبدأ من مركز محافظة النجف إلى الحدود مع المملكة السعودية في مخفر حاكة".
ويشير الياسري إلى مناقشة المشروع مع الجانب السعودي، الذي أبدى دعمه له واستعداده لإنشاء الطريق المكمّل داخل الأراضي السعودية ويبلغ طوله 60 كلم، متوقعاً إنجاز الطريق في العراق خلال ثلاث سنوات، إذا لم تكن هناك مشكلات.
ويكشف مدير هيئة استثمار النجف ضرغام كيكو، عن وضع خريطة استثمارية لمشاريع مختلفة، زراعية وصناعية وسكنية، في القرب من الطريق المقترح.
ويضيف كيكو أن "تنفيذ الطريق المقترح سيكون من طريق الحكومة المحلية بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية، وفي حال تم إنجازه سيعد نقلة نوعية في المشاريع الصناعية والزراعة والسكنية وستشهد المنطقة تطوراً ملحوظاً".
السعودية بوابة مهمة للعراق
ويدعو المتخصص في الاقتصاد عبد الحسن الشمري العراق إلى "التوجه إلى السعودية من أجل بناء البلد وعدم الاستعانة بالدول المجاورة الفقيرة كما يحصل الآن"، لافتاً إلى أن "من حق جميع المحافظات إنشاء طرق مع المملكة السعودية لجلب الاستثمارات".
ويعتقد الشمري أن "السعودية ترغب في الاستثمار في الصحراء العراقية"، مشدداً على "ضرورة جذب الاستثمارات إلى العراق والدخول ضمن المنظومة العربية لأن تلك الاستثمارات تحافظ على الأمن في العراق".
"والعراق حالياً بحاجة إلى أموال طائلة لإقامة الصناعات الاستخراجية والزراعية والصناعات التي تعتمد على الزراعة"، بحسب الشمري، الذي يشير إلى أن "دول الخليج، ومنها السعودية، تحتاج إلى المياه والزراعة الواسعة، وقد استثمرت في السودان في المجال الزراعي، ويمكن أن تستثمر في العراق كونه الأقرب إليها".
ويؤكد الشمري أن "من حق جميع المحافظات التي لها حدود مع السعودية، إنشاء طرق معها لتوفير فرص العمل للقضاء على الفقر، لا سيما أن عدداً من تلك المحافظات وصل إلى نسب عالية من الفقر، بالتالي فإن الاستثمار العربي هو الحل لها".
النجفيون يرغبون بقنصلية سعودية
ويلاحظ مسؤول فريق موجة، ياسر مكي، "حماسة نجفية للانفتاح على السعودية ودول الخليج، ولافتتاح قنصلية سعودية في النجف ومد طريق نحو السعودية، إيماناً بفوائد ذلك اقتصادياً".
ويضيف أن "المجتمع النجفي يحب الحياة ويرغب في العيش الكريم، على الرغم من وجود جهات متطرفة تعارض الانفتاح على دول الخليج وتميل إلى إيران"، مبيناً أن "هذه الفئات هي أقل من الراغبين في الانفتاح على جميع دول العالم".
ويتحدث عن "وجود جيل جديد من العراقيين منفتح على العالم وينظر إلى التطور الاقتصادي الذي تتمتع به دول الخليج، فيما تعيش إيران أزمة. ما يجعل كثيرين يفضلون الانفتاح على العالم والتخلي عن النزعة المذهبية، لا سيما أن إيران وأذرعها لم يقدما أي شيء للعراق".
ويؤكد مكي أن "محافظ النجف وحكومتها المحلية متحمسان لربط النجف بالسعودية من خلال إنشاء طريق جديد، وهناك تأييد شعبي لهذا التوجه".