في نهاية ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، يطل العام الجديد بوجهه حاملاً آمالاً جديدة، وتحديات أخرى للأفراد والشركات والدول، إلا أن استثنائية العام الذي يطوي أيامه الأخيرة قلبت موازين الأهداف السنوية والخطط الشخصية، فبعدما تعثرت البشرية في عام كورونا، ها هي اليوم تستعد لمواجهة "كورونا المتحور" الذي بدأ بالانتشار كالنار في الهشيم في القارة الأوروبية.
موضة أم حاجة؟
مع بداية كل عام، تتسابق الشركات على طرح المذكرات اليومية وقوائم الأهداف السنوية على رفوف المعارض في كل مكان، فهل فعلاً يحتاج البشر إلى تدوين الأهداف، أم أن كثرة العرض رفعت الطلب دون جدوى؟
وعلى رغم استمرار البشر في وضع الأهداف التي لا يحققها عادة إلا قلة منهم، يرى المدرب الشخصي في المجال الإداري والمالي، عبدالله العرفج أن الأهداف السنوية للإنسان توجد قيمة لحياته وسبباً ليناضل من أجله.
ويعرّف العرفج الهدف بأنه "الغاية التي يسعى إليها الإنسان، وتعرف الأهداف أنها مجموعة من نتائج مطلوب تحقيقها بناء على عمل خطط له سابقاً".
إذا عرف السبب بطل العجب
يقول الكاتب الأميركي إرنست هيمنغواي، "إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح"، في دلالة واضحة على أن معرفة أسباب تعطل بعض المشاريع أو الخطط والأهداف هي مفتاح الإنجاز والنجاح المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أن البشر غالباً ما يتهمون ظروف الحياة ومصاعبها، بأنها السبب وراء عدم تحقيق الأهداف التي يضعونها سنوياً، ويرجع المدرب الشخصي الأسباب إلى كيفية وضع الأهداف في المقام الأول، وإدارتهم للوقت في المقام الثاني.
والطبيعة البشرية تحب أن تستشير وتستخير قبل العزم على أي قرار، وهو ما يحدث كذلك عند وضع الأهداف، ويؤكد العرفج أن أحد أهم أسباب الفشل في تحقيق الخطط عند البشر، هو استشارة غير ذوي الاختصاص، وهو ما يحوّل خططهم إلى تخطيط يقود إلى الفشل، حسبما يرى.
ويضع المدرب شروطاً للأهداف، أبرزها أن يكون محدداً وواضحاً، وقابلاً للقياس، ويمكن تحقيقه، ويحدد بوقت، وتُتابع مراحل تحقيقه، وهو ما يتوافق مع تطبيق نظرية "الأهداف الذكية" التي تساعد على وضع وقياس الأهداف بكل فاعلية.
هل يتعارض العمر مع الأهداف؟
مع شروق شمس كل يوم يجد الإنسان نفسه يكبر شيئاً فشيئاً وتزداد سنين عمره، ومعها خبرته في الحياة، كما قد يقابل موقفاً واحداً يغير مفاهيم وقناعات كان يدافع عنها، فكيف يمكن أن يراهن على سنة أو عدة سنوات بخطط محددة؟
يوضح العرفج، أن الإنسان يجب أن يكون واعياً عند وضع الأهداف، وأن تكون طويلة المدى، فبطبيعة الحال سيمر بثلاث مراحل حياتية، يلخصها في الأولى، أن يجد الوقت والقوة، ولكن لا يجد المال وتسمى "الطفولة والمراهقة". والثانية أن يجد القوة والمال، ولكن لا يمتلك الوقت "مرحلة بناء الحياة العملية والعائلية". والثالثة أن يمتلك المال والوقت، ولكن يفقد القوة "وهي الفترة التي يفترض أن يجني فيها ثمار الخطط".
كيف ودّع الناس أهداف 2020؟
وعند سؤال عدد من الناس، حول ماهية الأهداف التي وضعوها للعام السابق وهل تحققت، زعم كثيرون أن وباء كورونا كان عائقاً أمام الوصول إلى نتائج الخطط السنوية السابقة.
ومن وجهة نظر مغايرة، يرى البعض أن الأهداف وقياسها، غالباً ما تكون حكراً على الشركات أو الحكومات المختلفة، نظراً لوجود خطط وأهداف إستراتيجية لا تخضع للرغبات والأهواء البشرية. من جانبه، يرى العرفج أن عدم تحقيق الأهداف قد يؤثر في الشخص بشكل سيئ ويتسبب في زيادة الضغط والتوتر، أو أن يقع في دوامة لوم الذات.