يستنتج تقرير جديد صادر عن الوكالة الدولية للطاقة أنه "ليس هناك أي تراجع فوري يلوح في الأفق" للطلب العالمي على الطاقة المولدة من الفحم. وكشف "تقرير الفحم 2020"، المعد من قبل الوكالة أن جائحة كوفيد-19 خفضت استخدام الفحم إلى مستوى غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. لكن التقرير يتوقع أن يبدأ الطلب العالمي بالارتفاع مجدداً عام 2021، مع تجاوز العالم الجائحة.
وقال كبير محللي الطاقة في الوكالة، كارلوس فرنانديز ألفاريز، لـ"اندبندنت": "نتوقع بعض التعافي عام 2021 – أي زيادة بحوالى 2.6 في المئة، مقارنة بهذا العام. لذلك سنظل عند مستويات استهلاك أدنى عام 2021 ، مقارنة بـ 2019".
ويُعَد الفحم أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثاً ويتحمل استخدامه لتوليد الطاقة وحده حالياً المسؤولية عن حوالى 30 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
وخلال الأعوام الخمسة المقبلة، من المتوقع استقرار الطلب على الطاقة المولّدة بالفحم، وفق استنتاجات التقرير.
وقال مدير أسواق الطاقة وأمنها في الوكالة، كيسوكي ساداموري، لـ"اندبندنت" إن السبب يعود إلى التراجعات الحادة في الطلب على الفحم في الولايات المتحدة وأوروبا من المتوقع أن تطابقها ارتفاعات في الصين والهند والاقتصادات الناشئة في جنوب شرقي آسيا.
وأضاف أن التراجعات في الطلب على الفحم في أوروبا ترتبط بالسياسات الحكومية المخصصة لمكافحة أزمة المناخ، بما في ذلك زيادة سعر الكربون وفق برنامج الاتحاد الأوروبي لتخفيض الانبعاثات. أما في الولايات المتحدة، فيرتبط هبوط الطلب بتفوق الغاز الطبيعي في المنافسة مع الفحم.
ومع أن كثراً من الاقتصادات الكبرى في آسيا تقدمت أيضاً في الآونة الأخيرة بتعهدات أكثر تشدداً لمعالجة أزمة المناخ، لا يزال من المتوقع نمو طلب الفحم خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وفق ساداموري.
وقال: "نرى كثيراً من مشاريع الطاقة المولدة بالفحم تلغى أو تعلق في الاقتصادات الآسيوية. لكن لا زلنا نرى أن الصين تبني معامل جديدة لتوليدها، وإن كان ذلك على نطاق أقل مما كان يعتقد سابقاً. ولا زلنا نتوقع أيضاً أن تواصل الهند زيادة طلبها عليه تدريجاً".
وتعتبَر بكين المصدر الأول لانبعاثات غازات الدفيئة وهي أكثر البلدان إنتاجاً واستهلاكاً للفحم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في قمة العمل المناخي العالمي التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي، تعهد زعيم باكستان بأن بلاده لن تبني أي مفاعل جديد للطاقة المولدة بالفحم.
وقال فرنانديز ألفاريز إن الخطوة ستكون "مهمة على الأرجح في المدى البعيد"، لكنها لا تكفي للتأثير في الطلب على هذه الطاقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وأكد ساداموري أن بلدان آسيا يجب أن تطبق سياسات أكثر صرامة لكي يبدأ الطلب العالمي على الفحم بالتراجع خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وأضاف أن انخفاضاً ضروري لوضع العالم على المسار الصحيح باتجاه الحد من الاحترار العالمي إلى أقل بكثير من المستويات التي كانت ما قبل التصنيع، بدرجتين مئويتين، وهو هدف اتفاقية باريس للمناخ.
© The Independent