يعتزم دونالد ترمب ترشيح معلّق سابق في قناة "فوكس نيوز" وناشط في "حزب الشاي"، وهي من روافد الحزب الجمهوري، لشغل مقعد في "مجلس الاحتياطي الفيدرالي"، حيث سيساعد في تحديد نسب الفوائد في الاقتصاد الأكبر عالمياً.
هيرمان كاين (73 عاماً) هو المسؤول التنفيذي السابق في إحدى سلاسل مطاعم البيتزا، ووصفه ترمب بأنه "صديق لي"، يمتلك خبرة مباشرة ضئيلة في السياسة النقديّة، لكنه عبّر في السابق عن مشاركته الرئيس وجهة النظر السلبيّة عن رفع مستويات الفائدة في البنك الفيدرالي.
في مؤتمر صحفي عقده أخيراً، لم يتردد ترمب في القول "لقد زكّيته بشدة لدخول "مجلس الاحتياطي الفيدرالي"... لقد أخبرت المحيطين بي أنه الرجل المناسب".
لم ينفك الرئيس عن توجيه نقد علني وبلهجة شديدة، إلى رفْعَ "الاحتياطي الفيدرالي" مستويات الفائدة تحت إدارة جيروم باول، الذي اختاره ترمب بنفسه قبل عامين لرئاسة بنك أميركا المركزي. وحظي رفع معدل الفائدة الذي أحدثه السيد باول، ووصفه الرئيس بأنه مضر للاقتصاد، بدعم شخصيات أخرى عيّنها السيد ترمب في "مجلس الاحتياطي الفيدرالي".
هذا العام، جمّد "الفيدرالي" رفْعَ معدل الفائدة، مبرراً ذلك بتباطؤ الاقتصاد والمخاطر الخارجيّة. في تلك الأثناء، استمر السيد ترمب في شجبه للبنك، ووصل إلى حد القول إنه سيرشح المعلّق المحافظ ستيفن مور، المؤيد لخفض معدلات الفائدة، ليشغل مقعداً شاغراً آخر في "مجلس الاحتياطي الفيدرالي".
ولدى سؤاله عما إذا كانت التسميتان فيهما إشارة معيّنة لـ"مجلس الاحتياطي الفيدرالي"، نفى ترمب ذلك "ليس من إشارة أبداً. أنه رجل محترم جداً. إنه صديق لي. إنه شخص يفهم مجريات الأمور، وأتمنى أن يسير كل شيء على أفضل وجه، لكن هيرمن كين شخص جيد جداً".
يحق لأعضاء مجلس الإدارة التصويت على تحديد معدلات الفائدة في كل اجتماعات رؤساء البنوك المركزية الأميركية، ما يجعلهم من بين أكثر المسؤولين الأميركيين نفوذاً في السياسة الاقتصادية. عندما يكون المجلس مكتملاً، تضم صفوفه تسعة عشر من صانعي السياسة في "الاحتياطي الفيدرالي"، و12 رئيساً للبنوك الفيدرالية الإقليميّة.
في شهر فبراير (شباط) الماضي، أخبر كاين شبكة "فوكس بزنس" اعتقاده أن الإنكماش مصدر قلق أكبر من عداه. وتشي تلك الوجهة بأنه لا يميل إلى تأييد رفع معدلات الفائدة بهدف إبقاء التضخّم تحت السيطرة.
ومع ذلك، ليست توجّهات سياسة كاين واضحة تماماً. إذ أفاد في تلك المقابلة نفسها في فبراير، أنه يريد استخدام الأجور كعامل في تحديد السياسة النقديّة، ما قد يشير إلى تأييده لرفع أسعار الفائدة إذا ما نظرنا للأمر في ظل زيادة الأجور مؤخراً.
إنجازات السيد كاين المحدودة تشي بميل إلى سياسة أكثر تشدداً، وليس أكثر تراخياً.
في فترة التسعينيات شغل منصب مدير في فرع "الاحتياطي الفيدرالي" في "كنساس سيتي"، وهو واحد من 12 بنكاً فيدراليّاً إقليميّاً تساعد في تسيير المدفوعات في النظام المصرفي الأميركي، ثم ترأس مجلس الإدارة في ذلك الفرع بين عامي 1995 و 1996، عندما كان توماس هوينغ المعروف بتشدده رئيساً لها.
تظهر محاضر الاجتماعات خلال تلك الفترة أن مدراء ذلك البنك كانوا ممن يطالبون "مجلس الاحتياطي الفيدرالي" مراراً برفع معدلات الفائدة في الوقت الذي عارضت معظم المجالس الإدارية للبنوك الفيدرالية الأخرى أي زيادة.
ما كان يقلقهم، وفقاً لمحاضر الاجتماعات، هو أن النمو الاقتصادي المستمر قد يفرز ضغوطاً على الأسعار، ما يوجب احتواءها عبر سياسة أكثر صرامة.
جمع السيد كاين ثروته عندما كان رئيساً تنفيذياً لشركة "غودفاذر بيتزا" قبل أن يجرب حظه في أن يكون المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري في عام 2012.
تصدر استطلاعات الرأي لفترة أثناء المنافسات على ترشيح الحزب الجمهوري، مدعوماً بمقترحه المميز للنظام الضريبي تحت عنوان 9-9-9، الذي كان سيفرض ضريبة ثابتة بنسبة 9 في المئة على الشركات والدخل والمبيعات.
وعندما ألقى الرئيس السابق باراك أوباما خطاب حالة الاتحاد لعام 2012، اختير السيد كاين لتقديم رد عليه بالنيابة عن مجموعة مقرها كاليفورنيا تدعم "حزب الشاي".
إلا أن شعبيته تراجعت وسط مزاعم بالتحرش الجنسي من عديد من النساء، لكنه نفاها ووصفها بالـ"عارية عن الصحة تماماً".
بعد تلك المحاولة للوصول إلى الرئاسة، تعاون مع قناة "فوكس نيوز" لمدة طويلة قبل تركه القناة الصيف الماضي. وحالياً ينشر تغريدات على "تويتر" بانتظام للدفاع عن السيد ترمب وسياساته ولمهاجمة خصوم الرئيس في نفس الوقت.
أثار الترشيح المحتمل للسيد كاين لعضوية "مجلس الاحتياطي الفيدرالي" انتقادات من ميت رومني، السيناتور الجمهوري عن ولاية "يوتاه"، الذي قال لصحيفة "بوليتيكو" السياسيّة: "أشك في أن يكون هذا ترشيحاً ... لكن إذا كان الأمر كذلك، تستطيع المراهنة على أسعار الفائدة التي سيدفع باتجاهها ... لو وصل هيرمان كاين إلى "مجلس الاحتياطي الفيدرالي"، لعلمت أن سعر الفائدة سيصبح 9-9-9 في القريب العاجل".
© The Independent