تفاعلت الأسواق الدولية مع إطلاق حزمة التحفيز الأميركية، إذ انعكس ذلك على الأسهم الأوروبية التي قفزت بمؤشراتها مدعومة بتوقيع بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفاق التجارة الذي طال انتظاره، ما حفز شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.
وكان الرئيس الأميركي قد وقّع أمس حزمة مساعدات مالية وإنفاق بقيمة 2.3 تريليون دولار بعد أن رفض في بداية الأمر إقرار التشريع الذي يعيد إعانات البطالة للملايين، ويجنب الحكومة الاتحادية إغلاقاً في أزمة من صنع يديه.
وقفز مؤشر الأسهم الأوروبية القياسي 0.5 في المئة، وحققت أسهم شركات صناعة السيارات والطاقة أكبر المكاسب. وتدعمت المعنويات كذلك بانطلاق برنامج تطعيم في أوروبا، لينعش الآمال في اختفاء الجائحة بحلول النصف الثاني من 2021، وفي تعافٍ اقتصادي قوي.
يشار إلى أن الأسواق في لندن مغلقة اليوم، وفي عطلة، بينما يتوقع أن تكون أحجام التداولات ضعيفة في الأسواق الأوروبية عموماً في أسبوع عمل قصير آخر بسبب العطلات.
النفط يقلص خسائره
إلى ذلك، قلص النفط خسائره متفاعلاً مع حزمة الإنقاذ الأميركية، لكن معنويات السوق تأثرت باستمرار المخاوف حيال الطلب في المدى القريب.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة 25 سنتاً بما يعادل 0.5 في المئة إلى 51.04 دولار للبرميل، بعد أن هبطت بما يصل إلى 1.5 في المئة لتسجل 50.53 دولار للبرميل في وقت سابق من الجلسة. ونزلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 19 سنتاً، أو 0.4 في المئة إلى 48.04 دولار للبرميل.
وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق في "أواندا": "مع توقيع الرئيس ترمب القانون، عوض النفط سريعاً معظم خسائره، وإن كان كل من برنت وغرب تكساس لا يزال على انخفاض متواضع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الذهب يتألق
وعلى صعيد المعادن ارتفع الذهب ليبلغ ذروة أسبوع ابتهاجاً بإقرار الحزمة الأميركية، وصعدت الأسعار بما يصل إلى 1.3 في المئة. وكان السعر الفوري للذهب مرتفعاً 0.7 في المئة إلى 1888.84 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى له في أسبوع عند 1900.04 دولار. وزادت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.5 في المئة لتصل إلى 1893.20 دولار.
وأضاف هالي "حتى في غياب تحفيز إضافي، كان بوسع الذهب الصعود. توقيع ترمب (على قانون التحفيز) كان نقطة المخاطرة الرئيسة الأخيرة للسوق الآخذة بالصعود."
وارتفعت الفضة 2.2 في المئة إلى 26.42 دولار للأوقية، بعد بلوغها أعلى سعر في أسبوع عند 26.75 دولار في وقت سابق من الجلسة. وتقدم البلاتين واحداً في المئة إلى 1033.52 دولار، وصعد البلاديوم 0.2 في المئة مسجلاً 2353.84 دولار للأوقية.
أسهم اليابان في أعلى مستوى
وفي طوكيو، ارتفعت الأسهم اليابانية في تعاملات هزيلة بسبب العطلات، لتتجه صوب أعلى مستوى في نحو ثلاثة عقود مع مواصلة المستثمرين الرهان على أن التحفيز الأميركي ولقاح كورونا سيسرعان خطى التعافي الاقتصادي العالمي.
وختم المؤشر نيكي القياسي اليوم مرتفعاً 0.74 في المئة إلى 26854.03 نقطة، أقل قليلاً فحسب من أعلى مستوى في 30 عاماً الذي بلغه الأسبوع الماضي. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.54 في المئة إلى 1788.04 نقطة.
وكتب المحللون لدى "دايوا للأوراق المالية" في مذكرة بحثية "في ضوء التحفيز الاقتصادي باليابان وأوروبا والولايات المتحدة، ثمة احتمال أن يتعافى الاقتصاد العالمي أسرع مما هو متوقع العام المقبل، لكن هذا على فرض سير حملات التطعيم بسلاسة".
توقف نمو الإنتاج الصناعي باليابان
إلى ذلك، توقف نمو الإنتاج الصناعي باليابان في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن حقق مكاسب على مدار خمسة أشهر، ما يبرز الطبيعة الهشة للتعافي الاقتصادي العالمي نتيجة لتزايد إصابات "كوفيد-19" في الآونة الأخيرة.
وشهد ثالث أكبر اقتصاد في العالم تعافياً قوياً في الربع الثالث من السنة بعد أسوأ انكماش لحقبة ما بعد الحرب، لكن إجراءات الإغلاق في بعض الاقتصادات الكبرى لمواجهة الموجة الجديدة من الإصابات بفيروس كورونا تهدد الطلب.
وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة حديثاً استقرار إنتاج المصانع في نوفمبر عند مستوى الشهر السابق دون تغير، إذ بدد ضعف إنتاج السيارات والمنتجات البلاستيكية أثر الزيادة في إنتاج الآلات.
وكانت القراءة النهائية للشهر السابق أظهرت ارتفاعاً بنسبة أربعة في المئة، وكان متوسط توقعات نوفمبر للنمو 1.2 في المئة في استطلاع أجرته وكالة "رويترز" لآراء الاقتصاديين.
وقال تاكومي تسوندا، كبير الاقتصاديين في معهد شينكين للبحوث "وتيرة التعافي أبطأ قليلاً من المتوقع". وأضاف أنه "ما زال يتوقع اتجاهاً عاماً إيجابياً للإنتاج نظراً لقوة الصادرات اليابانية".