تعذر وصول الممثل السوري خالد القيش إلى بيروت، لتصوير دوره في مسلسل "للموت" بسبب قرار الإقفال في لبنان، نتيجة تفشي فيروس كورونا، وهو يصور حالياً مسلسل "حارة القبة" في سوريا، علماً أنه أُعلِن عن عرض هذين العملين في الموسم الرمضاني المقبل. ولا يرى القيش أن كورونا ستعيق تقديم موسم رمضاني جيد هذه السنة، كما حصل العام الماضي، بل يقول "مسلسل "حارة القبة" مؤلف من 5 أجزاء ونحن انتهينا من تصوير جزءين منه، وهذا يعني أننا ضمنا عرضه في رمضان المقبل. نحن حاولنا قدر المستطاع أن نلتزم الإجراءات المطلوبة وأعتقد أن الأمر نفسه سوف يسري على بقية الأعمال الدرامية".
أزمات الدراما
من ناحية أخرى تحدث القيش عن انعكاس أزمات الدراما العربية على الممثل، في ظل عدم توفر النصوص الجيدة والمخرجين المتخصصين، وظروف التصوير في وقت قياسي بهدف التوفير إنتاجياً، وقال "للأسف نحن عالقون في مكان، عمره ليس يوماً أو يومين أو سنة وسنتين، بل سنوات طويلة، له علاقة بتحكم المنتج بالعمل الفني، الذي لا يهمه تقديم دراما بمستوى ثقافي عال بل بالربح المادي، لكي يتمكن من الاستمرار.
الممثل يعاني من تراكم الضغوطات عاماً بعد آخر، وبعد أن كان مطلوباً منا أن ننهي تصوير المسلسل خلال 100 يوم، قصُرت المدة إلى السبعين أو الستين يوماً. وهذا الضغط يعاني منه المخرج أيضاً، لأن شركات الإنتاج تعمل وفق شروط محطات التلفزة، التي تفرض عليه عملاً بنوعية معينة وبمبلغ مادي معين، في حين أن المنتج يبحث عن الربح وهذا حقه. لا يوجد استقلالية لدى الجهات المنتجة، وهي عندما تتمكن من امتلاك قنوات عرض كالمنصات، يصبح بإمكانها أن تنتج وأن تعرض عبرها، وعندها يمكن أن تركز على النوعية أكثر، فتزيد المنافسة وهذا هو الأساس، لأن الاجتهاد يزيد وترتفع الميزانية، وكذلك اهتمام الشركات.
نحن بحاجة إلى منافسة حقيقية في العالم العربي، للحصول على دراما جيدة، كما كانت الدراما السورية بين عامي 2000 و2010، حين كانت توجد منافسة بين عدد من الشركات والمخرجين لكل منهم وجهة نظر. حينها، كنا ننتج بين 60 و70 مسلسلاً سنوياً، بينها 5 أو 10 أعمال جيدة على الأقل. وحالياً هناك 4 أو 5 منتجين فقط يمكن الوثوق بهم، والباقون يعملون للاسترزاق ولتعبئة الوقت في المحطات. يجب أن نخرج من هذه الدائرة من خلال تغيير طريقة التفكير في التعاطي مع الإنتاج، فإما أن نعمل كما يجب وإما تنتهي المهنة برمتها".
ولأن حاله كممثل كحال المنتج ويبحث هو أيضاً عن الاسترزاق، بدليل مشاركته في عدة أعمال كـ"المنصة" و"حارة القبة" و"للموت"، عدا عن انسحابه من مسلسل "هند خانم"، يوضح القيش "يكفيني العمل مع منتج واحد في مسلسل! ولو أنني أتقاضى أجراً جيداً في "حارة القبة" ولولا الظروف الإنتاجية السيئة، كما هي الحال في كل الوطن العربي، لكنت اكتفيت بعمل واحد، إلا إذا كان لدي مشروع فني أعمل على أساسه. لا يوجد ممثل في أميركا يشارك في فيلمين سنوياً، بل هو يكتفي بفيلم واحد يتقاضى عنه أجراً يعادل ما أتقاضاه أنا و770 ممثلاً عربياً. هو يجلس في بيته ويعمل بهدوء على الشخصية، ويصبح مع الوقت ممثلاً عالمياً. نحن لا تتوفر لدينا ظروف مماثلة".
أوفر حظاً
إلى ذلك، يوافق القيش، أن نجوم سوريا الذين يعملون خارجها أوفر حظاً من العاملين داخلها، ويضيف "الدراما السورية كانت تنتج كثيراً من الأعمال والجميع كان يعمل، وبعد الحرب تراجع الإنتاج، بينما زاد في الخليج ولبنان ومصر، عدا الأعمال المشتركة، فاشتهر الممثل السوري خارج بلده من خلال مشاركته في أعمال عرضت على محطات منتشرة. هناك أيضاً ممثلين لم يغادروا سوريا، هم مطلوبون أيضاً، لأن البقاء للأفضل والأفضل يفرض نفسه في أي مكان وفي أي عمل، وهناك من يصورون في الخارج، ثم يعودون إلى سوريا وهذا أمر طبيعي".
وحول الشهرة التي نالها ممثلون سوريون في السنوات الأخيرة يقول: "منذ أن تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية، وأنا على قناعة تامة بما قاله ستافسكي، بأنه لا يوجد دور صغير ودور كبير بل ممثل كبير وممثل صغير. البروباغندا الإعلامية هي التي تقف وراء شهرة بعض الممثلين، ولكنني لا أقتنع بهذا الموضوع على الإطلاق، بل أنا على قناعة تامة بأن الممثل هو الذي يعيش في قلوب الناس، والذي يتذكرون أدواره ويربطون اسمه بها. وبالنسبة إلى الممثل النجم فهو الممثل المعروف ولكن ليس بالضرورة أن يكون ممثلاً جيداً، وهناك كثير من النجوم الذين يمثلون وليسوا ممثلين، ولكنهم يتواجدون في السوشيال ميديا والإعلام عبر اللقاءات والفيديوهات والصور وحضور المناسبات".
وحول رأيه بالممثل السوري معتصم النهار علق: "كمشاهد، أقول إنه شاب ظريف ولطيف و"حليوة"، استطاع أن يتطور قليلاً بفضل الخبرة، وهذا أمر مهم كونه يحاول الاجتهاد في كل عمل يشارك فيه لكي يبرز أكثر، ومثله يوجد كثيرون. أما بالنسبة إلى الممثلين الجيدين، فـإن تيم حسن يعد من الممثلين الموهوبين والمجتهدين والنجوم. طريقة تفكيره تختلف عن طريقة تفكير كثيرين في الوسط الفني، لذا هو استطاع أن يحقق مكانة عالية. هو لم يقدم دوراً يشبه الآخر، ويحرص على التنوع في أدواره، كما يتميز بخصوصية في طريقة أدائه. هو فعلاً ممثل نجم، اكتسب نجوميته معتمداً على أدائه وطريقة تعاطيه مع الأدوار التي يلعبها". وعما إذا كان يعتبره أفضل ممثل سوري، أجاب "لا يوجد أحد أفضل ممثل. ربما يكون ممثل ما الأفضل في سنة معينة، وفي السنة التي تليها ممثل آخر، انطلاقاً من الدور الذي يؤديه. ولا شك أن تيم حسن هو من بين أفضل ممثلي سوريا، كما أحب عابد فهد وباسل خياط ومكسيم خليل، وتلفتني طريقة أدائهم في التعاطي مع الأدوار. هم مجتهدون وشغوفون بالتمثيل، ويحرضون الممثلين الزملاء على المنافسة".
عدو اليوم صديق الغد
هل يتوقع أن تتاح الفرصة مجدداً أمام مكسيم خليل للعمل في الدراما داخل سوريا؟ يجيب "في السياسة، عدو اليوم صديق الغد وصديق اليوم عدو الغد، ولا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحصل. وأتمنى من كل قلبي أن يعود كل مواطن سوري في الخارج إلى سوريا، الطبيب والمزارع والممثل والمهندس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن السبب الذي يحول دون استخدام تركيبة معاكسة لتلك المعتمدة حالياً في الدراما المشتركة، يوضح "هي اعتمدت في أكثر من عمل، ولكنها لم تأت بثمار جيدة، كما في مسلسل "عشيقة سابقة". النجمات اللبنانيات ساطعات أكثر من النجوم اللبنانيين. وعندما يذكر اسم سيرين عبد النور يعرف الكل أنها نجمة عربية، ولا يوجد بين الممثلين الرجال اسم يضاهي اسمها، ومثلها ماغي بو غصن التي تقدم مشروعاً سنوياً. ومع احترامي للجميع، لا يتمتع ممثلو لبنان بنجومية طاغية كما ممثلاته، بينما في سوريا يفوق عدد النجوم عدد النجمات". كذلك يؤكد القيش، أن النجمات اللبنانيات ساطعات أكثر من النجمات السوريات، ثم يستدرك "أنا لا أتحدث عن النجومية بل الانتشار. لا يوجد في سوريا تسويق للنجمات، ولا يوجد لديهن مديرو أعمال يسوقون لأعمالهن وملابسهن وماكياجهن وشعورهن وهذه التفاصيل مهمة جداً خارج سوريا. وعلى الرغم من ذلك، هن نجمات كونهن ممثلات جيدات وأعمالهن متابعة عربياً، وفي مقدمتهن سلاف فواخرجي وسلافة معمار وكاريس بشار".
وهل يقصد أن النجمات اللبنانيات نجحن بفضل التسويق لهن لأشكالهن وللماكياج والشعر والملابس؟ يجيب "بل أقصد أنهن يتمتعن بإشعاع ونجومية على مستوى الانتشار، وتحدثت عن سيرين عبد النور وماغي بوغصن لأنهما نجمتي تمثيل وأتابع أعمالهما"، في المقابل أشار إلى أنه لا يعرف نادين نجيم شخصياً ولم يسبق له أن عمل معها، مضيفاً "لكنها من النجمات المهمات في لبنان وعربياً. هي ممثلة محبوبة وظريفة، ولقد لفتني دورها في مسلسل "نص يوم" وهي حققت نقلة من خلال الشخصية التي قدمتها فيه".