Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شركات بريطانية تواجه جبلا من المعاملات البيروقراطية بعد "بريكست"

يقول كثير من المصنعين بأنهم قاموا بكل ما في وسعهم بغية تحضير شركاتهم للعمل بموجب إجراءات الاتفاق الجديدة من دون نجاح يذكر

تواجه حركة الاستيراد والتصدير بعد بريكست معوقات منها التصاريح الجمركية وشهادات المنشأ التي تؤثر خصوصاً على عمل الشركات الصغيرة (أ ف ب)

نيميشا راجا هي واحدة من مديري الشركات البريطانية التي تواجه في الوقت الحالي تزايداً هائلاً في التدابير الإدارية والمعاملات بفعل "بريكست" وطلاق المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من قيامها بكل ما في الوسع لتحضير شركتها التي تحمل اسم "نيمز فروت كريسبس" Nim’s Fruit Crisps، لعهد العلاقة الجديدة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، فإن الاضطراب حل وبدأ يوقع الأذى بشركتها.

وتقول راجا "من المفترض أنني أدير هذه الشركة، ومن المفترض أنني من يتخذ جميع القرارات ويدير شؤون الموظفين. لكنني الآن أقضي كل وقتي تقريباً في إجراء المعاملات، والتأكد فقط من قدرتنا على إحضار الفواكه في الوقت المناسب".

وتشتري شركة راجا الفواكه الطازجة من كولومبيا وكوستا ريكا، عبر موردين أوروبيين في أمستردام، وتقوم بتصنيع مقرمشات الفواكه والخضار المجففة لسوق بيع التجزئة البريطاني، وأيضاً للتصدير إلى خارج المملكة المتحدة.

وتحاول راجا، مثلها مثل صناعيين كثر، تخفيف زيادة التكلفة والإجراءت والمعاملات الروتينية إلى حدها الأدنى.

وتسعى شركة "نيمز فروت كريسبس" إلى تحويل مسار سلاسل إمداداتها، فتشتري بقدر المستطاع المنتجات والمواد الأولية من موزعين في بريطانيا. بيد أن عمليات التوزيع تلك تبقى، على نحو خاص معضلة، لأن بعض أنواع الفواكه التي تشتريها الشركة من أجل تجفيفها لتدخل في صناعة منتجاتها، سرعان ما تغدو بائتة وخارج الموسم. كما يخشى المستهلكون بدورهم ارتفاع أسعار السلع نتيجة "بريكست".

 "كان من المفترض أن أحصل على برتقال "ماوردي" لونه أحمر قاتم"، إلا أنني تلقيت رسالة إلكترونية من الزبون يقول فيها إن تكلفة هذا البرتقال عالية جداً، وعلينا أن ننسى أمره هذه السنة"، تقول راجا.

وتبدو شركات الخدمات اللوجستية، التي تقوم بنقل مقرمشات الفواكه التي تنتجها شركة "نيمز" إلى المستهلكين، غير متأكدة بدورها من القواعد والتدابير المتبعة.

وقد طلبت إحدى وكالات نقل البضائع، قبل الموافقة على شحن منتجات شركة راجا، رؤية شهادة سلامة الأغذية الأصلية (شهادة "الصحة النباتية" phytosanitary) الصادرة من مُنتج الفواكه، التي تشكل المادة الأولية لمصنوعات الشركة.

"قلت لهم إن الأمر مستحيل، لأن منتجي فواكهنا هم في كولومبيا. عملي يقتصر على تجفيف الأناناس وصناعة المقرمشات منه، فأنا لا أزرع هذه الفواكه هنا في بريطانيا. قالوا إن هذا ما طلبته منهم سلطات الاتحاد الأوروبي، وإنه لا يمكن إدخال منتجاتنا (إلى االكتلة الأوروبية) من دون تلك الشهادة. إنه جنون مطلق".

 

وتضيف راجا: "المشكلة سببها أننا لم نحظ بفترة انتقالية. علمنا قرابة عيد الميلاد أن اتفاقية (تجارية) أُبرمت، وشعرنا بالارتياح لأن ذاك خلصنا من الرسوم التي مثلت الهاجس الأكبر لنا".

ويظل الدعم الحكومي غائباً: "حاولت الاتصال بـ"مكتب مكافحة التهرب الضريبي" HMRC لاستيضاح قوانين التعرفة الجمركية، إذ بدا أنه لا قوانين خاصة في هذا المجال تتعلق بشاي الفاكهة الذي ننتجه، بل ينبغي الانتظار وقتاً طويلاً جداً. راسلتهم إلكترونياً منذ عشرة أيام ولم أحصل على جواب. لذا كان علي، إلى الآن، إلغاء كل هذه المنتجات من لائحة أسعار صادراتنا".

وتقول راجا إن على شركتها اليوم تحمل التكلفة الإضافية، وذاك مصدر قلق من خسارة الزبائن بسبب ارتفاع الأسعار. بيد أن الشركة لا يمكنها الاستمرار بأعمالها ضمن تلك الهوامش (هوامش الربح) الضيقة إلى الأبد.

راجا ليست الوحيدة على الإطلاق. فقد ذكرت "مايك يو كي" Make UK، الهيئة التجارية التي تمثل الصناعيين في بريطانيا، أن بعض أعضائها (شركات صناعية بريطانية) تعرّض لإلغاء طلبيات من قبل زبائن في الاتحاد الأوروبي لم يشاؤوا تحمل وطأة التأخيرات والمتاعب الإضافية التي يسببها بريكست.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويُعد إنتاج الأطعمة في هذا الإطار من بين الأعمال الأكثر تأثراً بالمتاعب المستجدة، حيث تتعرض شحنات اللحوم والسمك إلى الفساد جراء تأخر وصولها إلى الاتحاد الأوروبي.

ديفيد ليندارس، رئيس رابطة مصنعي اللحوم البريطانيين، يقول إن جزءًا من اللوم ينبغي أن يوجه إلى الطريقة "البالية" التي تتبعها السلطات في الاتحاد الأوروبي للتحقق من شهادات سلامة الأغذية.

وأضاف ليندارس: "كثيرون جداً من منتجي اللحوم عندنا يضطرون إلى إتلاف بضائعهم ومنتجاتهم بسبب هذا الأمر". كما يتوقع ليندارس أن تؤدي الأنظمة المُغرقة في بيروقراطيتها، التي تتطلب إقرارات ومعاملات جمركية متعددة لكل حمولة شاحنة من المنتجات الغذائية، إلى الإطاحة بكثير من منتجي الطعام الصغار، الذين يبيعون عبر الإنترنت سلعاً تخصصية.

ويذكر ليندارس: "إن كنت في مكتب تعبئة فواكه، أو إن كنت تبيع السمك أو اللحم، ويتصل زبونك ويطلب تشكيلة جديدة، محارات بحرية مثلاً، فسوف تعجز عن تلبية طلبه، لأنك تحتاج إلى إعلام الجمارك مسبقاً قبل 24 ساعة. هذه الأعمال والمعاملات "المنفذة في الوقت المناسب" (التي يلعب في عامل الوقت دورا أساسيا)، وكنا قد بنيناها على مدار زمن طويل، انتهت اليوم. انقضت إلى غير رجعة".

إلا أن الموقف المتشائم تجاه بريكست ليس موضع إجماع. فسير الأمور، بحسب كرايغ كيربي، مستشار الطب البيطري لرابطة منتجي اللحوم المستقلين في بريطانيا Association of Independent Meat Suppliers، يشير إلى (بروز) "منحنى تعليمي".

فعدد الاتصالات التي تلقاها، والتي تطلب المساعدة لإكمال الشهادات الصحية المطلوبة، المتعلقة بصادرات المنتجات الحيوانية، تراجع "تراجعاً كبيراً" مؤخرا (مقانة بأول أيام اعتماد الإجراءات الجديدة).

"الشركات والأعمال التجارية تتبدل بهدف التكيف، وسوف تفعل ذلك. سوف تقوم بترشيد نفسها، لأنهم في البلدان الأوروبية يريدون منتجاتنا. ونحن نعقد محادثات يومية مع خبراء في لاهاي، وباريس، ودبلن، بغية حل المسائل التي نواجهها".  

© The Independent

المزيد من اقتصاد