يتصاعد التوتر بين "فيسبوك" و"آبل". حتى وصل الأمر إلى إعداد الأولى ملفاً لإطلاق ملاحقات قضائية في حق "آبل"، بحسب ما تراه ممارسات مانعة للمنافسة.
وقد استعانت الشبكة الاجتماعية العملاقة، وفق موقع "ذي إنفورميشن"، بمكتب محامين لتحضير ملف تتهم فيه "آبل" بـ"استغلال سلطتها في سوق الهواتف الذكية لإرغام مطوري التطبيقات على اتباع قواعد متجرها الإلكتروني للتطبيقات (آب ستور) من دون أن تسري على تطبيقات آبل".
وسيرغم آخر تحديث ستطرحه "آبل" هذا العام لنظام تشغيلها "آي أو أس"، مطوري التطبيقات على إظهار شفافية في جمع أو استخدام البيانات الشخصية للمستخدمين.
وتفرض القواعد الجديدة على التطبيقات طلب إذن المستخدمين لتتبع أثرهم عبر الشبكة، وهي خاصية أساسية للاستهداف الإعلاني.
لكن، لا خيار أمام مطوري التطبيقات، من الشبكات الاجتماعية إلى ألعاب الفيديو مروراً بالتجارة الإلكترونية والترفيه والخدمات المهنية، سوى المرور بمتجر "آبل" الإلكتروني، لبلوغ مئات ملايين المستخدمين حاملي أجهزة "آي فون" و"آي باد".
زوكربيرغ وكوك
بدوره، قال رئيس "فيسبوك" مارك زوكربيرغ في الساعات الماضية، خلال تقديم النتائج الربعية للشبكة أمام المحللين، "آبل لها مصلحة كاملة في استغلال موقعها المهيمن للتدخل في طريقة عمل تطبيقاتنا وغيرها من التطبيقات. وهم يفعلون ذلك باستمرار، من خلال منح امتيازات لخدماتهم على حساب نمو ملايين الشركات في العالم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى أن "التغييرات الطارئة على نظام آي أو أس 14 تعني أن شركات صغيرة ومتوسطة كثيرة لن تتمكن من استهداف زبائنها من خلال إعلانات مكيفة معهم. يمكن لآبل القول إنها تفعل ذلك لمساعدة الناس لكن الأمر يخدم مصلحتها بوضوح".
ويبدو أن زوكربيرغ يتعامل مع "آبل" على أنها من "أكبر خصومه".
في المقابل، حمل رئيس "آبل" تيم كوك، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، الخميس، بشأن سرية البيانات، على "فيسبوك" من دون تسميتها، مندداً بـ"نظريات المؤامرة التي تؤججها الخوارزميات"، وفق تصريحات أوردتها الصحافة الأميركية.
وقال كوك "لا يمكننا التغاضي عن النظرية التي تفيد بأن كل التفاعلات الإلكترونية جيدة ويجب أن تستمر لأطول وقت"، مضيفاً "إذا ما بنت شركة أسسها على قدرتها في غش المستخدمين واستغلال البيانات وعلى خيارات لا تمنح حقيقة أي خيار، فهي لا تستحق منا الثناء بل الازدراء".
عمولة كبيرة
ويعتمد النموذج الاقتصادي للمنصات الرقمية الكبرى مثل "فيسبوك" و"غوغل" على خدمات مجانية واستهداف إعلاني موجه بدقة وعلى نطاق واسع للغاية. أما "آبل" جارتها في سيليكون فالي، فتستمد إيراداتها من مبيعات الأجهزة الإلكترونية ومن الخدمات الإلكترونية القائمة على الاشتراكات (بما فيها خدمات التخزين والموسيقى).
وليست "فيسبوك" وحدها في مواجهة مع "آبل"، إذ تأخذ شركات عدة على هذه الأخيرة منذ سنوات استيفاءها عمولة كبيرة تصل إلى 30 في المئة على العمليات المالية التي يجريها مستخدموها من خلال متجر التطبيقات "آب ستور".
وحاولت "إبيك غايمز" مطوّرة لعبة الفيديو الشهيرة "فورتنايت"، التحايل على نظام الدفع المدمج بـ"آي أو أس"، غير أن "آبل" حظرت هذا التطبيق عبر أجهزتها حتى صيف 2021. ولا يزال هذا الموضوع محور محاكمة دائرة حالياً.
ولم ترد "آبل" على محاولة وكالة الصحافة الفرنسية استيضاح رأيها في القضية. وهي تؤكد باستمرار حرصها على خصوصية البيانات قائلة، إن العمولة التي تتقاضاها توازي تلك المعمول بها في منصات أخرى بينها متجر تطبيقات "غوغل"، وهي ضرورية لضمان سلامة العمليات المالية.
وتتهم السلطات الأميركية أكثرية المجموعات العملاقة في مجال التكنولوجيا باستغلال موقعها المهيمن في قطاعات عدة. وثمة ملاحقات قضائية دائرة حالياً في حق "غوغل" و"فيسبوك".