قدر "المكتب الوطني للإحصاء البريطاني "Office for National Statistics في بريطانيا، أن أكثر من نصف عدد سكان إنجلترا قد كونوا حتى الآن أجساماً مضادة لفيروس كورونا. وفي إشارة إلى النجاح المتزايد لبرنامج التطعيم في المملكة المتحدة الهادف إلى حماية الناس من العدوى، أوضح المكتب أن نحو 55 في المئة من سكان إنجلترا كونوا أجساماً مضادة لفيروس "كوفيد- 19"، في ختام الأسبوع المنتهي في الرابع عشر من مارس (آذار) 2021.
واستطراداً، ركزت دراسة "المكتب الوطني للإحصاء" على معدلات تكون الأجسام المضادة للعدوى لدى الأفراد، بناءً على مسح أجراه المركز عن عدد الإصابات بالفيروس في منازل خاصة. واستند البحث إلى أن وجود الأجسام المضادة لدى شخص ما، يعني أنه تعرض للإصابة بالعدوى، أو أنه تلقى لقاحاً ضد الفيروس.
وكذلك لفتت الدراسة نفسها إلى وجود تباين على مستوى الأقاليم في ما يتعلق بتكوين الأفراد أجساماً مضادة للفيروس. إذ سجلت في الشمال الغربي للبلاد أعلى معدل من الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة، ووصل إلى 60 في المئة، فيما رصد أن المستوى الأدنى سجل في جنوب شرقي البلاد، فبلغ 50 في المئة.
وفي ملمح بارز، ثبت أن أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عاماً، كونوا أجساماً مضادة لفيروس "كوفيد- 19" في الأقاليم الأربعة للبلاد، أي إنجلترا، وويلز، وإيرلندا الشمالية، واسكتلندا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي المقابل، نبه "المكتب الوطني للإحصاء" إلى أنه عثر من خلال أحدث قاعدة للبيانات، على أدلة تشير إلى انخفاض في تكوين أجسام مضادة للعدوى لدى الأشخاص الكبار في السن [بالمقارنة مع بقية الفئات العمرية]. ورجح "أن يعود السبب في ذلك إلى عدم تلقي الأفراد في هذه الفئات العمرية ذات الأولوية، جرعتهم الثانية من اللقاح بعد. ولا يعني ذلك بالضرورة أنهم لم يطوروا حماية مناعية ضد "كوفيد- 19" بعد الجرعة الأولى. إذ لم يحصل كثيرون ممن تلقوا جرعتهم الأولى من اللقاح، على الجرعة الثانية حتى الآن. لذا، سنجري مراقبة منتظمة لمسار تكون الأجسام المضادة مع مواصلة برامج التطعيم".
في سياق متصل، تجدر الإشارة إلى أن الأجسام المضادة تمثل مجرد جزء واحد من الاستجابة المناعية لدى الأفراد حيال الفيروس. ويفترض أخذ عوامل أخرى في عين الاعتبار على غرار مستوى الخلايا التائية T cells (تشكل جزءاً من جهاز المناعة وتتولى التهام الجزيئات الغريبة عن جسم الإنسان) التي تقاس بواسطة اختبارات الدم. ويرى "المكتب الوطني للإحصاءات" في بريطانيا أنه يتعين بذل مزيد من الجهود في هذا المجال.
واستطراداً، بينت الدراسة نفسها أن شخصاً من اثنين [= نصف السكان]، قد كون أجساماً مضادة للعدوى في إقليمي ويلز وإيرلندا الشمالية. وكذلك ثبت أنه في اسكتلندا، تكونت أجسام مناعية مضادة لدى ما يزيد قليلاً على خمسي السكان، أي نحو 42 في المئة.
وتعليقاً على تلك المعطيات، لاحظت سارة كروفتس كبيرة علماء الإحصاء في المسح الذي أجري بصدد إصابات "كوفيد- 19"، أن "هذه هي المرة الأولى التي نقدم فيها بيانات عن عدد الأشخاص الذين تلقوا جرعةً واحدة على الأقل من اللقاح المضاد لـ"كوفيد- 19". لقد بات في إمكاننا الآن تقصي النمط السائد في المسار بين التطعيم وظهور نتيجة إيجابية في الاختبارات عن تكون الأجسام المضادة. ولقد بات ذلك المسار أكثر وضوحاً الآن بالنسبة إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً ممن يرجح أن يكونوا قد تلقوا جرعةً واحدة على الأقل. وفي الوقت الذي نزيد فيه جمع عينات الدم خلال الأشهر المقبلة، سنلاحظ بوضوح أكبر كيف تتغير مستويات الأجسام المضادة لدى سكان المملكة المتحدة، والأهم من ذلك معرفة المزيد عن تأثير الجرعات الثانية من اللقاح".
ووفق كلمات ختامية من كروفتس، "فإننا نشكر جميع الذين شاركوا في دراستنا على مساهمتهم المستمرة التي من دونها كنا سنعجز عن إنجاز هذا العمل المهم".
وبصورة عامة، تعد دراسة "المكتب الوطني للإحصاء" جزءاً من جهد يرمي إلى تتبع تأثيرات الفيروس على السكان. وقد أجريت الدراسة عبر شراكة بين "جامعة أكسفورد" و"جامعة مانشستر" و"هيئة الصحة العامة في إنجلترا".
© The Independent