دافع أحد قادة حزب العمال البريطاني عن جيريمي كوربين ضد مزاعم معاداة السامية بسبب تأييده عام 2011 كتاب نشر قبل قرن من الزمن يشير إلى أن اليهود كانوا يسيطرون على البنوك.
وقد كتب زعيم حزب العمال مقدمة لطبعة جديدة من كتاب جون أ. هوبسون "الإمبريالية: دراسة" و يدعي فيه أن القطاع المالي الأوروبي يقع تحت سيطرة "رجال من عرق فريد وغريب"، وهو ما جدد الجدل حول حقيقة مشاعر كوربين حيال معاداة اليهود.
ففي عام 2011 ،عندما كان نائبا عماليا، وصف كوربين كتاب هوبسون الذي نشر عام 1902 بأنه "كتاب عظيم" وأنه "رائع ومثير للجدل للغاية في ذلك الوقت،" وفقا لما نقلته صحيفة ذي تايمز.
في هذا الكتاب ، أشار الخبير الاقتصادي اليساري إلى أن التمويل في أوروبا يسيطر عليه "رجال ينتمون إلى عرق فريد وغريب يحملون معهم قرونا عديدة من الخبرة المالية" و هم "في وضع فريد للسيطرة على سياسة الأمم."
وأضاف أن الأسر المالية الكبرى "تمارس السيطرة على الرأي العام من خلال الصحافة،" وأضاف أن أي دولة أوروبية لن تكون قادرة على خوض حرب كبيرة "إذا كانت عائلة روتشيلد والمرتبطون بها يعارضون مثل هذه الحرب."
ناشطون يهود وصفوا قرار كوربين كتابة مقدمة للكتاب بأنه "يبعث على الإدانة والضرر،" ويأتي في ظل القلق المتزايد حول سوء تعامل حزب العمال مع شكاوى معاداة شريحة من أعضائه للسامية.
لكن النائبة المسؤولة عن وزارة قطاع الأعمال في الحزب ريبيكا لونغ بيلي، أصرت على أن كوربين لم يتغاضى عن العبارات المعادية للسامية وإنما كان يعلق على "النظرة الشمولية" حول الإمبريالية الغربية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت لونغ لبرنامج "اليوم" على القناة الرابعة في إذاعة بي بي سي: "أنا لم أقرأ الكتاب بنفسي، لكن حسبما فهمت، فإن جيريمي شأنه شأن العديد من السياسيين، قد اقتبس (أقوالا) عن هذا المفكر السياسي المهم. إن جيريمي وعلى نحو حازم لن يدعم أي تصريح معاد للسامية أدلى به هذا الكاتب بحد ذاته أو أي كاتب بعينه."
و لدى تكرار طرح السؤال، أضافت لونغ بيلي: "أعتقد أنه كان ينظر إلى الفكر السياسي في النص بأكمله، وليس التعليقات التي كانت معادية للسامية بأي شكل من الأشكال. بالتأكيد لن يوافق جيريمي على دعم أي تعليقات معادية للسامية، كما قلت."
وحث النائب العمالي ويس ستريتنج زملائه على عدم الدفاع عن كوربين بسبب "الإشادة بكتاب يحتوي على العبارات الكلاسيكية المعادية للسامية".
بدوره أشار النائب السابق لحزب العمال إيان أوستن ، الذي استقال من الحزب بسبب سوء تعامل الحزب مع مزاعم معاداة السامية، إلى أن هذه المعلومات تلقي بظلال من الشك على قدرة كوربين على قيادة الحزب.
وقال أوستن إن "جيريمي كوربين أيد الكتاب الذي يروج للصور النمطية العنصرية للممولين اليهود والإمبريالية بأنه "كتاب كبير" و "رائع".
وأضاف: "لقد هاجم الولايات المتحدة وحلف الناتو، لكنه دافع عن الاتحاد السوفيتي وفنزويلا. إنه غير لائق تماما لقيادة حزب العمال."
وقال إيوان فيليبس، من مجموعة "العمال" ضد معاداة السامية: "إن التفاصيل الجديدة التي برزت و تؤكد أن جيريمي كوربين كتب مقدمة كتاب يوغل في معادة السامية يبعث على الإدانة والضرر."
بدوره قال متحدث باسم حزب العمال إن "جيريمي أثنى على االدراسة الكلاسيكية التي أجراها الليبيرالي هوبسون منذ قرن من الزمن حول الإمبريالية في إفريقيا وآسيا، [وإنه] على غرار الكتب الأخرى في عصره، يحتوي عمل هوبسون على إشارات وملاحظات مسيئة، ويرفض جيرمي تماما العناصر المعادية للسامية في تحليله."
© The Independent