بذل محامو منظمة ترمب جهود اللحظة الأخيرة الإثنين 28 يونيو (حزيران) للحؤول على ما يبدو دون توجيه اتهامات جنائية لمؤسسة الرئيس السابق، وفق وسائل إعلام أميركية.
وفُهم من عدد من التقارير خلال الأيام الماضية أن التحقيقات التي كانت تُجرى خلف أبواب مغلقة في ممارسات قطب العقارات السابق في نيويورك، كادت تؤتي ثمارها. وتركز القضية التي فتحها قبل أكثر من عامين المدعي العام في مانهاتن وعضوان ديمقراطيان في الكونغرس، على حصول تزوير مالي مفترض.
ووفق عدد من وسائل الإعلام ومن بينها "واشنطن بوست"، فإن فريق محامي منظمة ترمب، وهي شركة قابضة مملوكة للعائلة التي تمتلك نوادي للغولف وفنادق وعقارات فاخرة، كانوا بصدد تقديم مرافعاتهم النهائية أمام المدعين الإثنين، للحؤول دون توجيه اتهامات لموكلهم.
وكان من المقرر إجراء لقاء وجهاً لوجه، وفق "سي إن إن".
"ممارسات عادية في مجتمع الأعمال الأميركي"
وألمح تقرير في "نيويورك تايمز" نقلاً عن مصادر أخرى لم تسمها، إلى أنه يجري النظر في توجيه اتهامات على خلفية مزايا جانبية دفعت للمسؤول المالي للشركة ألن وايسلبرغ، ولم تعلن لسلطات الضرائب.
ولم يؤكد أي من المدعين أو محامي منظمة ترمب ولا حتى وايسلبرغ نفسه، لوكالة الصحافة الفرنسية صحة تلك التقارير.
وقال رون فيشتي، وهو أحد محامي منظمة ترمب، لشبكة "سي إن إن"، إن المدعين لم يبدوا حتى الآن "تقبلاً" للمرافعات الهادفة لمنع توجيه اتهامات.
وأكد ترمب نفسه على ما يبدو تلك التقارير عندما أصدر بياناً ندد فيه بالتحقيقات بوصفها ذات دوافع سياسية، وقال "الآن سربوا بأننا أمهلنا يوماً واحداً لعرض قضيتنا في شأن مسائل هي ممارسات عادية في مجتمع الأعمال الأميركي، ولا تمثل جريمة بأي شكل من الأشكال".
وبالنسبة إلى أستاذ القانون في جامعة "بيس" والمدعي السابق في مانهاتن بينيت غيرشمان، فإن "توجيه اتهام مسألة أيام وليس أسابيع"، وهل يمكن ملاحقة الشركة نفسها من دون اتهام ترمب أو أي من أفراد أسرته؟ وكان ترمب سلم زمام الشركة لاثنين من أبنائه ولوايسلبرغ عندما دخل البيت الأبيض مطلع 2017.
"المؤسسات تعمل مع أفراد"
ويعتقد عدد من خبراء التحقيقات الجنائية أن ذلك مستبعد، ويتوقعون أن وايسلبرغ الذي كثيراً ما اعتُبر حافظ أسرار الشركة، والذي رفض حتى الآن التعاون مع النظام القضائي، سيوجه له الاتهام أيضاً، إما بالتزامن مع منظمة ترمب أو بعد وقت قصير على ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال غيرشمان، "من غير الطبيعي اتهام شركة"، مضيفاً أن "المؤسسات تعمل مع أفراد".
لكن لا أحد مستعد للرهان على ما إذا كان ترمب الذي عقد السبت أول تجمعاته السياسية منذ مغادرة البيت الأبيض، ولم يعلن صراحة عن رغبته في الترشح مجدداً لانتخابات 2024، سيواجه اتهامات على صعيد شخصي.
والرئيس السابق البالغ 75 عاماً، والذي ترك ولاية نيويورك وتوجه إلى فلوريدا، لم يعلق علناً على التقارير.
لكن في أواخر مايو (أيار) وصف تلك التحقيقات بأنها استمرار "لأكبر حملة مطاردة في تاريخ الولايات المتحدة".
وحتى في حال توجيه اتهام له يوماً ما، فإن ذلك لن يمنعه نظرياً من الترشح لولاية رئاسية جديدة، بحسب قوانين الانتخابات الأميركية.
"لا يلتزم بالقواعد"
وتركز التحقيقات على العائدات الضريبية عن ثمان سنوات للرئيس السابق، والتي حصل عليها المدعون بعد معركة قانونية مطولة، وعلى شهادة محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين، الذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وهو يتعاون مع المحققين.
وقال كوهين إن الشركة عمدت بشكل منتظم إلى تضخيم أو تقليل قيمة أصولها، مما يمثل تهرباً ضريبياً محتملاً أو احتيالاً مالياً.
غير أن المؤكد هو أن التحقيقات ستتواصل إلى ما بعد الاتهامات الأولى، مما يترك الباب مفتوحاً أمام مزيد من الاتهامات في وقت لاحق، واحتمال رؤية ترمب في قبضة العدالة بالتأكيد تسعد خصومه.
وقالت نائب الرئيس السابقة لمنظمة ترمب باربرا ريس لشبكة "سي إن إن"، "إنه لا يلتزم بالقواعد، لم يلتزم أبداً بالقواعد".
وأضافت، "يستحق السجن لفترة طويلة". وريس ألّفت كتاباً تضمن سنواتها في برج ترمب تاور بعنوان "برج الأكاذيب".