نفى بيان صادر، السبت، عن رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، ما تردد حول استهداف خلّف خسائر مادية في قاعدة عسكرية أميركية بالصواريخ ليل أمس في منطقة حدودية محاذية مع العراق، موضحاً أن "صاروخاً من نوع (كاتيوشا) وقع بالقرب من تلك المنطقة، لكنه لم يسفر عن أضرار"، مؤكدة أن حدودها "آمنة".
وجاء في البيان الكويتي، "توضح رئاسة الأركان العامة للجيش أنه بعد المسح الميداني الذي قامت به الجهات المختصة في الجيش الكويتي ووزارة الداخلية صباح اليوم، لكامل الحدود الدولية المشتركة مع العراق تبين سقوط صاروخ واحد من نوع كاتيوشا بالقرب من تلك المنطقة، ولم ينتج عنه أي أضرار بشرية أو مادية".
ويأتي البيان بعد ساعات من تداول أنباء عن تعرض قاعدة عسكرية أميركية للقصف بثلاثة صواريخ من نوع كاتيوشا كانت قد وقعت على أرتال لوجتسية بداخل قاعدة عسكرية أميركية بالقرب من منفذ صفوان والجسر بالقرب من محطة أميلحات.
وهو ما نفته رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، فجر اليوم، في بيان قالت فيه، إن، "الحدود الكويتية مستقرة وآمنة"، وأنه لا صحة لما تداولته وسائل الإعلام بشأن الـ3 صواريخ التي استهدفت محيط قاعدة أميركية.
مسلسل استهداف القواعد الأجنبية مستمر
من جهة أخرى، لا يزال مسلسل استهداف السفارات الأجنبية والمنشآت والقواعد الأميركية في العراق مستمراً، ففي يوليو (تموز) الماضي استهدف هجوم بثلاثة صواريخ قاعدة عين الأسد، التي تضم عسكريين أميركيين في محافظة الأنبار، غرب العراق، ووفق الكولونيل واين ماروتو، متحدث التحالف الدولي في العراق، "لم يسفر الهجوم عن سقوط ضحايا، لكن ثمة أضراراً يجري تقييمها".
وتشير الإحصاءات إلى 45 هجوماً للمصالح الأميركية في العراق منذ بداية العام، لا سيما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضم أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلاً عن مواكب لوجستية للتحالف، في هجمات غالباً ما تنسب إلى فصائل عراقية موالية إيران.
ويناهض الحشد الشعبي، الذي يضم في غالبيته فصائل موالية إيران، الوجود الأميركي في العراق، ويرحب قادته مراراً بالهجمات التي تطاول أخيراً قواعد عسكرية عراقية، تضم أميركيين، لكنهم لا يتبنونها.
وتأتي الهجمات الأخيرة بعيد فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وترحيب أبو آلاء الولائي القيادي في "الحشد الشعبي" بفوزه.
وتثير تلك الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي لمكافحة المتطرفين بقيادة الولايات المتحدة. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من 3500 عنصر من قوات التحالف.
وأدت الهجمات منذ بداية العام إلى مقتل متعاقدين أجنبيين وتسعة عراقيين، هم متعاقد وثمانية مدنيين، وبلغت مستوى جديداً منتصف أبريل (نيسان) الماضي، حين نفذ لأول مرة هجوم بطائرة مسيرة مفخخة على قاعدة عسكرية تستضيف أميركيين في مطار أربيل شمال البلاد.
هجوم يتزامن مع قمة مرتقبة
يأتي الاستهداف الذي لم يوضح مصدره البيان الكويتي، بالتزامن مع قمة كبرى يلتقي فيها قادة الشرق الأوسط والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بغداد، اليوم، إذ يريد العراق وضع حد للنزاعات على أراضيه وفي المنطقة الملتهبة بالحروب والنزاعات.
وهي قمة يجلس على طاولتها الأفرقاء في المنطقة، سعياً للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي. يقول مسؤول عراقي استبق نتاجها، "جلوس الدول المتنازعة على طاولة واحدة يعد إنجازاً كافياً".
ومن بين قادة الدول المشاركين في القمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأوفدت السعودية وإيران وزيري خارجيتهما، فيما بعثت الكويت والإمارات رئيسي حكومتيهما، بينما أرسلت تركيا وزير خارجيتها.
وتهدف زيارة ماكرون إلى العراق على مدى يومين إلى دعم الحوار الإقليمي والالتقاء بالقادة السياسيين العراقيين وزيارة القوات الخاصة الفرنسية المشاركة في القتال المستمر ضد "داعش".