يقوم متحف هولبورن في باث هذا الشهر، بإقامة معرض حول صورة واحدة لا غير. الصورة تمثل رسماً لإمرأة عاشت فعلياً في الجهة المقابلة من الطريق حيث يقع المتحف، وقد نفذت الرسم شقيقتها. حسناً، هناك المزيد من الأشياء تتعلق بالصورة المذكورة. فهي تعود لـ جاين أوستن، وقد نفذتها رسماً، كاسندرا، شقيقة الروائية، كما أنها تعد الصورة الوحيدة المعترف بها التي تظهر أوستن. الذراعان مطويتان، والنظرة توحي بنفاذ الصبر بعض الشيء. وقد زينت تلك الصورة عدداً لا يحصى من أغلفة الكتب، وحين يذكر إسم (جاين أوستن) فإننا على الفور نستحضر الصورة إياها. وطبعاً، الآن، فإنها تزين فئة العشرة جنيهات إسترلينية.
لكن هل هذه الصورة، المستعارة من "الغاليري الوطني للبورتريهات" National Portrait Gallery، تشبه فعلاً جاين أوستن؟ الحقيقة – ولنقلها بصوت خفيض فلا يسمعنا القيمون على صالة العرض – هي أننا لا نعرف. إذ أن كاسندرا بدايةً ربما حاولت التودد لشقيقتها، فأظهرتها أكثر جاذبية بقليل مما كانت عليه في الواقع. ومن المحتمل أيضاً وجود بعض التنافس الأخوي في المسألة، وقد حصلت جاين، بفعل ذلك، على مظهر شخصية أكثر قساوة مما كانت عليه أمام الناس. كذلك يمكننا التساؤل هنا عن كفاءة كاسندرا. إذ هل كانت قادرة فعلاً على تنفيذ رسم بورتريه دقيق؟ فهي لا تتمتع بأي سمعة حقيقية كفنانة، ولا يعرف لها سوى هذا الرسم.
ولزيادة الغموض في هذا الإطار، فإن الرسم الذي سيعرض في باث (متحف هولبورن)، هو رسم من دون توقيع، وغير مكتمل، كما أنه من دون تاريخ، ولا يرد عنه شيء في المراسلات التي تبادلتها الشقيقتان. إذ بعد وفاة أوستن، تزايدت شهرتها، وبالتالي تزايد الطلب على رسم شخصي موثوق لها. فجرى تحويل الرسم الذي نفذته كاسندرا إلى رسم طباعي، وذاك، وفق كارولين، ابنة أخت جاين أوستن، أظهر "ملامح سارة" لها، بيد أنه، وفق ملاحظة أخرى مهمة ذكرتها "لا يظهر محاكاة قوية لوجهها (وجه جاين)".
إذن، تلك هي المسألة. ابنة أخت أوستن قالت إن الرسم لا يحاكي تماماً وجه الروائية. إذ تبدو الأخيرة في هذا الرسم "مجملة" ربما، وقد منحت ربما هيئة "مثالية"، وذاك ما بات يستحضره مختاراً كل قارئ لأعمالها، وكل من يمعن النظر في العملة الورقية فئة الـ 10 جنيهات إسترلينية.
وهنا نسأل، هل من المهم فعلاً أن نعرف الهيئة التي كانت عليها الروائية، أم ذاك ليس له أهمية؟ أجل الأمر مهم، يقول الخبير في مسائل جاين أوستن، ديفيد لاسمان، المدير السابق لمهرجان جاين أوستن الدولي. في مقالة كتبها لاسمان سنة 2017 في "هيستوري إكسترا" History Extra، قال "حقيقة استمرار الشعبية الهائلة لأعمالها في كل أنحاء العالم، والاهتمام بتلك الأعمال بشكلها الكتابي الأول، كما عبر تحويلها إلى أعمال على الشاشات، وحقيقة أن الصناعة التجارية التي استفادت منها تساوي مليارات الجنيهات الإسترلينية، كلها أمور تفترض منا على الأقل التحلي بالفضول، وذلك كي نعرف فعلاً إن كانت المحاكاة (لهئيتها) التي تصلنا تتوخى ضرورات التسويق أكثر من توخيها تصوير شكلها الحقيقي". يتابع لاسمان "في الـ 200 سنة بعد وفاة جاين أوستن، تمت صناعة صور كثيرة تزعم أنها لها، وتلك الصور خضعت للتحسين ومنحت جاذبية جنسية وجملت، بهدف الترويج لكل شيء، بدءًا من الكتب والكحول، وصولاً إلى المجلات ومستحضرات التجميل".
أما منسقة المعرض، مونسيرات بيس ماركوس، المولودة في إسبانيا، فتصف الصورة (أي الرسم الذي نفذته كاسندرا) قائلة "هذا البورتريه الضعيف والأيقوني يصور إحدى أبرز الشخصيات في الأدب الإنجليزي، وواحدة من أشهر سكان باث". بيد أن ماركوس توافق على أننا لا نعرف إن كان الرسم يحاكي فعلاً هيئة وشكل جاين أوستن".
وتقارن ماركوس الأمر بما يحصل بالنسبة لـ دانتي، الشخصية الأيقونية الأخرى في عالم الأدب، والذي نستحضر هيئته في الحال كرجل ذي أنف معقوف. إذ أن أب اللغة الإيطالية هذا، ومؤلف أعظم قصيدة ملحمية في القرون الوسطى، "الكوميديا الإلهية"، لم يحظ برسوم بورتريه خلال حياته. معظم الرسومات التي تصوره نفذت بعد سنة واحدة على الأقل من موته، والأكثر شيوعاً من بينها هو ذاك الرسم الذي يصوره نحيفاً، قاسياً، وذا أنف صادم وبارز ومعقوف، علماً أن ذاك الرسم نفذ في العام 1321، أي بعد مرور 170 سنة على وفاته. وبعد مضي 700 سنة أخرى، أظهرت أبحاث وتحاليل أجريت على جمجمة دانتي في جامعة بولونيا أن أنفه على الأرجح كان سميناً، مثل أنف ملاكم.
في هذا السياق قال لـ "بي بي سي" البروفيسور جيورجيو جروبيوني، عالم الأنثروبولوجيا الذي ترأس مشروع تحليل جمجمة دانتي سنة 2017 "جميعنا لدينا أفكار خاصة تتعلق بهيئة دانتي. لكن، إن صحت التحاليل، فإنها تظهر أن وجهه كان مختلفاً كثيراً عن الملامح التي تصورناها". وقد وصف البروفيسور جروبيوني البورتريهات الكلاسيكية التي رسمت لـ دانتي بأنها "انصياع سيكولوجي"، وانطباعات كونها الفنانون عنه من خلال قراءة أعماله.
إنه الانصياع السيكولوجي إذن. وهو ما يجعل الرجل، أو المرأة، ملائم (ة) للعمل (الذي يستحضره [ا]). وذاك يناسبنا إذ نتأمل غلاف كتاب لـ جاين أوستن، أو نحدق بورقة العملة فئة الـ 10 جنيهات إسترلينية كي نرى وجهاً عارفاً، متبصراً، ومندفعاً، وربما لاذعاً إلى حد ما. تماماً كما يناسبنا إذ ننظر إلى شكسبير بذاك البورتريه الشائع في كل أنحاء العالم، فنراه مفكراً عظيماً وصاحب عقل نبيل. طبعاً ينبغي من الوجه في هذا الإطار أن يعكس كتابات صاحبه.
لكن في الحقيقة، كما هو الحال مع أوستن ومع دانتي، فإن شاعرنا وكاتبنا المسرحي الوطني العظيم (شكسبير) يمثل شخصية أخرى نتعامل مع هيئتها كأمر محسوم، علماً أننا في الواقع، وببساطة، لا نعرف تماماً كيف كان شكله. نحن نعتقد أننا نعرف. وبوسعنا جميعاً أن نتصور ذاك الرجل من القرون الوسطى، بجبهته العريضة وشعره المنحسر، وشاربه الرفيع، وشعره المتموج، وجديته الإليزابيثية. وما نستحضره في الواقع لن يكون سوى ذاك الرسم الطباعي الأسود والأبيض الذي تصدر الـ "فيرست فوليو" first folio (مجموعة أعمال شكسبير الدرامية المعروفة). وقد نفذ البورتريه المذكور الرسام الطباعي الفلمنكي مارتن دروسهاوت سنة 1623، ولم ينشر إلا بعد سنوات عديدة من موت الشاعر الكبير. كما أنه على الأرجح نسخ من بورتريه لشكسبير لم يصلنا أبداً.
وفي السياق عينه بالنسبة لشكسبير، ثمة أيضاً لوحات أخرى موجودة تظهر ملامحه ذاتها، وما زال الباحثون يتجادلون حول أي منها بالتحديد يضم ملامح موثوقة أكثر من غيره. لكن، وعلى نحو مربك، فإن التمثال النصفي للشاعر الكبير الموجود في كنيسة الثالوث المقدس بـ ستراتفورد أبون إيفن يوحي بشكل وملامح تختلف عما تصوره اللوحات والرسومات الطباعية المشهورة والشائعة. كذلك فإن التمثال المذكور لم يصنع خلال حياة شكسبير، بل طلب تنفيذه بعد أربع سنوات من موته كي ينصب فوق ضريحه.
من جهة أخرى هناك الرسم الذي يظهر شكسبير سميناً، وهو رسم لم يرضِ جميع الباحثين المتخصصين بالشاعر الكبير. إذ أن الناقد المرموق في القرن العشرين، جون دوفير ويلسون، وصف ذاك الرسم بأنه "يستحضر جزار لحم خنزير مزهواً بنفسه".
على أن الزمن لا يتوقف أبداً من ناحية الاكتشافات الجديدة المتعلقة بشكل شكسبير وهيئته. في هذا الجانب قامت البروفيسورة لينا كوين أورلين، أستاذة الإنجليزية في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، بنسف النظرية التي عمرت طويلاً، القائلة إن التمثال النصفي (لشكسبير) في كنيسة الثالوث المقدس كلف بتنفيذه بعد موت الشاعر. وتقول البروفيسورة أورلين في السياق "من المرجح كثيراً أن يكون شكسبير نفسه هو من كلف بصنع التمثال. فالأخير صنع على يد شخص كان يعرفه (كان يعرف شكسبير) وقابله في الحياة الواقعية. ويكمننا أن نعتبره بمثابة بورتريه حي (أي منقول عن شخص حي) ويمثل تصميماً نفذ تحضيراً للموت، كي يشهد على حياة علم وأدب".
أدلة أورلين التي اعتمدتها في بحثها اليوم تنسب تمثال شكسبير النصفي إلى نحات "غير الذي كنا نفكر به سابقاً"، نحات كان حرفياً تخصص في صناعة هكذا نصب تذكارية وفق نماذج حية من الحياة الواقعية، وكانت ورشة عمله "على بعد خطوات فقط من" "مسرح العالم في لندن" Globe Theatre in London حيث جرى تقديم الكثير من مسرحيات شكسبير للمرة الأولى. بكلام آخر، فإن النحات كان على الأرجح قد شاهد شكسبير، أو ربما كان على معرفة شخصية به.
ويمثل هذا النصب المطلي تمثالاً بنصف الحجم الطبيعي لشكسبير، وفي التمثال يحمل الشاعر بيده ريشة (للكتابة)، وثمة ورقة مفتوحة فوق مسند أمامه. في القرن السابع عشر كانت قد نسبت صناعة التمثال المذكور إلى نحات يعقوبي يدعى جيرارد جونسون. لكن أورلين اليوم تعتقد أن التمثال، المصنوع من الحجر الكلسي، ابتكره نيكولاس جونسون، صانع الأضرحة، وليس أخوه جيرارد، الذي كان مزين حدائق.
في هذا الإطار وبمقدار الرضا الذي ارتبط سابقاً بقصة أن يكون مزين حدائق أوصي بصناعة تمثال يحاكي شكسبير، فإن "حقيقة" قيام نحات فعلي، عرف الشاعر، أو على الأقل شاهده، ينبغي أن تستحوذ اهتمامنا أيضاً. في السياق ذاته قال لصحيفة "الغارديان" الدكتور بول إدموندسون، رئيس قسم الأبحاث التابع لـ "شكسبير بيرثبلايس ترست إن ستراتفورد أبون آفون" Shakespeare Birthplace Trust in Stratford-upon-Avon إن الأمر (أي ما توصل إليه البحث الجديد) "مهم فعلاً. إذ بناء عليه يمكننا القول أن هذا ما أراده شكسبير أن يبقى في ذاكرتنا في ما يتعلق بشكله. إنه أمر هائل، ويمثل معلومات جديدة مقنعة عن هيئة شكسبير وشكله وطريقة عمله".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكما أشارت إليه مجلة الفن "أبولو" قبل أسابيع قليلة، فإن شكسبير كان شديد الانتباه إلى "تحديات تخليد ذكرى الذات". وفي السوناتات (مقاطعه الشعرية) يتأمل الشاعر في زوالية "النصب المذهبة"، التي يمكن، بلمح البصر، أن تغدو مجرد "حجارة خامدة تمسدها يد الزمن الغادر".
هل يمثل شكسبير الشخصية الأكبر التي ما زالت ملامح شكله الحقيقية تستعصينا؟ بالطبع لا. على رأس اللائحة ينبغي أن يكون يسوع المسيح، المثال الأول للشخص الذي ترسخت صورته في وعينا، على أن تلك الصورة، من دون شك، تبقى خاطئة على نحو قاطع. نحن نشعر بأننا نعرفه لأنه يمثل أكثر شخصية رسمت في الفن الغربي. والغالبية العظمي من تلك الرسومات تصور رجلاً بهيئة قديس، طويل الشعر، له لحية، ويرتدي ثوباً أبيض طويل بأكمام بيضاء طويلة. أما أغرب ما في ملامحه فهما عيناه الزرقاوان.
ووفق ما تشرح البروفيسورة جوان تايلور، المؤرخة المتخصصة بالمسيح والكتاب المقدس في جامعة كينغز كوليدج، لندن، فإن "هذه الصورة الشائعة ليسوع تأتي من الحقبة البيزنطية، منذ القرن الرابع وما تلاه، وتلك التمثيلات البيزنطية ليسوع كانت رمزية – إذ تعلقت جميعها بالمعاني، وليس بالدقة التاريخية ... وقد قام الفنانون البيزنطيون الساعون لإظهار سلطان المسيح السماوي كملك كوني، بجعله صيغة من زيوس (إله السماء والعواصف عن اليونانيين القدامى) لكن أكثر فتوة. ومع مرور الزمن، فإن ما حصل لهذا التمثيل الصوري للمسيح السماوي – الذي يقدم اليوم بملامح وهيئة "هبية" – هو التحول إلى نموذج نمطي في أذهاننا ليسوع الفتى".
وفي الحقيقة، باعتباره رجلاً يهودياً من ذلك الزمن، فإن يسوع ما كان ليتميز بشعر سيال طويل، على الرغم من احتمال أن يكون له لحية قصيرة. أما ثياب المسيح، فهي بالتأكيد، وفق البروفيسورة تايلور، ليست كما تفترضها جميع تلك الرسومات التي تصوره. عن هذا تقول "في زمن يسوع، ارتدى الرجال الأغنياء الأثواب الطويلة للمناسبات المتميزة، كي يظهروا مقامهم الرفيع في المجتمع. وفي إحدى عظات يسوع يقول: "احذروا الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة ويحبون التحيات في الأسواق والمجالس الأولى في المجامع والمتكآت الأولى في الولائم". تتابع تايلور "كلمات يسوع هذه تعد من أكثر المقاطع دقة في الأناجيل، لذا، بناءً على هذا، يمكننا الافتراض أن يسوع لم يرتدِ أثواباً كتلك الأثواب". بل أنه، تقول تايلور، كان ليتميز بشعر قصير، ويرتدي سترة قصيرة، قصيرة الأكمام.
في سنة 2001، قام الفنان الطبي المتقاعد ريتشارد نييف بترأس فريق من باحثي أنثروبولوجيا الطب الشرعي الإسرائيليين والبريطانيين، ومبرمجي الكومبيوتر، بغية التوصل إلى وضع صورة جديدة ليسوع تستند إلى جمجمة إسرائيلية (وجدت في إسرائيل) تعود إلى القرن الميلادي الأول. وعلى الرغم من عدم إدعاء أحد أن ما توصل إليه ذلك البحث يمثل استعادة دقيقة لشكل المسيح وهيئته، إلا أن الباحثين يعتبرون تلك الصورة (والهيئة) – لرجل يبلغ طوله نحو خمسة أقدام، أسمر البشرة، داكن العينين، بشعر أقصر وأكثر تجعداً – تمثل صورة أكثر دقة من مقاربات فنية كثيرة، من ناحية استحضار شكل المسيح.
من دون شك، لقد اخترقت الابحاث العلمية في الصميم التخيلات التي عمرت طويلاً والمتعلقة بتصوراتنا بالنسبة لأشكال وهيئات الشخصيات التاريخية الشهيرة. كما أظهرت التحاليل الجينية وتقنيات التحليل بواسطة المسح الضوئي الرقمي، أن الفرعون توت عنخ آمون كان صبياً هشاً، بقدم مشوهة وفك ثقيل. وطبعاً هناك الاكتشاف الذي احتفي به كثيراً المتعلق بالهيكل العظمي العائد للملك ريتشارد الثالث الذي عثر عليه سنة 2012 تحت أرض مرآب سيارات في ليستر. وقد خضع الهيكل العظمي المذكور لتحليل أنثروبولوجيا الطب الشرعي، فأظهر ذاك التحليل أن "ابن الشر المجرم" هذا، بحسب شكسبير، كان له وجهاً ناعماً ولطيفاً. بيد أنه مع هذا كان يعاني من تشوه في العمود الفقري. لذا فإن أجزاءاً من الأسطورة تبقى حقيقية.
في النهاية من يمكن أن يكون أفضل من "سانتا كلوز" لختام هذه المقالة؟ طبعاً جميعنا نعلم شكل سانتا وهيئته. مرة أخرى أقول، لا. نحن لا نعلم. إذ أن رفاة القديس نيكولاس، وهو سانتا كلوز الحقيقي، كانت تقبع بكنيسة في باري، بإيطاليا، منذ أن سرقت تلك الرفاة من تركيا سنة 1087. وكشفت أبحاث في المقاسات أجريت على جمجمته، أن القديس نيكولاس تميز بجسم ضئيل – 5’6” (أي نحو 167 سنتمتراً فقط) – ورأس ضخم ورجولي، وفك مربع وعضلات عنق قوية. وكان له أيضاً أنف مكسور، كما لو أنه تلقى ضربة عليه.
نحن ربما لدينا حاجة بسيكولوجية لمعرفة شكل وهيئات الشخصيات التاريخية العظيمة. بيد أن العلم وعلى نحو متزايد يقوم بإرباك تصوراتنا المديدة لأشكال تلك الشخصيات. في هذا الإطار كان الباحث بن جونسون قد أسدى لنا نصيحة مثلى في مقدمته لمجموعة مؤلفات شكسبير الدرامية (الـ فيرست فوليو)، إذ كتب: "أيها القارئ، تأمل\ ليس في صورته، بل في كتابه".
© The Independent