كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن المباحثات التي بدأها الخصمان الإقليميان طهران والرياض قبل أشهر، حققت "تقدماً جاداً" بشأن أمن الخليج، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
وقال خطيب زاده، إن الطرفين أجريا مباحثات "جيدة" بشأن العلاقات الثنائية المقطوعة بينهما منذ أكثر من خمسة أعوام.
وأكد أن التقدم حول أمن منطقة الخليج العربي كان "جاداً للغاية"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
محادثات بغداد
وكان مسؤولون سعوديون وإيرانيون قد أجروا جولات من المباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشف عنها للمرة الأولى في أبريل (نيسان) الماضي، فيما يعد أبرز تواصل مباشر بينهما منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في يناير (كانون الثاني) 2016.
وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات المنطقة ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، فيما صرح مسؤولون في الحكومة الإيرانية بوجود دعم إيراني للحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، على الرغم من نفي الخارجية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نشاط إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية مثل سوريا، والعراق، ولبنان عن طريق دعم ميليشيات طائفية تابعة لها. وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
على خلفية لقاء نيويورك
وكانت وكالة "مهر" الإيرانية الرسمية، قد أكدت أن وزير خارجية طهران حسين أمير عبد اللهيان، قد التقى في نيويورك مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية وعربية أخرى.
وأوضحت الوكالة أن اللقاء تم، الثلاثاء الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وحضره وزير الخارجية، ووزراء خارجية وممثلون كبار لدول بينها السعودية، والكويت، وقطر، ومصر، والأردن، وتركيا، وفرنسا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية على "تويتر"، إن عبد اللهيان عقد ما وصفته بـ"اجتماع متابعة" للقاءات عقدها خلال مؤتمر في بغداد في 28 أغسطس (آب) الماضي.
وفي ذات السياق، أبدى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في خطابه أمام الجمعية العامة، أمس الأربعاء، أمله في أن تؤدي المباحثات مع إيران إلى "نتائج ملموسة".
وقال الملك سلمان في الكلمة التي ألقاها عبر الاتصال المرئي إن "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
ودعا طهران إلى "وقف جميع أشكال الدعم" للمجموعات المسلحة المقربة منها في المنطقة، وأهمية "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل".
الأمر ذاته أكده خطيب زاده، الذي شدد على حرص بلاده استعادة علاقاتها مع الرياض، مضيفاً "التواصل بين البلدين الذي بدأ في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، استمر بعد تولي خلفه إبراهيم رئيسي مهامه".