ستمضي "رولز رويس" قدماً في بناء أسطول جديد من المفاعلات النووية الصغيرة بعدما تلقت دعماً من الحكومة ومستثمرين من القطاع الخاص.
وأعلنت الشركة المصنعة للمحركات أنها ستنشئ "مفاعل رولز رويس النمطي الصغير" (Rolls-Royce Small Modular Reactor (SMR)) بفضل منحة حكومية بقيمة 210 ملايين جنيه إسترليني (281.63 مليون دولار أميركي) و195 مليون جنيه من شركات خاصة.
وستمول الشركة الاستثمارية "بي أن أف للموارد" والشركة الأميركية لتوليد الطاقة "إكسلون للتوليد" مشروع "رولز رويس" خلال السنوات الثلاث المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأمل مؤيدو هذه التكنولوجيا في أن يكون طرحها أرخص وأسرع مقارنة بالمفاعلات النووية الموجودة. وعانت مشاريع مثل مفاعل "هينكلي بوينت سي" من تأخيرات كبيرة وتكاليف متزايدة من المتوقع الآن أن تصل إلى 23 مليار جنيه.
وبرزت مخاوف أيضاً من مشاركة شركات صينية في البنية التحتية المهمة [الحساسة والدقيقة]. وتنظر المملكة المتحدة في الطريقة الكفيلة بإبعاد الشركة النووية الصينية العامة [ملكيتها تعود إلى الحكومة الصينية]، "سي جي أن"، عن المفاعل النووي "سايزويل سي" في سافولك. وتملك "سي جي أن" حالياً حصة تساوي 20 في المئة في المشروع.
وقال رئيس "رولز رويس" وارن إيست، إن المفاعلات الصغيرة تمثل طريقة مبتكرة في معالجة أزمة المناخ.
"مع تكنولوجيا رولز رويس للمفاعلات النمطية الصغيرة، طورنا حلاً من حلول الطاقة النظيفة تتمتع بمزايا تنافسية على صعيد التكاليف وتصدر صفراً صافياً من الانبعاثات، مخصصة لتطبيقات مختلفة تتراوح بين إنتاج الكهرباء الشبكية والصناعية [على مستوى صناعي] وتصنيع الهيدروجين والوقود المركب".
وأكد وزير الأعمال كواسي كوارتينغ أن أمام المملكة المتحدة فرصة "فريدة" لنشر مزيد من الطاقة القليلة الكربون وتعزيز أمن الطاقة البريطاني.
"توفر المفاعلات النمطية الصغيرة فرصاً مثيرة لخفض التكاليف وبناء مزيد منها بسرعة، ما يضمن إيصال الكهرباء النظيفة إلى منازل الناس وخفض استخدامنا المتراجع بالفعل للوقود الأحفوري المضطرب إلى مستويات أدنى حتى".
وتثبت المملكة المتحدة أنها ضعيفة أمام أسواق الطاقة العالمية المضطربة هذا العام. فأسعار الغاز قفزت إلى مستويات قياسية الشهر الماضي، ما رفع الفواتير المترتبة على الأسر وهدد بإغلاق قطاعات كثيفة الاستخدام للطاقة، منها قطاعا [صناعة] الصلب والخزفيات.
لكن جيلاً جديداً من المفاعلات النووية سيكون خلافياً.
فقد حذر الدكتور سيمون كران-ماكغريهن، المسؤول عن التحليلات في وحدة معلومات الطاقة والمناخ، من أن تكاليف البناء الباهظة قد تعني أن الأسر قد تضطر إلى دفع فواتير أعلى لسنوات كثيرة قبل أن تبدأ أي مفاعلات نووية جديدة في العمل.
وقال: "تعني التكاليف العالية للتكنولوجيا النووية بالترافق مع فترات البناء الطويلة أن هذه التكنولوجيا ليست حلاً سريعاً لتحدياتنا الحالية على صعيد الطاقة.
"ومن المتوقع أن يشكل التركيز الحكومي المستمر والمتزايد على الطاقات المتجددة، إلى جانب التخزين والمرونة– الطاقات التي يمكن نشرها بسرعة وتكاليف متدنية– العمود الفقري لنظام ذي تكاليف مناسبة وموثوق به في المملكة المتحدة".
© The Independent