في إطار الجهود العالمية التي يبذلها فاعلون إقليميون ودوليون لوضع حد للمعاناة الإنسانية التي تتفاقم جراء الحرب القائمة في اليمن منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية في 2014، أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات بياناً عبروا فيه عن قلقهم من الوضع الإنساني في اليمن، مُدينين "هجمات الحوثيين العابرة للحدود".
وأبدى الرباعي الموقّع على البيان استياءهم من رفض الحوثيين دعوات وقف إطلاق النار التي قدمت السعودية مبادرات عدّة من أجلها، وتعطيلهم "جهود إنهاء الحرب، وإقرار وقف شامل لإطلاق النار، والذي يبدأ بمجرد قبول الحوثيين بها، بينما تستمر الميليشيات برفض التخلي عن السلاح"، بحسب البيان.
الوضع الاقتصادي في اليمن
أعربت الدول الأربع في البيان عن قلقها جرّاء انخفاض قيمة الريال اليمني مقابل العملة الأجنبية، الذي فقد كثيراً من قيمته مقابل الدولار الأميركي منذ اندلاع الحرب في مطلع عام 2015، ويتفاوت سعر صرف الريال اليمني من منطقة لأخرى بسبب تقاسم السيطرة على المناطق، فقد وصل سعر شراء الريال مقابل الدولار اليوم في صنعاء إلى 601، وسعر البيع 602. أما في عدن فقد بلغ سعر الشراء 1345، وسعر البيع كان عند 1360.
وأثّر هذا التضخم على غالبية السلع الغذائية الأساسية، وزاد من سوء الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتفاقم هذه الأزمة، ما ينذر بكارثة اقتصادية.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 140 في المئة عن متوسط الأسعار قبل الصراع، بحسب موقع الأمم المتحدة.
ويعود تدهور الريال إلى عدم قيام البنك المركزي اليمني بمهمة تحديد سعر الصرف، وهو ما دفع سفراء الدول الأربع إلى الترحيب بتعيين محافظ للبنك المركزي اليمني، ونائب المحافظ، وأعضاء إضافيين لمجلس الإدارة، وتكليف جهاز الرقابة والمحاسبة لمراجعة وتقييم أعمال البنك المركزي منذ بدء عمله في العاصمة المؤقتة عدن.
وأكدوا أهمية القيادة القوية للبنك المركزي والمؤسسات المالية، وأن "تعيين هذه الكوادر المؤهلة يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام، وأن الجهود المبذولة من أجل تحقيق الاستقرار الاقتصادي تُعد أساسية في تقليص الاحتياجات الإنسانية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشاد سفراء الدول الأربع لدى اليمن خلال اجتماعهم لمناقشة الأوضاع الاقتصادية في اليمن، وبحضور القائم بأعمال الولايات المتحدة الأميركية في اليمن، بالمساهمة الكبيرة للسعودية، بما في ذلك منحة المشتقات النفطية الموجهة لليمن، والتي ذكر وزير الكهرباء والطاقة اليمني، أنور كلشات، أن "كميات وقود الديزل الواصلة من منحة المشتقات النفطية المقدمة السعودية بلغت 334 ألف طن، موزعة على خمس دفعات، بينما بلغ إجمالي كميات وقود المازوت 173 ألف طن"، مضيفاً: "هذا الدعم السخي أسهم في استقرار قطاع الكهرباء بتوليد 80 محطة في مختلف المحافظات".
اتفاق الرياض
كما سلط المجتمعون الضوء على أهمية سرعة تنفيذ اتفاق الرياض الذي وُقّع من قبل الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي 2019، وجرت مراسم توقيعه في العاصمة السعودية، بحضور كل من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، وذلك لإنهاء الصراع المسلح بين الطرفين في المحافظات الجنوبية عقب المواجهات العنيفة التي اندلعت بينهما.
ويتضمن الاتفاق تشكيل حكومة كفاءات سياسية بالتشاور مع رئيس الوزراء والمكونات السياسية، وعلى أن تكون الحقائب الوزارية مناصفةً بين المحافظات الجنوبية والشمالية بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يشمل تمثيلاً في وفد الحكومة مشاورات الحل السياسي النهائي.