كشفت الشرطة الإسرائيلية عن إحباطها دخول مستوطنين إسرائيليين إلى المسجد الأقصى في القدس متخفين بزيّ المسلمين، ضمن خطة تقودها وتنفذها مجموعة "العودة إلى الهيكل" اليهودية المتطرفة.
وبحسب جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك)، فإن الشرطة تعتقل أسبوعياً مستوطنين يهود متنكرين بزيّ المسلمين خلال محاولتهم الدخول عبر بوابات المسجد الأقصى.
ومنذ احتلالها القدس عام 1967، تسمح الشرطة الإسرائيلية بدخول المستوطنين والسياح الأجانب إلى الأقصى من بوابة باب المغاربة المخصص لهم، وتمنعهم من المرور عبر الأبواب العشرة الأخرى.
كما تسمح الشرطة بدخول المستوطنين إلى الأقصى من باب المغاربة يومياً على مرحلتين، من الساعة السابعة وحتى العاشرة صباحاً، ومن الثانية عشرة ونصف وحتى الثانية بعد الظهر عدا يومي الجمعة والسبت.
وعلى مجموعات، يدخل المستوطنون إلى المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية التي تعمل على إبعاء حراس المسجد الأقصى التابعين لوزارة الأوقاف الأردنية 60 متراً عنهم.
ويتهم الفلسطينيون المستوطنين بأداء صلوات تلمودية فوق ساحات المسجد الأقصى التي يعتبرها اليهود جزءاً من "الهكيل الثاني".
لكن المستوطنين من أنصار مجموعتي "العودة إلى الهيكل" و"أمناء جبل الهيكل" يرغبون بدخول الأقصى من "جميع أبوابه، وفي كل الأوقات... حتى نجاحنا في بناء الهيكل واستعادة خدمات القرابين"، بحسب باروخ وهو اسم مستعار لأحد أعضاء المجموعة.
وشدد باروخ على الحاجة إلى "مزيد ومزيد ممن يصلّون على هذا النحو.... وبعد ذلك ستضطر الشرطة إلى فتح البوابات للجميع".
تدريب
وفي شقة سكنية في القدس الشرقية، تدرّب المجموعة أعضاءها على ارتداء الزي الإسلامي وحمل القران الكريم وكتب بالعربية وصبغ لحاهم بدرجة أغمق، ليظهروا وكأنهم فلسطينيون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أحد أعضاء المجموعة إنه في حال "اكتشافهم فإنهم سيطلبون مساعدة الشرطة الإسرائيلية"، معبراً عن استعداده "للتضحية بحياته من أجل الهيكل". ونشرت المجموعة فيديو على شبكة الإنترنت يظهر أحد عناصر المجموعة وهو يتلو بشكل علني صلاة يهودية، وفي الخلفية يمكن سماع أذان صلاة العشاء.
في المقابل، كشف مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني عن إحباط حراس المسجد محاولات محدودة لمستوطنين متنكرين بزيّ مسلمين للدخول إلى الأقصى، مضيفاً أنه جرى إيقافهم على أبواب المسجد قبل دخولهم ساحات الأقصى.
وينتشر نحو 156 من حراس المسجد الأقصى على أبوابه العشرة وفي ساحاته، ويعملون على مدى 24 ساعة خلال أيام الأسبوع السبعة.
وشدد الكسواني أن حراس الأقصى رفعوا درجة يقظتهم لمنع دخول المستوطنين المتنكرين، موضحاً أن ذلك يحدث "في حالات فردية ولا يرقى إلى مستوى الظاهرة".
لكن نائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات شكك في "دوافع الترويج" لتنكّر المستوطنين بزيّ المسلمين لدخول الأقصى، مشيراً إلى أن ذلك يهدف إلى "تمرير مخططات إسرائيلية رفضها الفلسطينيون سابقاً".
وأوضح أن الشرطة الإسرائيلية تريد فرض التفتيش على كل المسلمين الراغبين بالدخول إلى الأقصى بحجة حمايتهم".
وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة القدس ألغت قبل أشهر عدة قراراً لمحكمة "الصلح" الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين اليهود بإقامة "الصلوات الصامتة" داخل المسجد الأقصى.
وجاء قرار الإلغاء بعدما تقدمت الشرطة الإسرائيلية باستئناف على قرار محكمة "الصلح بمنع إبعاد مستوطن أدى صلاة صامتة في المسجد الأقصى".